العرب والعالمعدسة ع المكشوف

نصف عام على حرب غزة.. 33 ألف شهيد يسقطون أقنعة المجتمع الدولي وادعاءات حقوق الإنسان

نصف عام على حرب غزة.. 33 ألف شهيد يسقطون أقنعة المجتمع الدولي وادعاءات حقوق الإنسان

إعلان

 

كتب – عماد إبراهيم

كما يمر الوقت ثقيلاً على فلسطين وأهلها يمر علينا وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة مؤلماً وحزيناً، يكشف سوءات المعايير المزدوجة واختلال المنطق السليم وتهافت الادعاءات الإنسانية التي تسقط سقوطاً مدوياً في هذا الامتحان الكاشف”، هكذا وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بالقمة العربية الإسلامية حول غزة في نوفمبر الماضي بالرياض، موقف العالم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ إذ كانت بمثابة اختبار للمجتمع الدولي، والذي لا يزال بعد مرور نصف عام على اندلاعها عاجزاً عن وقفها ووضع حد لنزيف الدم ومحاسبة المجرمين وإنقاذ المدنيين والأطفال من الموت.

خبراء سياسيون ودبلوماسيون أجمعوا، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، على أنه عقب مضي ستة أشهر من هذا العدوان الذي أودى بحياة نحو 33 ألف فلسطيني، بخلاف من تبقى تحت الأنقاض دون حصر، فقد سقط المجتمع الدولي في هذا الامتحان بعد أن سار باتجاه خاطئ بلا قواعد إنسانيَّة أو ضوابط أخلاقية، مكتفيا بدور المشاهد مكتوف الأيدي أمام المذابح والكارثة الإنسانية لسكان غزة، تاركا المدنيين تحت نيران الإبادة الجماعية، رغم كل الاستغاثات التي أُطلقت من مختلف أرجاء العالم لإنقاذ حياة هؤلاء الذين إن لم يموتوا من القصف والمعارك يلقوا حتفهم بسبب الجوع والجفاف والمرض والعيش في العراء دون مأوى.

وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير الاستراتيجي لواء طيار دكتور هشام الحلبي أن تلك الحرب كانت حقا “امتحانا” كشف عن عدة حقائق أولاها أن المجتمع الدولي لا تحكمه المبادئ بل المصالح بدليل أنه شاهد على عدم اكتراث حكومة تل أبيب بالقرارات الدولية التي صدرت ضدها في حين لا يدفعها نحو تنفيذها واحترامها، موضحاً أن العالم الغربي الذي دافع في بداية الأزمة عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس لم يتحرك مؤخرًا إلا بعد ضغط شعبي داخلي.

ورأى أن امتناع واشنطن عن عرقلة قرار مجلس الأمن الأخير الداعي لوقف فوري لإطلاق النار في شهر رمضان – وبعد أن استخدمت حق النقض على مدار خمسة أشهر في هذا الشأن- جاء عقب ضغط من الشارع الأمريكي والأحزاب السياسية ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لما لتلك الحرب من تأثير على صورة الإدارة الأمريكية التي قدمت كل أشكال الدعم لـ”حكومة نتنياهو” في تلك الحرب، فضلاً عن مطالبة القضاة الإنجليز بلادهم بتقليص تسليح إسرائيل،

منوهاً في هذا الصدد إلى أن الضغط الشعبي في البلدان الغربية قادر على إسقاط الحكومات.
ونبه إلى أن تلك “الحرب الكاشفة” سلطت الضوء على العوار الموجود داخل المجتمع الدولي وعجز الأمم المتحدة عن حماية المدنيين والأطفال ومحاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية، بل وعن منع وقوع الكارثة الإنسانية التي أحطت بأهل القطاع رغم كل التحذيرات والاستغاثات التي أُطلقت قبل حدوثها، علاوة على عدم إجبار الاحتلال على فتح المعابر الحدودية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل مستدام دون عوائق للتخفيف على أطفال يموتون ببطء من الجوع.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى