أخبار مصرخبر عاجل

ضياء حلمي: بوتين قرأ المشهد جيدًا ويسير بخطى ثابتة في الحرب.. والغرب يخسر كثيرًا

إعلان

كتب – شريف ربيع

قال الدكتور ضياء حلمي عضو لجنة اللجنة الاقتصادية في المجلس المصري للشئون الخارجية والأكاديمي والخبير في الشؤون الآسيوية: من خلال القراءة الواقعية لمشهد الحرب الروسية الأوكرانية وقيادة وإدارة الرئيس بوتين للعملية العسكرية باتزان منذ البداية؛ يتأكد أن بوتين أجاد قراءة الموقف عامة؛ فلم يندفع في البداية في حرب انجر لها انجرارًا، ولم يحاول إنهاء العملية العسكرية بسرعة على حساب الاقتصاد الروسي، وإنما قام بعملية عسكرية حازمة لكن غير مندفعة، وذهب إلى خلق أسواق جديدة متعطشة ومستفيدة من النفط والغاز الروسي، وكذلك البضائع.

وأضاف حلمي لـ”ع المكشوف”: عسكريًّا انتصرت روسيا رغم الدعاية الغربية الإعلامية الأمريكية والأوروبية التي حاولت ولا تزال تريد رسم صورة مختلفة عن الواقع؛ والدليل على منهجية التضليل الإعلامي الأمريكي والغربي أنهم ومنذ الشهر الأول للحرب أغلقوا مكاتب قناة “روسيا اليوم” بكل اللغات في أمريكا وأوروبا؛ حتى ينفردوا بعقلية المشاهد والمتلقي. ولكن عسكريًّا أوكرانيا في حالة هزيمة ساحقة رغم المساعدات العسكرية الأمريكية والغربية، ولن يُعلن عن الخسائر الحقيقية لأوكرانيا قبل عدة سنوات.

وأردف: أما اقتصاديًّا فقد حققت روسيا توازنًا كبيرًا في الميزان التجاري لها من خلال أهم موقف استفادوا منه في تاريخ روسيا الحديث وهو الشراكة الاستراتيجية الكاملة مع الصين؛ حتى بلغ التبادل التجاري بين البلدين 240.1 مليار دولار للمرة الأولى في تاريخ البلدين. كما فتحت روسيا قنوات تجارة جديدة في أفريقيا وآسيا. وآسيا هي القارة الأهم في العالم في العشرين عامًا المقبلة. أمريكا والغرب يتنازلون بالتدريج عن دعم أوكرانيا بدافع الضغوط الاقتصادية الهائلة في أمريكا وأوروبا، ورفض الشعوب الأوروبية مساعدة أوكرانيا بلا حدود على حساب حيواتهم ورفاهيتهم.

وتابع: بالنسبة للشريك الروسي ستكون هناك مفاوضات قبل نهاية هذا العام؛ فستُطفأ الحرائق الجيوسياسية في العالم مع نهاية العام الجاري؛ فلا يحتمل العالم أزمات مالية وتضخم وتعثر سلاسل الإمداد أكثر من هذا. وخلال هذه المفاوضات ربما تتنازل روسيا قليلًا عن بعض الأراضي التي حصلت عليها، وسوف تقبل أمريكا ذلك، وهي التي دفعت أوكرانيا بالفعل إلى هذا المصير المظلم في حرب بالوكالة. وسيكون هناك رئيس جديد في أوكرانيا، وقد تكون هناك إدارة أمريكية مختلفة في أمريكا، لكن الإدارات الأمريكية سواء من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري لا تصنع فارقًا كبيرًا؛ لأن استراتيجية أمريكا واحدة، والفرق محدود، وفي سياق تنفيذ ذلك فقط.

واستطرد: على الواجهة قد يأتي ترامب ليوافق في مفاوضات مع روسيا على الوضع الجديد؛ للحفاظ على ماء الوجه. وبالتأكيد لن تكون هناك حرب عالمية ثالثة؛ لأنه ببساطة لا يريدها أحد أصلا، وإنما هو تلويح جاد من بوتين منذ يومين لإلقاء بعض الماء البارد على بعض الرؤوس الساخنة دون أن يكون له حسابات؛ أي أن تهديد بوتين بخطورة الموقف واحتمال حرب عالمية ثالثة هو من قبيل الردع الروسي. وبخصوص توقيع بوتين مرسومًا بمصادرة الأصول الأمريكية فهو أمر طبيعي ومتوقع ردًّا على نفس القرار من أمريكا وأوروبا الغربية. وفي النهاية ستكون المفاوضات في الغرف المغلقة هي الحل، وأمريكا تعلم ذلك لكن في السياسة “التصريحات شيء والواقع شيء آخر أحيانًا”.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى