نشطاء فلسطينيون يتوقعون إشتداد الأحداث خلال الساعات المقبلة للعودة الكبري
ع المكشوف -آلاء مجدى
في الساعات الأولي من صباح اليوم الجمعة، توافد عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة إلى السياج الحدودي الفاصل مع الكيان الصهيوني، استعداداً للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى، التي انطلقت أولى فعالياتها اليوم.
خيام بيضاء منتشرة على الحدود،نساء تفترشن الأرض وتشعلن مواقد الحطب. شبّان ورجال يتظاهرون بسلمية. علم فلسطين وحده يرفرف في سماء غزة ، فلا أحزاب تتصدر المشهد ولا انقسام يشوّه الصورة، فكل المشاركين في المسيرة يصرّون على الوحدة وقلب المعادلات، رغم التهديدات الصهيونية العالية بالإعتداء عليهم.
مضت في طريقها ونجحت قبل أن تبدأ، بعدما قتلت بسلميتها فكرة الهيمنة الصهيونية، وحلم القضاء على حق العودة، الذي سعت القيادات الصهيونية له على مدار سنوات الاحتلال، منذ غولدا مائير وحتى بنيامين نتنياهو.
ستة شهداء وأكثر من خمسمائة جريح، يٌتوقع زيادة أعدادهم في الساعات القليلة القادمة، ولكن ذلك لن يحول دون المضي في المسيرة الكبرى وتحقيق أهدافها، فالأعداد الهائلة التي تتوافد إليها تظهر حالة الكبت والقهر، التي عاشها الفلسطينيون منذ اغتصاب أراضيهم وصولاً إلى محاولة قتلهم ببطء، عبر حصار غزة وفرض مجموعة عقوبات خنقت سكّانها، الذين رفضوا أن يكونوا طعماً للتسويات السياسية.
بالموازاة مع الزحف في غزة، أقيمت فعاليات على مستوى باقي أرجاء الوطن، بدءاً من الأراضي المحتلة عام 48 في سخنين، عرابة، دير حنا، وجنوب حيفا، وفي النقب والجنوب، يتخلل تلك الفعاليات زيارة لأضرحة الشهداء عام 1967، بالتزامن مع فعاليات أخرى في الضفة المحتلة: نابلس وطولكرم وبيت لحم والخليل، والقدس أيضاً لم تكن بمعزل عن الأحداث.
القلق الصهيوني من المسيرة الكبرى، أظهرته سلسلة الإجراءات المتخبطة التي قام بها الجيش والمخابرات الصهيونية، من إعلان كافة المناطق المتاخمة للحدود مع غزة مناطق “عسكرية مغلقة”، واختراق الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي للقائمين على الحملة، وإرسال رسائل لصد الناس عن المشاركة، والاتصال بأصحاب المركبات وتحذيرهم من نقل المعتصمين، أو الاتصال على ورش السيارات وتحذيرها من إصلاح إطاراتها.
عدلي النديم، أحد المشاركين في المسيرة قال إن جييبات صهيونية عسكرية كانت على مسافة 200متر من المشاركين الذين كانوا يستقلون باصاً، ومع اقترابهم من السياج الحدودي، تحركت الجيبات باتجاههم في محاولة لإخافتهم، وعندما غيّر الباص مسار سيره، تحركت الجيبات وعادت للوراء، ولكن المشاركين
يصرون على أن هذه التهديدات والمحاولات تشعرهم بلذة التحدي، وتزيدهم يقيناً بأنهم في الميدان الذي يزعج العدو ويربكه، وتجعلهم أشد تمسكاً بالاستمرار والانتصار.
وكان للناطق باسم الجيش الصهيوني أفخاي أدرعي، دوراً بارزاً في التصدي للمسيرة، من خلال نشاطه على صفحته على “فايسبوك”، وأظهرت آخر منشوراته حركة “حماس” تدفع بالنساء والأطفال نحو الجدار” لتحقيق إرهابها ولتتهرّب من مسؤوليّاتها نحوهم مستغلّةً براءتهم”. وقال فيه :”فيا سكّان ، نساءً وأطفالًاً، لا تسمحوا لحماس باستغلالكم لمصالحها الإرهابية، لأن ذلك لن يعود عليكم إلّا بالضّرر”.
وتحسباً لاشتداد الأحداث في الساعات المقبلة، تحركت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، ومتطوعو الفريق الوطني، وتجهّزت عبر إقامة نقطة طبية متنقلة شرق مدينة غزة.