العرب والعالمخبر عاجل

خالد الفكي لـ”ع المكشوف”: الصراع السوداني ذو أبعاد إقليمية ودولية.. والوساطات الخارجية مقبولة لو كانت من أجل حل الأزمة

الوضع صعب ولدينا أعلى نسب نزوح ولجوء على مستوى العالم.. وتجب إعادة النظر في العلاقات مع دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية

إعلان

كتب – شريف ربيع

قال خالد الفكي، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني: إن الصراع في السودان له أبعاد إقليمية ودولية؛ وبناء عليه فإن تصريح البرهان بخصوص عدم إمكان أي جهة خارجية فرض أية إجراءات على السودان لا يتسق مع قرائن الأحوال، ولا يمكن النظر إلى هذا الصراع بمعزل عن المحيط الإقليمي والدولي خاصة وأن هناك دولا الآن تضررت من هذه الحرب وكانت لها تأثيرات سلبية على دول الجوار سواء أكانت مصر أو إثيوبيا أو جنوب السودان أو غيرها.
وأضاف الفلكي في تصريح خاص لـ”ع المكشوف”: أن دول الجوار هذه من حقها طرح مبادرات والمطالبة بوقف الحرب ومحاولة إعادة تكوين البيت السوداني من خلال الوساطات بين الفرقاء السودانيين؛ ومحاولة احتواء هذه الأزمة عبر حوار سوداني سوداني، والعمل على محاصرة الأضرار التي تطال تلك الدول؛ فالقرائن تشير إلى وجود دول متضررة من هذه الحرب السودانية.

وأردف أن مقصد البرهان هو عدم إمكانية إملاء أي إجراءات خارجية على السودان، لكن بالطبع الوساطات من أجل الحل مقبولة ومرحب بها، لا أن تزيد الحرب والضرر وتعقد المشهد السوداني المُتأزِّم وتزيد اشتعال الصراع المسلح الذي هو على أشده.

وأشار إلى أن “إيجاد” منظمة ضمن المنظمات الإقليمية والسودان جزء من محيطه الإقليمي والدولي بمنظماته ولا ينفصل عنه ولا عنها؛ وبالتالي فتصريح البرهان بأن “إيجاد” (لا تعنينا وغير معنية بالشأن السوداني) سلبي وعكسي ولا تخدم القضية السودانية؛ لأن السودان الآن يحتاج إلى جهود كل المنظمات الدولية والإقليمية ودول الجوار والدول الداعمة الأخرى حتى يتم وقف هذه الحرب وتقديم المساعدات؛ فمثل هذه التصريحات العنترية تعيدنا بالذاكرة لحقبة عمر البشير والإخوان والتصريحات العنترية النارية عن التهديد بمقاطعة المنظمات الدولية والأمم المتحدة وكبريات الدول، ولا يتضرر في نهاية المطاف من هذه التصريحات سوى الشعب السوداني.

وتابع المحلل السياسي أن الوضع السوداني صعب للغاية مع ازدياد النزوح الداخلي واللجوء الخارجي بمرور الأيام؛ فبحسب المنظمات الدولية السودان لديه الآن أعلى نسبة تدفق للنازحين واللاجئين على مستوى العالم؛ لذلك لا بد من الاستفادة من أي مساعدة تُقدم للسودان وتسهم في حل تلك الأزمة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني.

ولفت إلى أن هناك حساسية واضحة بين الحكومة السودانية والقوى الديمقراطية “تقدم”؛ لأنها كما يرى البرهان وكثيير ممن يوافقونه أنهم سبب هذه الأزمة وذاك الصراع؛ وبناء عليه يجب على المسؤولين السودانيين إعادة النظر في العلاقات مع دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية ومراعاة الالتزامات الأخلاقية التي ينبغي أن تكون، وأن يُقدِّروا مصلحة الشعب السوداني وليس مصلحة حكومة أو أفراد أو جماعات بعينها؛ لأن هذا التعامل مع المنظمات الدولية وبعض الدول خطأ كبير ويضر بمصالح السودان؛ فالحالة السودانية الآن خاصة وهي لها خصوصية في التعامل ينبغي أن تكون الأولوية مُنْصبَّة على إيقاف الحرب لحقن الدماء وعودة السودانيين إلى منازلهم وممارسة حياتهم بصورة طبيعية مرة أخرى بعيدًا عن المزايدات السياسية.



مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى