أخبار مصرالرياضة

صالح سليم .. عشق لايموت وشموع لم تنطفىء

إعلان

تقرير : محمد البيطار

 

 

هو أحد أبرز رؤساء النادي الأهلي المصري على مر العصور وأسطورة النادي الخالدة ومعشوق جماهير الأهلي الأول ولما لا وقد أفنى عمره في إعلاء أسم النادي الأهلي وجعله في مصاف الأندية العربية والإفريقية والعالمية هو الفنان صاحب رائعة السينما المصرية “الشموع السوداء” هو المايسترو الراحل صالح سليم لاعب كرة القدم بالنادي الأهلي في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي والرئيس الأسبق للنادي الأهلي المصري مابين عام 1980حتى رحلية عن دنيانا في عام 2002 ..
ونبرز في هذا التقرير جزءآ مما قدمه للنادي الأهلي ومنتخب مصر لكرة القدم وبعضآ من المحطات في حياتة

..

في صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر عام 1940 أشرقت شمس هذا اليوم بخبر سعيد لمنزل الدكتور محمد سليم لتعلن عن قدوم مولوده محمد صالح بحي الوايلي بالقاهرة 

لم يكن أحد يعلم أن هذا الطفل سيصبح فيما بعد معشوقآ لملايين من المهتمين بالرياضة المصرية بفضل موهبته الفذه والتي لمعت بإلتحاقة بمدرسة الأورمان الإعدادية حتى أصبح كابتن فريق كرة القدم بها وإذدادت موهبته بإنتقاله لمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة والتي أصبح كابتن فريق كرة القدم بها وعندما بلغ سن الرابعة عشر قام كشاف النادي الأهلي أنذاك “حسين كامل” بتقديمة للكابتن “مختار التتش” كابتن مصر والنادي الأهلي والذي أعجب بلمساته السحرية للكرة ومهاراته العالية وقرر ضمه على الفور لمدرسة الأهلي ولعب أول مباراة له مع النادي الأهلي ضد المصري وفاز الأهلي بهدفين أحرز منهما صالح هدف
ثم تمت دعوته لمنتخب مصر الذي يستعد لمباراة مع المنتخب اليوناني في 1950/2/17 وإنتهت بفوز مصر بهدفين نظيفين
وفاز مع المنتخب المصري ببطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بالخرطوم بالسودان عام 1957 بعدما قدم أداء جيد مع زملائه الذين عادوا وكرروا نفس الإنجاز بالفوز بالطوله التاليه التي أقيمت بالقاهرة عام 1959

كابتن الأهلي والزمالك ..
تقلد شارة القيادة في الفريق المكون من لاعبي الأهلي والزمالك الذين خاضوا مباراة تاريخية ضد نادي توتنهام الإنجليزي عام 1962 وفاز بها نجوم الأهلي والزمالك على توتنهام بنتيجة 2/3 كان لصالح الدور الأكبر فيها
ثم عاد وشارك في مباراة تاريخية أخرى شهيرة إلي وقتنا هذا عندما جاء فريق بنفيكا البرتغالي بطل أوروبا ليلاقي الأهلي المصري عام 1962 وفاز الأهلي بالمباراة على بنفيكا الذي كان ممتلىء بالنجوم الكبار أمثال إزيبيو وكولونا وجيرمانو وكان فوز الأهلي بمثابة مفاجأة مدويه هزت العالم وكان لصالح أيضا نصيبا كبيرا في هذا الفوز

” المايسترو الفنان “
خلال الستينيات أيضا من القرن الماضي أقنعه صديقة المخرج الكبير “عز الدين ذوالفقار” بالعمل في السينما والتي كان صالح منجذبآ لها فقدم ثلاثة أفلام هي فيلم “السبع بنات” وفيلم “الباب المفتوح” أمام سيدة الشاشة “فاتن حمامه” ثم رائعة السينما المصرية والتي أرتبطت بأسمه إلي الأن وهو فيلم “الشموع السوداء أمام الفنانه “نجاة الصغيرة

” صالح سليم والإحتراف “
يعتبر صالح سليم من أوائل اللاعبين العرب والأفارقة الذين خاضوا تجربة الإحتراف في القارة الأوربية عندما قام بالإنضمام لنادي جراتس النمساوي في موسم عام 1963 ولعب معهم ثمان مباريات أحرز خلالهم 7 أهداف ساهمت في بقاء جراتس في الدوري النمساوي أنذاك

” نهايته كلاعب “ ..
توقف النشاط الكروي في مصر مع قيام حرب 1976 وقضى على جيل كامل من اللاعبين الموهبين كان أبرزهم “صالح سليم”

” تكريم الدوله له “ ..
ونظرآ لعطائه الكبير ولما قدمه للكرة المصرية عموما قام الرئيس الراحل “جمال عبدالناصر بتقليدة وسام الرياضة من الدرجة الأولى وأقام النادي الأهلي حفلا كبيرآ تكريمآ له في الأول من ديسمبر عام 1967..

وختم صالح سليم مشوارة كلاعب بسجل كبير من البطولات التي فاز بها ففاز ببطولة الدوري مع الأهلي 11 مرة وفاز ببطولة الكأس 8 مرات
وأتجه بعد الآعتزال للعمل الإداري بعد أن تم أختيارة مديرآ لجهاز كرة القدم بالنادي الأهلي في فبراير عام 1971
وقام بالأتفاق مع المرحوم “عبده صالح الوحش” على إعداد فريق قوي قادر على حصد البطولات لفترات وسنوات طويلة وهذا ما تحقق بالفعل بعد أن قاموا بالتعاقد مع نجوم برزوا فى سماء الكرة المصرية والأفريقية بعد ذلك أمثال عبدالعزيز عبدالشافي و محمد عامر ومصطفى عبده ومحمود الخطيب وغيرهم الفريق الذي لمع وبقوة وأطلق عليهم لقب فرقة التلامذه لكنه تقدم بإستقالته بعد خلاف مع الفريق “عبدالمحسن كامل مرتجي” رئيس النادي الأهلي أنذاك

* المايسترو ورئاسة النادي الأهلي ..

فاز “صالح سليم” لأول مرة برئاسة النادي الأهلي في عام 1980 بعد خوضه إنتخابات النادي ومتفوقآ على منافسيه حصل على 1988صوت مقابل 577صوت للفريق “عبدالمحسن مرتجي” و330صوت للأستاذ كمال حافظ
وحقق النادي الأهلي خلال فترة رئاسته نجاحات كبيرة على صعيد كافة أنشطته الرياضية وخصوصآ فريق كرة القدم الذي فاز خلال هذه الفترة الفوز ببطولا متنوعه بلغت 32 بطولة وهي كالأتي
دوري أبطال أفريقيا: 3مرات
كأس الكئوس الإفريقية: 4مرات
كأس السوبر الأفريقي: مرة واحدة
الدوري المصري: 12مره
كأس مصر: 8مرات
بطولة الأندية العربية أبطال الدوري: مرة واحدة
بطولة الأندية العربية أبطال الكئوس: مرة واحدة
بطولة السوبر النخبة العربية: مرتان
وبهذا فيعتبر حصل مع النادي الأهلي هذا الكيان العظيم على 52 بطولة مابين لاعبا بصفوف النادي مرورا به مديرآ للكرة حتي فترة رئاستة للنادي فأستحق عن جدارة لقب مايسترو الكرة المصرية

“المايسترو رجل المواقف” ..
“صالح سليم” كرئيسآ للنادي الأهلي معروف بمواقفه الصارمة التي كان يحرص من خلالها على إعلاء أسم الأهلي والكرة المصرية عمومآ وكان لا يتهاون ولا يتنازل عن حقوق النادي
ومن أشهر مواقفه هو إتخاذ قراره الشجاع بالإعتذار عن المشاركة في البطولات الأفريقية عقب مباراة السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك عام 1994 بجوهانسبرج بجنوب أفريقيا وما شهده اللقاء من تعنت واضح جدآ من الحكم باتريس ماتيبيلا وتعنت أيضا من الإتحاد الأفريقي الذي أصدر قرارات عكسية وعقوبات ضد شقيقه “طارق سليم” مدير الكرة بالأهلي وقتها ولاعب النادي الأهلي “إبراهيم حسن” حتى عدل عن قراره وشارك في دوري أبطال أفريقيا عام 1998بعدما وافق الإتحاد الأفريقي على طلباته وقام بوضع جوائز ماديه لأصحاب المراكز الأولى في بطولات القارة السمراء

” جائزة نادي القرن “ ..
في حفل صاخب أقيم بأحد أكبر فنادق جوهانسبرج بجنوب أفريقيا قامت السفيرة “نائله جبر” سفيرة مصر في جنوب أفريقيا أنذاك في 22من مايو 2001 بتسليم الكابتن “صالح سليم” جائزة ووسام نادي القرن في أفريقيا بعدما فاز الأهلي باللقب متفوقآ علي منافسية ومنهم منافسه التقليدي الزمالك ومنافسه الغاني أشانتي كوتوكو ..

“أخر وصاياه”
وفي السادس من مايو عام 2002 أصبحت جماهير النادي الأهلي وعشاق الكرة المصرية على خبر حزين بكى له الملايين من عشاقه وهو وفاة المايسترو الساحر الفنان “صالح سليم” الذي كانت أخر وصاياه قبل رحيلة عن دنيانا هي أن يتم تشيع جثمانه من النادي الأهلي وشبهت جنازة بجنازة الزعيم الراحل “جمال عبدالناصر” وجنازة كوكب الشرق السيدة “أم كلثوم” من حيث الحضور الجماهيري الغفير .. وقد حضر جنازته ومراسم عزائه العديد من الشخصيات الرياضية والسياسية والعامة في مصر والوطن العربي وقدم الفيفا نعي للنادي الأهلي في وفاة رئيسه وهو ما قام به أيضا الأتحادات القارية التابعة للفيفا وكثير من الأتحادات الرياضية في العالم

وتخليدآ لذكراه قرر النادي الأهلي عمل تمثال له من البرونز بالحجم الطبيعي وضع داخل مقر النادي بالجزيرة

 

..
رحل صالح سليم ومازال أسمه يتصدر المشهد داخل وخارج النادي الأهلي ولما لا وهو صاحب كل هذا التاريخ الحافل بالعطاء رحل صالح سليم ومازال هو المعشوق الأول لجماهير القلعة الحمراء التي مازالت تردد وبإصرار أن شموع صالح لن تنطفىء

 

 

 

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى