أخبار العالمخبر عاجل

تشاد وانتخابات الصيف الساخن.. اغتيالات واستبعاد مرشحين بالجملة و”ديبي” في مهب الريح

إعلان

تقرير – علي منصور

قد تلقي الإنتخابات الرئاسية في تشاد بتأثيرات علي حكومات
إفريقية خاصة الفرنكفونية منها وقد تكشف تحولات جريئة يدعمها تحالف جديد قوي في المنطقة وتجري العملية الإنتقالية في هذا البلد الأفريقي منذ أبريل عام (2021) في ظل ظروف صعبة نظراً لعدة تأثيرات طرأت على المشهد الداخلي فيها مثل (الصراعات الطائفية، الإشتباكات بين الرعاة البدو والمزارعين، الإحتجاجات والإعتقالات بالإضافة إلى مقتل المعارض المهندس يحيى ديلو دييرو بيتشي) وكذا المشهد الإقليمي حيث تعيش البلاد تحت التهديد المشترك المتمثل في ليبيا كقاعدة خلفية للمتمردين وفاغنر شمالاً وعدم الإستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (فاغنر) جنوباً بالإضافة الى نشاط بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد على الحدود مع نيجيريا الكاميرون والنيجر في الغرب والأزمة السودانية وتداعياتها في الشرق والتي أدت إلى تدفق ما يقرب من (400) ألف لاجئ فارين من الحرب إلى داخل البلاد وكذا موجة الإنقلابات في دول الجوار (مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا). وهناك عدة مسارات محتملة يمكن أن تفضي إليها هذه المتغيرات خلال الفترة المقبلة خصوصاً إذا تمكن محمد ديبي من الفوز بالإنتخابات أبرزها تفاقم الأوضاع الأمنية بإحتمالية حدوث تظاهرات بعد إعلان النتائج والتصعيد بين الحكومة والمعارضة والدفع نحو مزيد من التحشيد ضد محمد ديبي وتنامي الصراع وسط أبناء قبيلة الزغاوة الحاكمة خصوصاً بعد إعتقال صالح ديبي عم الرئيس الانتقالي الحالي والذى انضم في بداية شهر فبراير الماضي إلى الحزب الإشتراكي المعارض عقب تخليه عن حزب جبهة الإنقاذ الوطني الحاكم ضمن إفرازات الصراع الداخل وسط قبيلة الزغاوة خاصة بعد مقتل المهندس يحيى ديلو دييرو بيتشي وعودة الجماعات المسلحة إلى طريق التمرد (فمنذ الإنقلاب في النيجر أصبحت تشاد هدفاً للشبكات الإجتماعية المؤيدة للإنقلابيين هذه المسارات تشكل نقطة فاصلة يمكن أن تقود البلاد نحو حافة الهاوية وفي الوقت ذاته يمكن أن تشكل بداية سلسلة من التحركات الداخلية من قبل الرئيس الإنتقالي لتعزيز سيطرته داخلياً الأمر الذي ربما يعيد إفراز نظام شبيه بنظام ديبي الأب خاصة في ظل الدعم الفرنسي كون تشاد هي الدولة الأخيرة في المنطقة التي أبقت القناة مع باريس مفتوحة حيث تمتلك فرنسا قاعدة في إنجمينا التي تضم ​​ألف جندي بعد أن إنسحبت من جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو والنيجر كما تمتلك الولايات المتحدة مجموعة من الطائرات بدون طيار داخل تشاد وفي هذا السياق قام محمد ديبي بتحركات دبلوماسية لتعزيز إتصالاته وتنسيقه مع حلفائه الخارجيين خاصة فرنسا وتركيا ودول الخليج (قطر والامارات العربية) وروسيا التي عادت وبقوة إلى المنطقة عبر فاغنر حيث تم إبرام إتفاقيات تعاون عسكري مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمجر حيث تلقت تشاد مساعدات عسكرية من الإمارات تتمثل في معدات تهدف إلى تعزيز أمن حدود البلاد كما تخطط المجر لنشر وحدة عسكرية (بين 200 و400 جندي) فيها لمدة عامين وبالتالي سيناريو نجاح الإنتخابات سيمثل مقدمة لفترة جديدة في تشاد



اغتيالات واعتقالات

ختم شهر فبراير الماضي أيامه مع إسدال الستار على حصاد يومين من التوتر الشديد بالإعلان عن مقتل زعيم الحزب الإشتراكي بلا حدود المهندس يحيى ديلو دييرو بيتشي والقبض على أبرز قيادات الحزب صالح ديبي عم الرئيس الحالي محمد إدريس ديبي في واحدة من أكثر مشاهد الصراع العائلي داخل القبيلة الحاكمة دموية
وقتها حذر نواب برلمانيون ومعارضون من أن تلك المواجهات التي تسبق الإنتخابات الرئاسية تفتح الباب أمام كافة الإحتمالات بداية من إحكام الرئيس الإنتقالي الحالي محمد إدريس ديبي سيطرته الكاملة على البلاد أو الإنزلاق نحو مواجهات عنيفة مع المعارضة والحركات المتمردة


لمصلحة من إستبعاد نصف المرشحين؟

أعلن المجلس الدستوري برئاسة جان برنارد باداريه القائمة النهائية للمرشحين للإنتخابات الرئاسية التشادية القادمة في (6) مايو المقبل وجاء قراره في حفل أقيم خصيصاً لهذه المناسبة عقب النظر في طلبات ترشيح مقدمة من (20) مرشح ومن بين طلب الترشيح ال(20) التي تم تقديمها تم رفض (10) وإعتماد (10) أخرى بما في ذلك ملفات الرئيس الإنتقالي محمد إدريس ديبي ورئيس الوزراء سوكسيه ماسرا ورئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي إلا أن ذلك الإعلان جاء مخيباً للآمال لدي عدد من المرشحين الذين تم إستبعادهم من المنافسة الرئاسية ففي قاعة مكتظة أمام عدد كبير من أعضاء الحكومة والمجلس الوطني الإنتقالي ورؤساء وممثلي الأحزاب السياسية شهد إعلان المجلس الدستوري رفض الملفات بحجة عدم إستيفاء وثائق الأحوال المدنية وأسباب اخرى وهو ما إعتبره المجلس الدستوري فقداً للشروط ومعايير الأهلية اللذان يتعين توافرها في ملف المرشح وهناك حالة واحدة على وجه الخصوص لفتت إنتباه المجلس وهي حالة نصر إبراهيم كورسامي مرشح المجموعة الإستشارية للفاعلين السياسيين (Gcap) وتسرد وثائقه عدة أماكن ميلاد مختلفة ويقال إنه يحمل ثلاث جنسيات هي التشادية والسودانية والبريطانية وعليه دعا المجلس بتقديم جميع المستندات الموجودة في ملفه إلى النيابة العامة بهدف فتح تحقيق أولي بجرم التزوير كذلك إنعدام الأحوال المدنية لأحمد حسب الله صبيان الشخصية السياسية التاريخية والعضو المؤسس لحزب الحركة الوطنية للإنقاذ بعد أن إنشق من حزبه وكان متمرداً عدة مرات ووزيراً في فترات مختلفة لم يتمكن من إثبات تسريحه من الخدمة العسكرية وهو أمر مطلوب للذين لهم علاقة بالعسكرية وبعد التحقق من صحة الملفات تم إعتماد عشرة طلبات فيما تم رفض البقية بسبب عيوب في ملفاتهم مثل تناقضات في تواريخ الميلاد ومشكلات في توثيق أماكن الميلاد والذين خرجوا من السباق بإستبعاد ملفاتهم هم عبد الرحيم يونس علي ؛ أحمد صبيان حسب الله ؛ كوماجي مريم جيلار ؛ نصر إبراهيم كروسامي ؛ محمد نور مستبشر ؛ جيمي خميس أحمد ؛ ابراهيم أحمد غلام الله ؛ عبد الرحيم محمد نور ؛ رخيص أحمد صالح ؛ جيمي كليما ويلاحظ ان (8) من هؤلاء ينتمون لمجموعات إثنية شمالية بهذا تشهد الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية تنافس عشرة مرشحين من بينهم رئيسا السلطة التنفيذية وهما الرئيس الحالي للانتقالي محمد إدريس ديبي ورئيس وزرائه سوكسيه ماسرا ويتنافس أيضا للمرة الرابعة رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي بالإضافة إلى سبعة مرشحين آخرين من بينهم امرأة واحدة وثمانية منهم من الجنوب

فرسان السباق الرئاسي


ضمت قائمة المرشحين المختارين للإنتخابات الرئاسية التي تجري في (6) مايو المقبل (10) مرشحين من أصل (20) بإعلان أهليتهم للسباق الإنتخابي وأبرز المرشحين :
الجنرال (محمد إدريس ديبي) مرشح التحالف من أجل تشاد موحدة وهو رئيس المرحلة الإنتقالية الحالية وأبرز المرشحين وأكثرهم حظاً بالفوز بالإنتخابات المقبلة نظراً للدعم الكبير الذي يحظى به من قبل أنصار إئتلاف تشاد موحدة بقيادة الحركة الوطنية للإنقاذ وحلفائه الذين تجاوزوا ال(200) حزب ويسيطر الحزب الحاكم على الحكم في تشاد منذ عام (1990)
ومحمد إدريس ديبي هو نجل الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو وهو جنرال في الجيش التشادي وعمل قائداً للقوات التشادية لمكافحة الإرهاب في الساحل والصحراء وقائداً للحرس الرئاسي إبان حكم والده وقاد ديبي الإبن المرحلة الإنتقالية التي شهدت تحديات جمة إلى أن وصلت لمرحلة الإنتخابات ويقدم ديبي الإبن نفسه من خلال برنامج رئاسي مبني على وحدة تشاد والأمن والإستقرار ومواصلة التنمية وتوفير الحياة الكريمة والعدالة للشعب التشادي
ثم يأتي (دكتور ماسرا سوكسيه أسيونجار) مرشح حزب المحولون وهو ثاني أبرز المرشحين ورئيس الوزراء الحالي وهو إقتصادي وكان معارضاً في السابق وقدّم نفسه بشكل فاعل خلال السنوات الماضية إبان حكم ديبي الأب ووجد قبولاً ودعماً واسعاً وتعتبر حظوظه كبيرة لمنافسة الحزب الحاكم (الحركة الوطنية للإنقاذ) برئاسة ديبي الإبن رغم التكتيكات التي إعتمدها ديبي الإبن ولولا تحالف مسرا مع ديبي لقيادة الجزء الأخير من المرحلة الإنتقالية والتي أفقدت حزب المحولون الكثير من جمهوره بعد عقد صفقة لتقاسم السلطة مع الحكومة التي قمعت أنصار الحزب في أكتوبر (2022) فأدي تدني شعبيته فإنه كان الأكثر قبولاً من قبل سكان جنوب تشاد وفئة الشباب في عموم تشاد ويبني مسرا برنامجه الإنتخابي على الاهتمام بالتعليم والصحة والتنمية الإقتصادية للبلاد وتوفير الأمن والعدالة لكل الشعب التشادي
ثم يأتي في المرتبة الثالثة (بونجورو تيوفيل) مرشح حزب التجمع والمساواة في تشاد (PRET) ويعتبر ثالث المرشحين في القائمة الرئاسية حظاً في تحقيق الفوز هو محامي ومرشح حزب التجمع والمساواة في تشاد والذي أسسه بونغورو نفسه عام (2018) وكان مرشح المعارضة في انتخابات (2021) والتي فاز بها الرئيس الراحل إدريس ديبي بنسبة (79.3%) من الأصوات ويعتمد بونغورو في برنامجه الإنتخابي مبني على تشاد واحدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ويرتكز برنامجه على إنشاء أمة جديدة يشكلها العمل وجمهورية تقوم على القيم مع التركيز بشكل خاص على التعليم والصحة والأمن وخدمة الشعب أما رابع المرشحين هو (المحامي باهيمي باداكي ألبرت) مرشح التجمع الوطني الديمقراطي التشادي RNDT-LE REVEIL وهو رئيس الوزراء الأسبق في المرحلة الإنتقالية وحل ثانياً في آخر إنتخابات وهي التي جرت قبل مقتل ديبي الأب في (2021) ويعد ألبرت باديكي أحد السياسيين المخضرمين في هذا السباق الإنتخابي فقد شغل عدة مناصب في الحكومات التشادية السابقة حيث عمل وزيراً للمالية ووزيراً للتجارة ووزيراً للطاقة والمعادن ورئيساً للوزراء في حكومة إدريس ديبي وحظوظ ألبرت باديكي في هذه الإنتخابات قد تكون أفضل من بونغورو لكن لا تتفوق على رئيس وزراء الحكومة الحالي سيكسا مسرا الذي ينحدر وإياه من المنطقة الجنوبية نفسها
ثم تأتي (ليدي بيسميدا) مرشحة حزب الديمقراطية المتكاملة والإستقلال (PDI) فقد تولت حقيبة وزارة الزراعة والمياه والإنتاج في عهد الرئيس السابق إدريس ديبي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي سابقاً في الحكومة الإنتقالية الحالية كما إنها أول سيدة تترشح للانتخابات الرئاسية في تشاد وذلك في إنتخابات عام (2021) حين نالت تقريباً (3%) من الأصوات وهناك السيد/ (منسيري لوبسيكريو) مرشح حزب النخب و(علاء دوم جارما بالتازار) مرشح حزب العمل الاشتراكي التشادي من أجل التجديد (ASTRE) و(الدكتور/ نسرا جيماسنجار) مرشح حزب يوم جديد و(ياسين عبد الرحمن ساكن) مرشح الحزب الإصلاحي
و(برايس مبايمون جيدمباي)مرشح حركة الوطنيين التشاديين من أجل الجمهورية MPTR


تشكيك وتعبئة مضادة

علي خلفية إستبعاد (10) مرشحين من السباق الرئاسي في تشاد شكك المستبعدين في نزاهة المجلس الدستوري وقالوا إن عزلهم كان تلاعباً بالعملية الإنتخابية وناشدوا المواطنين بالقيام بالتعبئة وإستخدام الوسائل القانونية لإنقاذ البلاد من الديكتاتورية ويعتقد أحد المرشحين الموقوفين وهو أحمد حسب الله صبيان أن الحكومة إستبعدته هو ومرشحين آخرين من السباق لأسباب واهية وأعرب المرشحون عن شكوكهم بشأن عدالة عملية الإختيار وأشاروا إلى عدم المساواة الإقليمية في النظر في الطلبات: حيث أن (8) من أصل (10) مرشحين معتمدين يمثلون الجزء الجنوبي من البلاد وهذا يثير مخاوف بشأن التحيز في إختيار المرشحين وتمهيد لفوز محمد كاكا المنتمي إلى الشمال كما أعربوا عن عدم موافقتهم على تكوين المجلس الدستوري مشككين في حياده فطالبوا بإستعراض العملية الإنتخابية لضمان موثوقيتها ونزاهتها وناشد المرشحون المرفوضون المجتمع الدولي إيلاء الإهتمام للحالة السياسية في تشاد ودعم الجهود الرامية إلى إجراء إنتخابات حرة ونزيهة وشددوا على تصميمهم على الكفاح من أجل الشفافية والديمقراطية في العملية الإنتخابية.
ولفت عضو المجلس الوطني الإنتقالي (برايس مبايمون جيدمباي) إلى ضرورة الإنتباه في التعديلات التي أدخلت على دستور 17 ك1 ديسمبر 2023. وأشار إلى أن القانون الجديد قد يسمح للرئيس الحالي لتشاد محمد إدريس ديبي أن يبقى في السلطة إلى أجل غير مسمى وشدد مبايمون على الحاجة إلى تحليل دقيق للتغييرات الدستورية لمنع الإستبداد وذكر أن المادة 145 من الدستور التشادي تنص على أن (يتم إنتخاب رئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات بالإقتراع العام المباشر ويجوز إعادة إنتخابه على التوالي مرة واحدة للفترة التالية ولفت مبايمون الإنتباه إلى التغيير في الصياغة والذي في رأيه يمكن أن يؤدي إلى بقاء ديبي الدائم في السلطة

ديبي الإبن والبحث عن تحالفات


أعلن التحالف من أجل تشاد موحدة الذي يتكون من (221) حزباً سياسياً رسمياً الفريق أول محمد إدريس ديبي إتنو هو مرشح التحالف في الإنتخابات الرئاسية القادمة
وبدأ الحفل بقراءة البيان المشترك الذي تلاه (صالح بورمة) عضو التحالف حيث أقر من خلال بيانه أن (221) من الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب السياسية الأعضاء في التحالف من أجل تشاد موحدة قرروا بالإجماع دعم ترشيح محمد إدريس ديبي إتنو لتحقيق فوز كاسح في الإنتخابات الرئاسية لعام 2024 وذلك من أجل توطيد وإعادة بناء تشاد والحفاظ على السلام والإستقرار داعياً الأحزاب السياسية الأخرى إلى الإنضمام للتحالف وفي خطابه الإفتتاحي أعلن الأمين العام للحركة الوطنية للانقاذ (محمد زين بادا) إنه ليس بحاجة إلى إلقاء خطاب لأن الخطاب موجود في القاعة بالصور وهذه التعبئة للجهات السياسية الفاعلة غير مسبوقة فالحماس الذي أبداه (221) من الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب السياسية الموقعة على التحالف من أجل تشاد موحدة حول محمد إدريس ديبي إتنو لتحقيق نصر كاسح في الإنتخابات الرئاسية القادمة هو أمر واضح مشيرا إلى أن الهدف من هذا التحالف هو مستقبل تشاد التي هي تراثنا المشترك وخاطب (محمد زين بادا) مرشح التحالف بالقول : إن هذا التحالف سيذهب إلى إنتخابات 6 مايو فقط لتجميل الأرقام وسحر الإقتراع وإلا فإن فوز المرشح محمد إدريس ديبي إتنو في الجولة الأولى لا جدال فيه ولدى تقديمه للمرشح أعلن الأمين العام لحزب الحركة الوطنية للإنقاذ قائلاً: إنه الرجل المناسب لهذا المنصب رجل الميدان رجل الأفعال والقناعات من أجل تشاد ومن ثم دعا مرشح التحالف إلى الحديث عن الاختيار الذي وقع على شخصه فقال ديبي الإبن أنا محمد إدريس ديبي إتنو مطمئن بمساندتكم مرشح للإنتخابات الرئاسية تحت راية التحالف من أجل تشاد موحدة (الحلم وحيداً يبقى مجرد حلم ولكن الحلم معاً يصبح حقيقة) هكذا أعلن مرشح التحالف إستجابة لطلب (221) من الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب السياسية الأعضاء في التحالف وتابع قائلاً : لن أفشل لأنه إذا تمكن الشعب من وضع ثقته فينا فسنكون مثل النجم الوحيد في الليلة الظلماء ومعاً سوف نحمل أعمق التطلعات وأكثرها شيوعاً لجميع التشاديين ولن أبخل بأي وسيلة لتعزيز الحكم العادل والمنصف والفعال من أجل تنمية تشاد


صراعات في القصر الوردي

أطلت الصراعات داخل قصر الرئاسة في تشاد (القصر الوردي) لتوتر العلاقة بين السيدة هيندا ومحمد كاكا رغم إنها كانت علاقة تتسم بالود الا إنه عقب رحيل الرئيس السابق إدريس ديبي بدأت صراعات القصر الوردي تظهر للعلن بين رئيس المجلس العسكري الإنتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي الذي خلف والده على رأس السلطة وهيندا ديبي أرملة الرئيس الراحل صاحبة النفوذ الواسع خلال فترة حكم زوجها خاصة في مجال النفط فهيندا ديبي أمرأة حديدية تحكمت طول فترة حكم زوجها من خلف الكواليس وكانت تتدخل في تعيين الوزارء والمديرين العامين المقربين منها وتعين أقاربها في أهم المناصب ما جعلها هدفاً لأبناء ديبي الآخرين وكانت العلاقة بين هيندا ومحمد كاكا خلال السنوات الأخيرة تتسم بالود لأن كاكا كان يشعر بالتهميش من جانب أخوته لأنه ليس من أم تنتمي لقبيلة الزغاوة الحاكمة بل من قبيلة القرعان المنافسة كما أن هيندا أيضا ليست من أصول زغاوية وكانوا ينظرون لها على أنها دخيلة على الأسرة وعلى مبدأ عدو عدوك صديقك حدث تفاهم بين هيندا وكاكا الا أن الخلافات بدأت تظهر عقب إستبدال مقربين منها ومنهم ابنها سعيد بآخرين مقربين من كاكا ولا سيما في قطاع البترول وشركة المحروقات التشادية التي يسيطر عليها أنصار زوجة الرئيس ومنذ تأكيد وفاة المارشال إدريس ديبي بعد إشتراكه في القتال ضد المتمردين في ماو عاصمة ولاية كانم حيث تعرّض للقتل هناك وتسلم إبنه محمد إدريس الشهير بمحمد كاكا- رئاسة المجلس العسكري والمجلس الإنتقالي لحكم البلاد خلال الفترة الإنتقالية لكن إندلعت الحرب في القصر الوردي (قصر الحكم) حيث يريد ورثة الرئيس الراحل كل نصيب من الكعكة بالفعل درات رحي المعركة بين ديبي الابن (37 عاما) الضابط في الجيش وهيندا ديبي (41 عاما) وهي ابنة السكريتير الثاني في السفارة التشادية في أميركا سابقاً محمد إبراهيم على خلفية صراع قديم أشعله موت المارشال كانت هيندا تسيطر على نفط البلاد وإدارة عائداته عبر ذراعها اليمنى وزير النفط (جراحيم لو بمجدجيل) حتى أنها تشارك في جميع الإحتفالات التي تخص بدء الإنتاج من الحقول الجديدة
كما دعمت هيندا مقربين منها للسيطرة على كل مرحلة من مراحل عملية إدارة عائدات الإنتاج المدفوعة للدولة من قبل شركات النفط الكبرى مثل إكسون موبيل وبيتروناس وشركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) التي تدير عائدات منطقة دوبا الغنية بالنفط في جنوب شرق تشاد وكان الأخ الأكبر لهندا ديبي إتنو وزير التعليم (أحمد الخزعلي أسيل) أول رئيس تنفيذي لشركة SHT وهو نفس المنصب الذي شغله محمد كاسر يونس الذي شغل هذا المنصب من 2011 إلى 2014 هو أيضاً جزء من الدائرة المقربة للسيدة الأولى سابقاً وكذلك (إبراهيم حسين بورما) مدير التسويق في الشركة والمدير المالي والمحاسبي للشركة (محمد غويهيني جيه) بفضل هذا الفريق الذي توحده مصلحته المشتركة في السيطرة على مورد النفط الرئيسي تمكنت هيندا ديبي من المشاركة في أكثر عقود النفط ربحية في البلاد كما كان لها رأي في إجراء تعيينات معينة وظلت على إطلاع بآخر التطورات في هذا القطاع وكان يتم نقل الأخبار لها أولاً ثم إلى رئيس الدولة كما تنشط هيندا ديبي في القطاع الخاص حيث تعمل كوسيط بين الشركات ورجال الأعمال الأجانب الراغبين في الإستثمار في تشاد مثل (كورسيكان ميشيل تومي) رئيس شركة تأجير الطائرات Afrijet


الحملة الإنتخابية وإظهار القوة

شهدت مدينة موندو وهي ثاني أكبر مدينة في تشاد وتبعد حوالي (475) كلم عن العاصمة إنجمينا وتقع فى منطقه إدارية تسمى (لاك وى ديبارتمينت) و اقليم لوقون الغربى ويقطنها حوالي (142,462) نسمة حسب إحصاء عام (2008) حيث شهدت فيها أولى المواجهات الإنتخابية حيث إستعرض فيها المرشح الرئاسي (ديبي الإبن) ملامح برنامجه السياسي في حشد جماهيري كبير ورد عليه منافسه رئيس الوزراء الحالي (الدكتور سوسكيه ماسرا) بحشد أكبر خاطب خلالها مؤيديه حول اهم ملامح برنامجه الإنتخابي ثم أردفه بحشد آخر لا يقل عن حشد مدينة موندو وهذه المرة في إنجمينا وهي عاصمة تشاد ويقدر تعداد سكانها ب (721.000) نسمة حسب إحصاء سنة (2012) وكانت في السابق تسمي (فور لامي) وتطل على بحيرة تشاد في الجزء الجنوبي للبلاد قبل أن يظهر مرة ثالثة (سوسكيه ماسرا) في مدينة أبشي حاضرة ولاية وداي التي تقع في الوسط الشرقي لجمهورية تشاد ويبلغ عدد سكانها (76.492) نسمة حسب إحصاء عام 2012 وهي مدينة تاريخية غزتها القوات الفرنسية في عام (1909) فأنشأت حامية فيها بعد إستيلائها على المنطقة وإجبار سلطانها على التخلي عن عرشه لم يتوقف (سوسكيه ماسرا) عند هذا الحد بل ظهر بصورة أكبر ليؤكد تحديه لديبي الإبن في السباق والفوز بالقصر الوردي عندما ظهر في مدينة سار وهي ثالث أكبر مدينة في تشاد وتبعد عن العاصمة إنجمينا حوالي (560) كلم بعد مدن إنجمينا العاصمة الإدارية وموندو العاصمة الإقتصادية وأخيراً ظهر (سوسكيه ماسرا) وسط حشد مليوني في مدينة مونقو وهي مدينة ومحافظة فرعية في تشاد وعاصمة لإقليم (قيرا) تقع على بعد (406) كلم عن طريق البر شرق العاصمة إنجمينا وعدد السكان فيها: (40,233) حسب احصاء عام (2012م) بذلك طمئن ماسرا أنصاره في جنوب تشاد (ام جمينا) وسار ووسطها (منقو) وفي الشمال (ابشي) عاصمة إقليم وداي فلم يتبقي له من المدن الكبيرة سوي بلتنق عاصمة (وادي فيرا)
(ام جرس) في الشمال الشرقي
و(كيلو) و(قمرة) و(بالا) و(أم تيمان) و(بونقور)


القرعان والعداء التاريخي


منذ أن نالت تشاد إستقلالها من فرنسا سنة (1960) بدأ الصراع القبلي والإنقلابات والحروب الأهلية بدلاً من الإهتمام بتوحيد إنتماء البلد التي تشمل عشرات الأعراق منها القرعان والزغاوة بالاضافة الي عرقيات الساري والتوبو والباما والعرب وهو ما أوجد فرصة للجيش الفرنسي للعودة مرة أخرى بإستدعاء بعض المتصارعين لحمايتهم من أعدائهم وقبيلة القرعان تتواجد في شمال تشاد مع حدود ليبيا وغرباً حتى حدود النيجر وكذلك وسط البلاد وإستمدت نفوذها من حكم الرئيسين السابقين (قوكوني عويدي) الذي حكم من (1980ـ الي 1982) و(حسين حبري) الذي حكم من (1982ـ الي 1990) المنتمين إليها فلأن النفوذ القبلي والعشائري هو المحدد للصراع الداخلي فكل من إعتلى السلطة يتم تصنيفه على هذا الأساس وتتحكم الأطياف الموالية له على مفاصل الدولة للتمتع بخيراتها على حساب القبائل والعشائر الأخرى ونتيجة لهذا تشكلت ثورات قبلية مضادة خاصة قبيلة القرعان التي إنضمت الي إتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية بزعامة (محمد نوري) المتحدر منها وبالذات من إثنية الرئيس السابق (حسين حبري) وهو وزير سابق ولاعب أساسي في هجوم إنجمينا سنة (2008) الذي كاد أن يُسقط حكم ديبي لولا الدعم الفرنسي له وفي السنين الأخيرة وبالذات في عام (2016) شكَّل (محمد مهدي علي) جبهة الوفاق من أجل التغيير في شمال البلاد وهو ينتمي إلى فروع قبائل القرعان المنحدر منها الجنرال محمد نوري وإمتداد لحركة الأخير ورغم ان ديبي الإبن يعتمد علي القوميات الشمالية لتحقيق فوز يضمن له البقاء في القصر الوردي لكن عليه إستبعاد القرعان الذين لن ينسوا أن من إقصائهم من السلطة كان هو والد كاكا (إدريس ديبي) الذي ينتمي الي قبيلة الزغاوة مما دعاهم إلى تشكيل حركة تمرد أوصلت البلد لمأزقه الحالي

انقسام وسط الأسرة الحاكمة


من أخطر المطبات التي يتعين علي ديبي الإبن تجاوزها الإنشقاق داخل مكون الزغاوة الذي ظهر عند تمرد التوأم توم وتيمان إرديمي الأخير أسس إتحاد قوى المقاومة (UFR) إحدى أبرز حركات التمرد الذي تم إنشاؤها وتيمان إرديمي‭‭ ‬‬أحد أبرز زعماء المتمردين في تشاد قضي (17) عاماً في المنفى عقب تمرده وهو إبن شقيقة الرئيس السابق إدريس ديبي وغادر تشاد في عام (2005) لقيادة تمرد ضد حكم خاله وقبل أيام صعد توم إرديمي إلى صدارة المشهد السياسي في تشاد بعد إطلاق السلطات المصرية سراحه وعودته لبلاده وتوم إرديمي هو متمرد تم سجنه في مصر منذ عدة سنوات حيث يعد الأخ التوأم لتيمان إرديمي زعيم إتحاد قوى المقاومة المجموعة المسلحة التشادية
ويرتبط الأخوان إرديمي بصلة قرابة بالرئيس التشادي السابق إدريس ديبي إيتنو إذ كانا في تسعينيات القرن الماضي شخصيتين رئيسيتين في نظام ديبي الذي حكم البلاد (30) عاماً بقبضة من حديد وكان توم إرديمي مدير مكتبه في عام (1991) ثم كلف ببعض الأنشطة النفطية لكن تيمان وتوم إرديمي تمردا على الرئيس في (2005) وقادا هجمات تهدف إلى الإطاحة بالسلطة في (2008) و(2019) مما أدى إلى الحكم عليهما غيابياً بالإعدام بينما كانا خارج البلاد ثم يأتي إنشقاق (المهندس يحيى ديلو دييرو بيتشي) الذي نجا في عهد ديبي الأب من موت محقق إثر إشتباك مسلح بمقر حزبه وهو إبن عمة الرئيس الإنتقالي محمد إدريس ديبي وشارك في ثورة خاله إدريس ديبي ضد (حسين حبري) بين عامي (1989 و1990) ثم أصبح عضواً مؤسساً في تنظيم مسلح للإطاحة به في (2005) لكنه عاد ليصبح وزيراً ومسؤولاً سامياً في حكومته إبتداءاً من (2008) بعد إن توترت علاقته مع خاله إدريس ديبي من جديد إثر إنتقاد دجيرو للسيدة الأولى هيندا ديبي وبعد إعلان ترشحه للرئاسة مطلع (2021) تعرض للمضايقة من جديد وإضطر لمغادرة البلاد عقب نجاته من هجوم على منزله قتل فيه إبنه وأمه وآخرون لكنه عاد بعد مقتل إدريس ديبي في أبريل (2021) وفي أواخر فبراير (2024) أعلن عن مقتله في صدامات بمقر الحزب الاشتراكي الذي يرأسه والواقع في منطقة (كليمات) بالعاصمة إنجمينا وهو حادث يعتبره أنصاره مدبراً لإبعاده من المنافسة على المنصب الرئاسي بينما تقول الرواية الحكومية إنه أطلق النار على قوات الأمن التي وصلت لتوقيفه على خلفية إتهامه بالضلوع في محاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا سمير ادم النور ولم تقف إنقسامات الأسرة الحاكمة عند هذا الحد فقد إنضم صالح ديبي للحزب الاشتراكي بلا حدود وهو حزب معارض بعدما ترك حزب جبهة الإنقاذ الحاكم في البلاد في إطار الصراع داخل قبيلة الزغاوة الحاكمة في البلاد ويرجع تاريخ هذا الصراع إلى عام (2021) عندما حاول المهندس يحيى ديلو دييرو بيتشي منافسة الرئيس الراحل ديبي الأب بدعم من صالح ديبي نفسه والذي إتهم بأنه يقود عصابات تقوم بالفوضى ضد أبناء أخيه لتصفية حسابات شخصية وكان صالح قبل ذلك مديراً للجمارك وإتهم بإختلاس مبالغ مالية كبيرة وعلى إثر ذلك تم القبض عليه لكنه تمكن من الهرب إلى الخارج ليعيش لاجئاً هناك عدة سنوات وبعد مقتل أخيه الرئيس (ديبي الأب) في أبريل (2021) عاد إلى تشاد وتم تسريب تسجيلات صوتية له بأنه يريد الإنتقام من أبناء أخيه لأسباب مختلفة وعدت خطوة إنضمامه لحزب معارض ضمن هذه الخصومات إضافة إلى أنه يتزعم منظمة قبلية سياسية تسمى (M29) وهي منظمة تتسم بالعنصرية وأسهمت في تعميق الخلافات بين المجتمعات المحلية في تشاد يشكل خطراً على محمد كاكا


ورقة السودان تلعب في الإنتخابات التشادية

ومن أخطر نقاط ضعف ديبي الإبن تعاطيه مع الأزمة السودانية فقد واجه إحتجاج قوي من أعيان الزغاوة عندما قالوا له أن قيام الحكومة التشادية بدعم مليشيا الدعم السريع أمر مرفوض ورغم إنكار ديبي الإبن بقوله بأن موقف تشاد الثابت من الأزمة السودانية هو الحياد وأنه خط يعتزم الحفاظ عليه لكنه واصل دعمه بفتح مطارات بلاده لتجنيد الجنجويد والمرتزقة من دول القارة كلها والدفع بهم للسودان وجعل أراضي تشاد مفتوحة لنقل السلاح والعتاد للمليشيا وهذا ما أكدته التقارير من جهات إفريقية ودولية وآخرها تقرير لجنة الخبراء الدولية التي زارت تشاد وقدمت تقريراً مفصلاً للأمم المتحدة أثبت فيه أن تشاد ضالعة في دعم المتمردين عبر فتح أراضيها ومطاراتها لمرور الغذاء والسلاح للمتمردين خاصة مطار أم (جرس)، ومطار (أبشي)، ومطار (إنجمينا) ورغم إعتراض أعيان الزغاوة علي بقاء السيد (إدريس يوسف بوي) مدير المكتب المدني لرئاسة الجمهورية وهو صاحب نفوذ قوي مرتبط بعدد من قيادات الجيش ورموز قبلية ويعتبر رجل إسرائيل والإمارات والسيد بشارة عيسى جاد الله وهو فريق اول أحيل للتقاعد حتي يتسني له التفرغ للعمل في الملفات التي تخص مليشيا الدعم السريع
والسيد ابكر آدم مناني وهو رجل أعمال وصاحب شركة الطيران تعمل في نقل الدعم اللوجستي والسلاح من الامارات للمليشيا
وثلاثتهم كلفوا بشراء ذمم شباب الزغاوة وإستنفارهم خاصة منسوبي الحركات المسلحة تمهيداً للهجوم على الفاشر ورغم إعتراض أعيان الزغاوة قام
ديبي الإبن بتعين رجل الإمارات واسرائيل والدعم السريع في تشاد ( إدريس يوسف بوي) وزيراً للقوات المسلحة التشادية هذا الملف جعل موقف ديبي الإبن بضعف كثيراً في دولة تستند مصادر القوة فيها علي الإثنية لذلك واضح أن ديبي الإبن خاسر لا محالة رغم الدعم المالي الكبير الذي تلقاه من دولة الامارات وعملية نقل مستنفرين من عرب الشتات وخواله من القرعان والتبو من دول الجوار بغرض التصويت


تركة مثقلة ووراث متشاكسين


القضايا العرقية في الجيش التشادي الذي يتألف من قبائل ومجموعات عرقية مختلفة من أبرز التركات التي خلفها رجل تشاد القوي إدريس ديبي وكانت قاعدة أنصاره من قبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها وكانوا هم من وقف معهم وأوصلوه إلى السلطة بإنتفاضة مسلحة إستطاعت من خلالها (حركة الإنقاذ الوطني) التي تزعمها ديبي في ذلك الوقت إجبار حبري على التنحي عن الحكم ومغادرة تشاد إلى المنفى وبعد رحيله يبدو أن نجله إتجه نحو أعداء والده التاريخين فبدأت تظهر داخل مكون أسرته علامات الانقسام ولم يكن ذلك جديداً لكن كان ديبي الأب يلعب لعبة التوازنات مع أفراد عشيرته وهذا ما فشل فيه ديبي الإبن بعد ان ورث تركة والده الذي قتل وهو شارك جنوده في معركة جرت بمنطقة ماو عاصمة ولاية كانم وعقب مقتل الرئيس عادت التجاذبات داخل العائلة حول ورثة الوالد في منصبه والتي كانت تدور بصمت لكنها خرجت الي السطح عقب رحيله فمنذ مدة طويلة كان الصراع المحموم يدور وقد يكون مقتل أحد أبناء إدريس ديبي (إبراهيم) في باريس سنة (2007م) واحدة من تلك الصراعات المكبوتة وإبراهيم إبن الرئيس من زوجته الأولى (حاجة حليمة) وكان مستشاره لبعض الوقت لكنه أغتيل في (2 يوليو 2007) في فرنسا في كوربفوا في ظروف غامضة إلا أن الشرطة الفرنسية قالت أن إغتياله لم يكن لدوافع سياسية ثم التنافس ظهر أكثر حدة موخراً وكان ينحصر بين محمد كاكا وزكريا في ظل إنشغال أفراد العائلة في جمع المال من خلال المواقع المرموقة التي يشغلونها مثلا آدم إدريس ديبي كان رئيس أركان المديرية العامة لجهاز الأمن التابع لمؤسسات الدولة (DGSSIE) لكنه أصيب بإعاقة إثر حادث مروري سنة (2012) فخرج من المنافسة علي كرسي الرئاسة أما دوسة ديبي الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل وعم الرئيس الحالي والذي كان قد شغل منصب وزير الثقافة والإعلام صار يدير أعمال كبري تدر له ملايين الدولارات بينما فاطمة ديبي تدير شركة تشاد للمحروقات (SHT) مع أخاها غير الشقيق (سعيد ديبي ) وهي في نفس الوقت نائبة مدير شركة إنجمينا للتكرير (SRN)
بينما سعيد إدريس ديبي وهو من زوجته(هيندا ديبي) يشغل منصب المدير العام لـ SHT أما سالاي ديبي إتنو فهو من كبار موردي المعدات العسكرية من عربات ودبابات وزي عسكري كذلك عمر ديبي إتنو مالك شركة قابضة ويعتبر من كبار موردي المعدات العسكرية وتخصص في قطع غيار طائرات الهيلوكوبتر والطائرات النفاثة خاصة الروسية من طراز سوخوي بينما هايقه ديبي أخت الرئيس الراحل وعمة الرئيس الحالي والتي لها نفوذ داخل العائلة ممسكة بملف الجمارك بينما إبنة شقيقها الراحل(اميرة ادريس ديبي) تعمل في التخليص الجمركي وتجارة السيارات وهناك (حسين إبراهيم محمد) إبن اخ الرئيس السابق يعمل مساعداً في بعض المهام داخل القصر و(إدريس إبراهيم إدريس محمد إتنو إبن اخ الرئيس الراحل مسؤول عن صرف مرتبات الجيش وصالح هري أبن عم الرئيس الراحل يعمل مديراً للتخليص الجمركي ومساعداٌ في وزارة الثروة الحيوانية ومحمد صالح إبراهيم خال الرئيس الراحل يشغل متصب قائد قوات الرحل (النومات) لمدة 20 سنة والجنرال صديق تيمان إتنو وهو إبن اخ الرئيس الراحل يعمل مسؤولاً عن إحتياطي الجيش ومحمد إدريس ديبي وهو اخ غير شقيق للرئيس الحالي يشغل منصب قائد سلاح الطيران وحسن صندل محمد إدريس إبن اخ الرئيس الراحل يعمل مديراٌ لمكافحة الحرائق وحمادة محمد يوسف إبن اخ الرئيس الراحل جنرال في الجيش ومحمد خزعلي اصيل صهر الرئيس الراحل شقيقة هينده يعمل مديراً للرابطة التشادية للمحروقات ومحمد اسماعيل شايبو إبن عم الرئيس الراحل يعمل مسؤولاً في وكالة الأمن القومي وصقر يوسف إتنو إبن اخ الرئيس الراحل يعمل مستشار أول في الخارجية وعبد الكريم كبيرو زوج ابنة تيمان ديبي الأخ غير الشقيق لإدريس ديبي يشغل منصب مفوض الاستثمار ومحمد عبد الله زوج إبنة دوسة ديبي مسؤول عن برنامج الامم المتحدة لإزالة الألغام وطاهر أردي من المقربين للرئيس قائد اركان الجيش سابق مفوض شؤون الرتب العسكرية ومحمد ادم بشير صهر الرئيس الراحل يعمل سفيراً لدي الولايات المتحدة فإنشغال معظم افراد العائلة الحاكمة باشياء أخري ومواقفهم الحيادية حتي لا يخسروا في حال دعموا طرف وخسر جعل الصراع بين محمد كاكا وزكريا بعد تم إستبعاد اخاهم عبد الكريم ادريس ديبي الذي كان يتبوأ مكانة هامة في عهد والده وكذلك في المرحلة الإنتقالية فعبد الكريم كان من الممكن أن يكون خياراً معقولاً لما يتمتع به من ذكاء وتعليم فهو خربج (أكاديمية) وست بوينت لكنه يُنظر إليه على أنه جشع حتى عند دائرة ديبي (الأب) المقربة وزكريا عمل سفيراً لتشاد فوق العادة بدولة الامارات العربية ومدير عام لشركة الخطوط الجوية التشادية (توماي) ونائب مدير الديوان المدني لرئاسة الجمهورية حتي عام 2013 وهو جنرال في الجيش وكان يعتقد بصفته من أم زغاوية (سعاد زكريا عبد الله) وتلقى دراسات جامعية في العلاقات الدولية ومارس عدد من الوظائف المدنية والسياسية في الدولة إنه مهيأ أكثر لوراثة والده لكن الظروف الأمنية والاقليمية تطلبت وجود شخصية لها خبرة في القيادة العسكرية والأمنية وهذا ما ميز محمد كاكا عن إخوته خاصة زكريا فهو عُين قائداً ثانياً في قيادة القوات المسلحة التشادية في التدخل في مالي (FATIM) في عام 2013 ثم مديرًا عامًا للمديرية العامة لجهاز الأمن (DGSSIE) في عام 2014 وكان الحارس الشخصي لوالده مما جعله يظهر معه بصورة متكررة وعرِف بنظاراته السوداء الداكنة التي تخفي عيناه التي لا يعرفهما الناس كثيراً كما هي الحال مع ماضيه وشخصيته الغامضة لكن تتمثل نقطة ضعفه في إنه وأن كان ينتمي إلى قبيلة الزغاوة التي يتقاسم عدد كبير من أبنائها مناصب رفيعة ضمن الجيش التشادي ألا انه ينحدر من
أم من قبائل القرعان إحدى المكونات المجتمعية في الساحل الإفريقي وتزوج من فتاة قرعانية صحفية كانت تعمل ضمن الفريق الإعلامي الرئاسي وهي ابنة جنرال رفيع كان مقرباً من رئيس البلاد الأسبق(حسين حبري) الذي إنقلب عليه ديبي عام (1990) فالتنافس في داخل العائلة وإن تم تجاوزه مؤقتاً فهو باقي وظهر بصورة وحشية عندما هاجمت قوة ضخمة من الأجهزة الأمنية مقر الحزب الاشتراكي في منطقة كليمات بالعاصمة إنجمينا لإعتقال زعيمَه المهندس (يحيى ديلو دييرو بيتشي) الذي هو الآخر يعتبر من أفراد العائلة وذلك بحجة سجن أبكر الترابي مسؤول المالية للحزب حينها إدعى رئيس هذه المحكمة (سمير آدم النور) أنه نجا بأعجوبة من محاولة إغتيال مؤكدة على أيدي مناصري (يحيى ديلو دييرو بيتشي) فإتهمت الحكومةُ الإنتقالية برئاسة محمد كاكا المهندس (يحيى ديلو دييرو بيتشي) بالوقوف وراء ما حدث وقد طلب القضاء من يحيى المثول أمامها فرفض ذلك ألا أن ذلك وفي الظرف الزمني الذي لا يفصله عن تنظيم الإنتخابات الرئاسية سوى شهرين يعتبر محاولة كيدية للإيقاع بأبرز المعارضين للنظام التشادي ومع تفاقم التصعيد بين النظام وبين أنصار الحزب الإشتراكي بلا حدود هاجم أنصار الحزب مقر الوكالة القومية للأمن وسقط قتلى عديدون حسب الرواية الرسمية كما إتهمت أجهزة الدولة الأمنية والسياسية رئيس الحزب (يحيى ديلو دييرو بيتشي) بأنه وراء ما حدث وكان أول رد فعل لما حدث تكذيب صالح ديبي وهو عم الرئيس التشادي الحالي للرواية الرسمية وهو كان قد انضم شهر في فبراير الماضي للحزب الإشتراكي ووصف ما حدث بالمسرحية المدبرة من قبل النظام وبلغ التصعيد ذروته حين حاصرت كتيبة الحرس الرئاسي مقر الحزب وتم قتل (يحيى ديلو دييرو بيتشي) برصاصة أصابت رأسه.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى