العرب والعالممقالات

“إعصار ترامب” بدأ منذ اللحظة الاولى على بوابة البيت الأبيض

إعلان

خاص ع المكشوف


كتبت / رواء الشعراوى

بدأ “إعصار ترامب” يتكسّر منذ اللحظة الاولى على بوابة البيت الأبيض، هذا ليس غريباً أو مفاجئاً على الاطلاق، ففي النهاية نحن نتحدث عن أميركا لا عن إحدى جمهوريات الموز التي يمكن ان يقودها رئيس إستعراضي متهور ومبتذل.

صورة دونالد ترامب الذي ألحق الهزيمة بهيلاري كلينتون بدت على إمتداد الحملة الانتخابية منفرة وعدائية وكريهة بالنسبة الى كثيرين من الاميركيين الملونين وبالنسبة الى كثيرين من زملائه في الحزب الجمهوري الذين هالهم اسلوبه الهابط حتى ضد منافسيه من الحزب، وبالنسبة الى الجيران اللاتينيين والمسلمين، لكنه فور إعلان فوزه سارع الى اعتماد لغة تصالحية مع الداخل والخارج، خلع الوجه التهكمي المشرقط وارتدى الوجه الباسم والهادئ: “أمد يدي الى جميع الأميركيين وإلى كل دول العالم”.
الحملة الانتخابية الشرسة دفعت ترامب بعيداً في لغة الكراهية والتطرف معتمداً على عاملين: الخوف من الإرهاب وقد استيقظت كل أشباحه بعد التفجيرات في أوروبا وداخل أميركا كما حصل في أورلاندو مثلاً التي أعادت صورة 11 أيلول 2001، وحال الضيق المتصاعدة عند شرائح واسعة من الاميركيين حيال الوضع الاقتصادي، ثم الانتقادات الواسعة لسياسة باراك أوباما الخارجية المتراجعة أمام روسيا، وكانت منافسته كلينتون في مقدم المنتقدين! لكنها أميركا في النهاية، التي يحكمها الـ”system” في شكل أساسي وليس الشخص في شكل إستفرادي، لهذا أتخيل البيت الأبيض يقول للرئيس الجديد: أترك شعاراتك خارجاً وأدخل الى عمل الفريق ومسؤولية الفريق.
ثم ان ترامب قارع الطبول لاستجلاب المؤيدين هو غير ترامب الرئيس المحاط بالمستشارين، ولن يتركه الحزب الجمهوري غير محاط بجيش من هؤلاء، وهو يعود الى البيت الابيض بعد حقبة باراك أوباما. حال الاضطراب التي سيطرت على البورصات وأسواق المال هي نتيجة طبيعية في مرحلة عدم اليقين، بين قرقعة تلك اللغة الانتخابية التي جعلت ترامب يهدد بسجن منافسته الديموقراطية وما يمليه إستحقاق المسؤولية من شكرها والإشادة بحملتها. انتهى زمن الاستعراض الغوغائي، ترامب الفضائحي غير ترامب الرئيس في البيت الأبيض.
دعونا نتذكر تاريخ الرؤساء الأميركيين، من عام 1981 الى عام 1989 كان رونالد ريغان رئيساً لولايتين شكلتا فترة ذهبية في العهود الأميركية، على رغم انه وصل الى الرئاسة من السينما حيث كان ممثل أفلام متوسط النجاح، وعرف عنه انه يهوى طبخ الطعام في المنزل أكثر من طبح السياسة في البيت الابيض، لكنه تكراراً الـ”system” الذي يحكم، وهكذا أعلن ريغان استراتيجية عنوانها إستعادة قوة أميركا وهيبتها في وجه الإتحاد السوفياتي بعد الحرب الباردة حققت نجاحاً مثيراً.
ترامب رجل أعمال ناجح غازل بوتين صحيح، لكنه لن يكون مرناً معه أكثر من أوباما المراوغ!

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى