بقلم: عبد الناصر محمد
بداية مع انطلاق فعاليات مؤتمر مصر والمغرب في افريقيا وجهت سؤال إلى اللواء إسماعيل عبدالعزيز رئيس الجمعية المصرية المغربية لرجال الأعمال عن أنني متابع جيد لنشاط رجال الأعمال في افريقيا فهم يتحدثون كثيراً عن أهمية التعاون مع دول القارة إلا أن أفعالهم لا تتعدى الكلمات في ملتقياتهم
لكن اللواء إسماعيل عبدالعزيز كان له رؤية واضحة وبدأ حديثه معي عن أفعال الجمعية لا أحاديثها مشيراً إلى أن أعضاء الجمعية أقاموا مشاريع في افريقيا وفي المغرب وفي مصر في مجالات شتى زراعية وصناعية والجمعية تدرس عدة مشاريع لتنظيمها في افريقيا وسيتم افتتاحها والإعلان عنها قريباً وقال لي أن مصر تملك الزمام الشمالي الشرقي لأفريقيا والمغرب تملك الزمام الشمالي الغربي فلو تم عمل تعاون قوي بين البلدين في افريقيا التي تملك ما يكفي غذاء العالم مرتين ستحقق الجمعية هدفها في تعزيز التعاون المشترك في افريقيا فهما وجهتان جاذبتان للاستثمار مؤكداً أن دول افريقيا بالنسبة لمصر والمغرب عمق استراتيجي وعليه يجب عمل تعاون مشترك وتفعيل الاتفاقيات لتحقيق طفرة في التعاون المشترك
كلنا كشعوب ندعم التعاون الحقيقي مع شعوبنا في افريقيا آملين من رجال أعمالنا المشتركة في دعم التعاون الاقتصادي والاستثماري في القارة السمراء والإعلان عن انطلاقة جديدة لنمو دول القارة
أما الدكتور شريف الجبلي الرئيس الشرفي للجمعية المصرية المغربية لرجال الأعمال وكرجل أعمال يعرف احتياجات التعاون وقارئ جيد لإنجاح التعاون المصري المغربي في افريقيا فرسم خارطة واضحة المعالم للجانبين مبنية على بناء مصالح مشتركة موضحاً أن مصر تتميز بعلاقات ممتازة مع دول شرق افريقيا كما أن المغرب يتميز بعلاقات راسخة مع دول غرب أفريقيا ولذا يجب التعاون بين البلدين بصورة عملية والاستفادة بالميزات التنافسية لدى الدولتين في افريقيا فمصر والمغرب وقعا على اتفاقية التجارة الحرة واعتمدهما نواب الدولتين ولابد من الاتفاق على خريطة عمل للتعاون بين رجال الأعمال المصريين و نظرائهم المغاربة بوضع افكار عملية ودراسة نقاط التعاون مع الشأن الافريقي
مع تواجدي في حدث هام يعتني بالشأن الافريقي فقد تفقدت حجم التبادل التجاري بين مصر وافريقيا والذي بلغ نحو 8 مليار دولار واستثمارات بلغت 10 مليار دولار أما التبادل التجاري بين المغرب وأفريقيا بلغ 17 مليار دولار في حين أن حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا بلغ 282 مليار دولار فوجدت بون شاسع في الأرقام ورغم احباطي إلا أرى أنه دافع قوي لرجال أعمالنا لدفع عجلة التعاون في ظل توجه الدولتين للتواجد بقوة في السوق الافريقي واستثمار رؤية 2030 في افريقيا والتي تستهدف تحقيق طغرة في التعاون الاقتصادي والاستثماري
وها هو وائل زيادة مساعد وزيرة التخطيط ونائب عن الوزيرة في إلقاء كلمتها في المؤتمر يشيد بمساهمة الجمعية المصرية المغربية لرجال الأعمال في تنمية العلاقات الاستثمارية والتجارية بين مصر والمغرب في ظل أن العلاقات بين البلدين ليست نمطية وانما هي تاريخية وعميقة ومتداخلة
وأنني كصحفي أرى نعم أن العلاقات الاقتصادية تكاملية ومسار إيجابي وثنائي للتبادل التجاري وصل إلى مليار دولار لكن هذه الأرقام لا تعبر عن طموحات الشعبين ولا عمق العلاقات التاريخية ورغم الإصلاحات التي تقوم بها الدولتين في إحداث طفرة في التبادل التجاري والاستثماري
وعليه مطلوب من منظمات الأعمال المشتركة الاستفادة من الفرص المتاحة بافريقيا واقتناصها بعمل شركات مصرية مغربية تكون قادرة على عمل تكتلات اقتصادية مشتركة في افريقيا قارة الفرص والقارة الشابة الغنية بالموارد ولنصحو من حالة الثبات العميق التي يعيشها مجتمع الأعمال والإدعاءات بأن افريقيا لا امن ولا استقرار وأتساءل كيف لا يوجد استقرار في ظل وجود الدول الأجنبية بأحجام كبيرة في الاستثمار والتجارة مع دول القارة
