منوعات

قصة و رؤية ( مرايا الثقة )

إعلان
  • خاص ع المكشوف 
  • قصه ورؤية

القصة للكاتب أحمد الخويلدي 

الرؤية للناقدة عنفوان الهمس

(مرايا الثقة )

انطوي زمن الحزن ، و عادت الحياة تنفرج سريرتها عن أحلام تداعب ابتسامة طفل ولدَ يتيما و وحيدا.. كان العوضُ في ذلك صديقا هادي الطباع ، أنيق الأخلاق ، و تلك الأم الفاتنة التي فقدتْ والده في بداية العشرينيات من عمرها.. كان يبتسم للدنيا بوجه تترامى خدوده على ملامحهما، هما مصدر و مبعث الحب و الأمل… تفوقا و صديقه علميا و اختارا أن يرافقا بعضهما بالالتحاق بإحدى كليات القمة.. بالجامعة و المنزل لا يكادا يفترقا، و في الليلة التي عاد فيها القمر ينحنى للغروب. سمعا خبر وفاة والدته. كادت الصدمة تحصد من عقليهما مساحة من الإيمان؛ لكنها ليست سوى الحَبة الأولى في انفراط مسبحة الذهول… عادَ من العزاء يفتح خزانة والدته الخاصة؛ فتنفجر الدهشة بوجدانه، و تشعل وثيقة الزواج التي بين والدته و صديقه نارا تنبعث من وقود غير معلوم، لا يدركُ اتجاهاتها، و كأنه بدوامة من كوابيس متصارعة فوق أمواج أسئلة و هواجس دون ماء إجابة… لم يستطع مواجهة صديقه. تخلص منه سريعا بوضع سم شديد المفعول في الشراب، و حينما إطمئن إلى موارة جثمانه، صار الصراع مع رفاتهما الذي لا يتعاطى مع أسئلته النافرة من اليقين.كل يوم يجلس أمامَ قبر والدته ينبش في سكون الماضي عن إجابة وحيدة. لمَ بالشرعِ …؟! و مَن منا خان الآخر …؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرؤية 

مرايا الخيانة هكذا أجد عنوانها الذي يليق بمغزى الحكاية،

مرايا جمع مرآة وفي الحقيقة هي تعكس مايقابلها ، الذي بوجهها ليست أجسادنا فحسب وإنما مكنونانتنا بتفاصيلها من فكر، نبض، حب حب حب.. ليس على القلب من سلطان ولا على المحكوم من أوامر وقيود..

أجدك أستاذ أحمد وضعتنا كالكرة في ملعبك.. إما موافقة القيم والتقاليد العقيمة والمجحفة في حق الأرملة عشرينية كانت أم خمسينية سيان.. فالتقاليد تحتّم عليها الوفاء الأسود والحِداد إلى أن تزّف إلى قبرها.. أما أن تتخذ زوجا على سنة الله ورسوله لمقاسمتها همومها والحفاظ على دفء سريرها ونعومة نضارتها فهذا ما لن يوافق عليه المجتمع ودعني أقول حتى القارئ في إطار الموروث الثقافي الإجتماعي المنغلق..

أيضا دعني أقول: حمدا لله نحن معشر الكتّاب نختار البدايات والنهايات التي نجدها تلائم سرد وسيرورة القصة والرواية بعيدا عن التكتم والتعتيم الثقافي الإجتماعي وإلا بتنا نسخة متناسخة ومتلاصقة من القرون السابقة لغاية القرن الراهن..

راقت لي الصور الشِعرية والمجازية التي استخدمتها منها (الليلة التي عاد فيها القمر ينحني للغروب) فالمتعارف علية الشمس هي المائلة للغروب لا القمر لكن هنا تعبير دقيق على التوقيت الذي عاد فيه الابن والتي مفادها وقتا متأخرا من الليل أي الثلث الأخير المشرف على الفجر..

أيضا قول الكاتب (كادت الصدمة تحصد من عقليهما مساحة من الإيمان) تمنيت لو استبدل مفردة مساحة بسنابل حيث يليق بالحصاد والمنجل دوما السنابل ولا بأس من استعارة ربطة السنابل بعقدة الإيمان..

في الحقيقة القصة جاءت قفلتها موفقة جدا حيث أنها باغتتنا من حيث لا ندري فمن غير المتوقع أن تتخذ هذه الأرملة زوجا بعمر ابنها.. ليس هنا الاشكال ففارق السن في الزواج لم يعد أحد التابوهات التي نقف عندها طويلا، إلا في بعض المجتمعات المنغلقة على بعضها.. الصادم في القصة أنها لم تتخذ هذا الشاب خليلا حتى تكون هذه الأرملة خارجة عن حدود الشرع حتى يستنكر لها ويستعر منها.. الاشكال قائم في تكتّم الشاب صديقه والأرملة أمه عن مصارحة هذا الابن والصديق بذات الوقت.. فهنا وجد نفسه في اطار المستدرج والمستغفل ، هذا ما أكده الكاتب بقوله:( لمَ بالشرع… ومن خان الآخر..)

فصور الخيانة بامكانها أن تأتي متسترة بعدة أثواب أخرى.. في ظاهرها العفة والكفاف وفي باطنها الخيانة غير المغفورة والتي بالامكان أن تدمر كل شيء جسدا ، فكرا، وروحا..

أعتذر عن الاطالة، وأرجو أن أكون على مقربة مما دار في معين فكرك صديقي الأستاذ أحمد.. مودة بلا حدود .

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى