أخبار مصر

انتفاضة الفيس بوك

إعلان

 

بقلم /د. مي مجاهد

دائما مصر هذا هو قدرها وتلك هي مسئوليتها … فبينما قامت الأمة وانتفضت و غيرت صورة البروفايل وكتبت وبغضب علي الفيس بوك ” فدائك يا أقصي ” وحققنا أعلي تراند علي تويتر باسم ” علي الأقصى رايحين شهداء بالملايين ” في سابقة هي الأولي من نوعها!
نجد قطبي الأمة المصرية يعلنان وبحسم رفض لقاء نائب الرئيس الأمريكي المقرر أن يزور مصر الشهر الجاري, رفض لقاء أولئك الذين يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون علي مقدساتهم ليتشارك كلا من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وقداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ذات الموقف المصري الحاسم الرافض وبشدة للموقف الأمريكي .
وبدلاً من الشجب والاستنكار الذي ملأ جنبات السوشيال ميديا وكأن ترامب يجلس خلف الفيس بوك أكد فضيلة شيخ الأزهر: “كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكي التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا”.
وأختتم قداسة البابا: «نصلي للجميع بالحكمة والتروي في معالجة القضايا التي تؤثر علي سلام شعوب الشرق الأوسط وآلة السلام يعطينا السلام في كل أوان ويحفظ الجميع في خير وسلام».

والسؤال الأن ماذا تتوقع من الأمة العربية بعد الموقف الأمريكي الأخير ؟؟
تلك الأمة المنكسرة المهزوزة التي لا تملك سوي أن تحارب نفسها و بأبشع الأسلحة و تتباري في الانقسامات والمسميات ولا تملك سوي الشجب والاستنكار؟!
أمة هزمت هويتها العربية بأيديها ودمرت جيوشها بإرادتها ومزقت شعوبها بحروب مفتعلة مع شقائق الوطن الواحد في كل البلاد العربية تحت مزاعم “الربيع العربي” والبحث عن الحرية المفقودة .
أمه لا تملك سوي الدعاء والعويل ولا تسعى إلا لإشباع غرائزها … أمه لا تقرأ ولا تعمل يملأ الجهل و القبلية و الذكورية عقول أبناءها فضحكت للأسف من جهلها الأمم وأعطت من لا يستحق الكثير ولازالت .

فهل يظن من يظنون أن تسمح القيادة السياسية بالانزلاق لحرب يقضي علي ما تبقي من الأخضر واليابس ؟!
فلماذا نحارب ولمن ؟؟ إن كان للأقصى فله رب يحميه، وإن كان للشعب الفلسطيني فليس من دولة تحملت مشقة انقسامات الفصائل الفلسطينية وويلات معبر رفح وغدر حماس الإخوانية قدر مصر ، والتي احتضنت منذ شهور المصالحة الفلسطينية لتنهي الاقتتال الفلسطيني الذي بدلاً من قتال الاحتلال تقاتل نفسها وبشراسة ،
بل وغضت الطرف في حكمة عن توجيهها أسلحتها لصدور المصريين في تناقض سافر وتحدي غاشم للهوية المصرية المتفردة والتي لن تقوض أبد الدهر مهما حاول المغرضون .
لم يتبقى لكسره سوى الجيش المصري الصامد و الذي لن نسمح بكسره أو شق صفه أبداً ما حيينا فهو ذلك الدرع والسيف الذي لازال سد منيع عن الوطن يحفظ لنا هويتنا وتاريخنا و مقدرات الوطن .. تلك اليد التي تحرس ليل نهار بلا كلل ولا ملل رغم ارتواء الأرض من دماء شهدائها ،بينما اليد الأخري تبني وترفع من كفاءة البنية التحتية التي أنهكها الفساد الذي ينهش في أواصل الأمة بلا رادع من ضمير او قيم أو دين .

فلتدعوا مصر أيها السادة وكفاكم صراخاً لن يجدي نفعاً و بدلاً من قتل الركع السجود في المساجد و المصليين في الكنائس و الجنود الرابطة علي الحدود وفي الكمائن لتوجهوا أسلحتكم وقذائفكم وسبابكم نحو الاحتلال الغاشم فلا يفصل بيننا سوي بضع أمتار من الرمال فقط ولن يلومكم أحد بل ستجدون الكل يلتف حولكم ويهتف بنصركم لا شك.

ولكن إياكم والوطن فكما للأقصى رب يحميه فلوطننا المصري درع و رئيس.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى