مقالات

«ثلاثية الجارة 1».. قارة أم الصغير أصغر واحات مصر تعود للحياة بعد عقود من الإهمال

القرية القديمة في واحة ام الصغير المعروفة حاليا بواحة الجارة

إعلان
نقلا عن الأهرام للكاتب الصحفي أيمن السيسى
رغم أن اسمها الرسمي “قارة أم الصغير” إلا أنها أصغر واحات مصر حيث لا يزيد عدد البيوت فيها – حاليا -على 100 بيت وعدد سكانها لا يتخطي 750 نسمة، بعد أن ظل عددهم لا يتجاوز 306 نسمة لمئات السنين حتي عام 1986، حسب أسطورة توارثوها أن أحد الحجاج المغاربة دعا عليهم بانقطاع النسل، فكانوا كلما ولد فيها وليد مات منهم شيخ أو عجوز، وظلوا كذلك حتي عام 2005، وصل العدد إلى أكثر من 500.
 وقد ظلت الواحة تعيش في شبه عزلة عن العالم منذ أن عرف الإنسان الطائرات، فأصبحت تنقل الحجاج بديلا عن الإبل التي كانت قوافلها تمر بالجارة، إلى أن استعادت صلتها بالعالم الخارجي منذ عام 1909 من خلال خط هاتف سلكى كان يربطها بمرسى مطروح وسيوة وبقية العالم.
 وكان بمنزل شيخ الجارة -آنذاك- حمزة سليمان، إلى أن ألغاه الإنجليز عام 1942 أثناء اشتعال أوار الحرب العالمية الثانية واعتبارها ضمن مسرح القتال فى الصحراء الغربية، فأعلنوها منطقة مغلقة لا يسمح بالدخول إليها إلا بتصريح، خوفاً من تسرب قوات المحور منها التفافاً على القوات الإنجليزية فى مطروح، وأنقذها هذا الإغلاق من وباء الألغام التي لازالت تحصد الأرواح وتخلف مصابين بعاهات مستديمة في مناطق مختلفة من محافظة مطروح.
وارتبط تاريخ “الجارة” بسلطان مالي المعظم منسا موسى (1312-1337 م) أغني أغنياء العالم إلى الآن، صاحب أشهر رحلات الحج التي ضم ركبه 300 جمل محملة بالذهب، لفتت أنظار ملوك أوروبا لثراء إفريقيا بالذهب وكمياته الخرافية، فكانت بداية مرحلة الاستعمار، وارتبطت الجارة أيضا بالسلطان اسكيا الحاج محمد سلطان الصنغي (1441-1538م) الذي زار الإمام السيوطي وسأله عن ” ياجا” دون أن يعرف كلاهما أنه دفن فيها، ومنها انطلق سيدي محمد الشريف بن سعد، (الجد الرابع لـ”صعايدة” موريتانيا الأشراف)، بصحبة شيخه في رحلته من “مجمع البحرين” مفتي تمبكتو واروان وصحراء الطوارق الشيخ عبد الله بن قطب بني أنفا الأنصاري احد أحفاد (بني الأحمر) ملوك الطوائف الذين فر جدوده بعد سقوط الأندلس إلى الصحراء الكبرى ودفن في الواحة بجوار سابقه “ياجا”، صنع هذا التاريخ وقوعها على طريق الحج التكروري والشنقيطي.
الجارة أرض الأساطير وغرائب الحقائق وحكايات الغزاة الغرابة والفقر المدقع وإهمال 100 عام، أخبرني الفقية التازختي في رحبة ولاته -مورتانيا- أن سر كنز منسا موسى مدفون مع “ياجا” في الجارة التي توفي فيها وكفنه الإمام السراج البلقيني قبل 600 عام، وبحث اسكيا محمد وريث الذهب وسلطنة الصنغي عن أي أثر له أو خريطة كنز الذهب الذى أخفاه المنسا موسى.
وطن الصلحاء ومرقد الأولياء
الجارة ـ و”قارة أم الصغير” وطن الصلحاء الفقراء ومرقد الأولياء، سكانها يشبهون أهالى سيوة من كل الوجوه ويعيشون بنفس طرق وعادات الحياة حتى اللغة والملابس، لم تلتفت الحكومات المتعاقبة في مصر إليها فبقيت منعدمة الخدمات إلا ما أسهم به جهاز تعمير الساحل الشمالي الغربي وسيوة، والذي ضاعف اهتمامه بها الآن.
توجيه اللواء محمود نصار رئيس الجهاز المركزي للتعمير واهتمام وتفاعل اللواء آمون مرتضى رئيس جهاز الساحل الشمالي الغربي واهتمام المهندس محمود الأمير رئيس مركز التنمية المستدامة بمطروح ومؤخرا أبدى اللواء محسن النعماني وزير التنمية المحلية الأسبق والرئيس الحالي لمؤسسة “صناع الحياة “اهتماما بالواحة، ووجه المدير التنفيذي للمؤسسة الدكتور أحمد موسى بوضع دراسة متكاملة لكيفية المساعدة في تنميتها ومساعدة أهلها الفقراء، والفقر في الواحة أصيل وواضح.حتى إن شيوخ الجارة في عدة زيارات لنا لم يطعمونا في غدائنا – كل مرة- سوي بضع حبات من الزيتون المخلل وطبق فول وقطعة جبن صغيرة ، وبضع ملاعق من زيت الزيتون ، وغالبا ما كان عددنا خمسة، هذا الطعام المتواضع لم يكن بخلا وإنما عن فقر تشي به بوضوح اختلاف أنواع وأحجام أكواب الشاي التي يقدمونها لنا في كل زيارة.
وعندها يتحلق أبناء الواحة حولنا وعلى الأبواب يتقافز الأطفال الذين أنهوا يوم دراستهم فى المدرسة الصغيرة التى لم تتعد فصولها خمسة يعلمهم أربعة مدرسين قادمين من محافظة أخرى.
وحتى بداية الألفية الثالثة ظل عدد السكان لا يزيد ـ حسب أسطورة انقطاع النسل المتوارثة فيها، ومفادها أن بعض الحجاج المغاربة احتاجوا لشىء فصعدوا باتجاه بوابة الواحة وكانت مغلقة خشية غارات الغرّابة الذين كانوا يأتون من داخل الحدود الليبية للسلب والنهب، يحطون رحالهم على أبواب الواحة أو تحت سفح التل الذى أقيمت عليه، فكان يدفع شرهم ويطردهم عنها 400 رجل هم فتيان “الجارة” من حملة السلاح المكلفين بالدفاع عنها، وهو ما يعنى-حسب هذه الأسطورة التي سمعتها من شيخها الراحل حسن خليفة أن تعداد الأنفس فيها لم يقل وقتئذ عن ألفى نفس.
قال إخباريو الواحة ومنهم الشيخ يوسف حسن أن قافلة حطت فى المنبسط ـ وادٍ بالقرب من القرية الواحة واحتاج بعض الحجاج لشىء، فحاولوا الاقتراب من الواحة فى غيبة الفرسان الحارسين لها فظنهم النساء والأطفال من الغزاة الغرابة مغيرين للسرقة، فطاردهم الأطفال والنساء، وقذفوهم بالحجارة والرمال، فوقف أحدهم ودعا عليهم بالخوف وانقطاع النسل. وبعد عامين حصد الطاعون أرواح اغلب السكان، لم يبق من رجالها إلا 12 رجلا وأسرهم، يؤكد الوارثون منهم الآن أنهم أجداد الذرية الحالية التى لم يزد عددها منذ مئات الأعوام عن 306 نفساً، إلى أن بلغ عددهم مع بداية الألفية الثالثة 500 نسمة، عدد أطفالها الذكور 50 طفلا وأعداد البنات 85 طفلة، وهو ما سبب أزمة فى زواجهن، ذكر لي الشيخ حسن خليفة أن عدد البنات فى السابق كان أقل من الشباب فكنا نزوجهم من بنات سيوة، ثم صمت فى حسرة وأطرق إلى الأرض وقال: دلوقتى البنات هما ونصيبهم، وأضاف: نرحب بالغرباء ليتزوجوا من بناتنا والوحيد المقيم بيننا غريباً جاء من محافظة البحيرة من سبع سنوات بعد تعرفه بأحد أبناء الواحة فى الحج وتزوج هنا وقام باستصلاح قطعة أرض وأفلحها وأقام بيننا.
زرتها مرات عدة بين عامى 1998 و2021، ومن أول زيارة لم أر بالقرب من القرية القديمة فوق الربوة أحراش نخيل – كما ذكرت المصادر القديمة – بل صحراء مقفرة، أقام جهاز تعمير الساحل الشمالى فيها 36 بيتا لهم بديلا عن تلك التى أهلكها المطر الذي نزل سيولا لم تعهده الصحراء قبلها، حتى هجرها آخر سكانها عام 1999 فيترك محمد على محمد آخر حارس لبوابتها التى كانت تغلق قبل صلاة المغرب حراستها.
البيوت الجديدة التى تناثرت على مساحة 5 أفدنة تقريبا وهى 5 أضعاف مساحتها فوق الربوة، لا يوجد بينها سوى “دكان” صغير يبيع الشاى والبسكويت وحلوى الفقراء، قال لي عبد الرحمن بن الشيخ حسن خليفة فى إحدي زياراتي وكان قد أدى خدمته العسكرية في الإسكندرية: كنت أعد الأيام كل شهر لأعود فى إجازة إلى الجارة وظللت أحسب الشهور حتى تنتهى خدمتى وأعود للاستقرار فيها.
سألته لماذا؟ أجاب: بلدى، بيتى وأرضى وزرعى، فقلت: لو منحت أرضا لتزرعها وبيتا فى الإسكندرية فهل ترفض؟ انتفض عبد الرحمن وهب قائماً. وقال وهو يشيح بيده وكأنه يدفع شراً: ولا كنوز الدنيا.. الجارة هى وطنى.. وفيها عضم آبائي وأضرحة أوليائي سيدي الحاج عبد الله وسيدي ياجا، لم يَعَجبْ مرافقى المهندس إبراهيم عبد العال نائب رئيس جهاز التعمير السابق ولا مدير الإعلام به محمد من هذا التشبث بالوطن بل قالا: كثيراً ما طرحنا عليهم الانتقال إلى سيوة فكانوا يرفضون.. صحيح أنهم ظلموا قبل سنوات إلا من اهتمام الجهاز.
وهو ما يؤكده شيخ الجارة الحالي جبريل خليفة بقوله: جهاز التعمير هو كل شيء بالنسبة لنا أقام لنا البيوت وعبد لنا الطرق وحفر لنا آبار المياه التي نشرب ونروي زروعنا منه، لا نعرف إلا التعمير.. فقبل تعبيد ورصف الطريق كانت المسافة إلى سيوة عبر قرية “أبو شروف” يستغرق 5 أيام بالجمال.
ومن حكايات المسافرين فيه أن أحد أبناء الجارة تزوج فى سيوة وأثناء عودته بزوجته وطفله الصغير على ظهر حمار، ضلوا الطريق. وبعد شهر من خروجهم من سيوة عثرت عليهما إحدى القوافل عظاما ملتصقة بجوارعظام طفلهما وقد شدا ثوبه إلى حجر ثقيل! وكان المسافرون إلى سيوة من مطروح يمرون بالبعير والخيول عن طريق الجراولة ومسرب (درب) الخالدة. وأيضا طريق المحصحص القادم من المغرة ماراً بمنخفض القطارة، مروراً بنقبى الأبيض والأحمر، وكانت تلك طريق القوافل.
في الطريق إلى الجارة، عندما أنظر يمينا وشمالا على الصحراء الجرداء القاحلة أخالنى وقد عدتُ إلى أزمنة سحيقة موغلة فى القدم.
تأكد لى هذا الشعور وأنا أدخل أرض الواحة لأول مرة، تواجهنى عيون أطفالها واستقبالهم الحافل لنا بالركض بجوار وخلف السيارة حتى طلبت من السائق أن يسير بتؤدة وعلى مهل حتى لا يرهق الصغار أو يزعج براءتهم بالإجهاد.اكتفاء بإجهاد الشقاوة والمرح و”الشعبطة” على نوافذ السيارة.
 وفي كل الزيارات إليها لا أجد سوى الأنفس القليلة الوادعة والنخيل وشجر الزيتون وبئر الماء والصحراء. ليس بها ما يتبدل أو يتغير إلا الأنفس التى يتوفاها الله أو التى تلدها النساء، والذباب الذى يكثر على الوجوه وحولها فى الاستراحة التى استضافنا بها أهل الواحة. وهو أكثر ما كان يضايقنا ويطاردنا حتى كان يقطع بينى وبين أحبتى منهم حبل الوصال والحديث وغالبا ما كان يرغمني على تعديل نيتى بقضاء ليلة معهم لأعود على رغبة زميلي السائق كامل ربيع وزميلى أيمن الشحات إلى مطروح في نفس اليوم، رغم تطوع أحد رجال الواحة بهش الذباب عن وجوهنا لكنى لم أكن سعيداً بذلك، وتلك عاداتهم هش الذباب عن وجوه الضيوف إكراماً لهم، كما قال المهندس إبراهيم عبد العال.
وأضاف: عندما جاء اللواء عبد المنعم سعيد لزيارة الواحة وقت أن كان محافظا لـ “مطروح”، تطوع الشيخ داود – أحد كبار رجال الواحة – بملاحقة الذباب المهاجم لوجهه بمنشة .. والمحافظ سعيداً بهم وبكرمهم وفطرتهم السوية وبساطتهم. فسألهم ماذا ينقصكم؟ فعددوا له بعض الاحتياجات، ولأنها بسيطة وافق عليها فوراً، وأضاف “سأعمل لكم كذا.. وكذا.. وكذا”، فتوقف الشيخ داود عن “النش” وهو يشير للمحافظ على الطعام قائلا: “كُلْ اللى قبلك قالو كده ومعملوش حاجة، فضحك المحافظ وأكل”.
أما السيارة الوحيدة التى كانت تحمل إلى أهلها المؤن من مطروح ويحملون عليها غلتهم السنوية من الزيتون والبلح قديمة يمتلكها أحد أبناء الواحة، أما المساحة المنزرعة فيها فلا تزيد عن 100 فدان تنتج البلح الذى يباع مثيله فى سيوة بضعف سعره.
وكذلك سعر الزيتون والسبب بالطبع هو بُعد المسافة وصعوبة السفر إليها وهذه الأفدنة الـ100 هي ما يعيش أهل الجارة على إنتاجها وهي – حسب تقدير جيولوجي لجهاز التعمير اعده المهندس إبراهيم عبد العال- لا تدر سوي القليل جدا من العائد المادي، ونصيب المواطن فيها لا يزيد عن 3000 جنيه سنويا، وهو ما دفع اللواء محمود نصار إلى توجيه اللواء آمون مرتضى رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالي الغربي إلى ضرورة المساهمة في تخفيف عبء الفقر عنهم بحسن استغلال الموارد الطبيعية البكر مثل الأرض القابلة للاستصلاح والمياه الوفيرة، مؤكدًا أن الرئيس السيسي يوجه إلى ضرورة الاهتمام الحقيقي بالمواطن البسيط وهو ما تمت ترجمته عمليا في مشروع حياة كريمة.
وقال إن توجهنا لتنمية الواحة لإنقاذ أهلها من حالة الفقر المزرية تتفق مع توجه الرئيس وإحساسنا بمسئوليتنا الكاملة عن سكانها، خصوصا وأن مقومات الزراعة متوافرة وأولها المياه وهي من أنقي المياه من بئرين عميقتين هما عين كيفارا وتصريفها 500 متر مكعب فى الساعة والتي سبق أن كونت مياه بحيرة كبيرة.
ولولا جهود جهاز التعمير بالسيطرة عليه والتحكم فى تصريفها لأهدرت ملايين الأمتار منه، وأُعدت الدراسة لاستصلاح ألف فدان حول البئر، وأيضا قام جهاز التعمير بتنفيذ بئر جديدة تصريفه 660 ألف متر مكعب في الساعة تكفى لرى آلاف الأفدنة من الأرض المحيطة به وهى صالحة للزراعة، ولكنها لم تستغل أيضا حتى الآن رغم محاولات الجهاز المتعددة لدعم استخدامه في الزراعة، وإيصال مياهها التي لا تزيد نسبة الملوحة فيها على 250 جزءًا في المليون إلي منازل أهل الواحة للشرب، وهو ما استعد له جهاز التعمير بالدراسات وخطة العمل وأهمها إنشاء أحواض تبريد – لأن مياه البئر كما يقول اللواء آمون مرتضى رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالي الغربي وسيوة – تتدفق ودرجة حرارتها أكثر من 60 درجة مئوية، لذا تحتاج إلى نقلها عبر مواسير إلى أحواض ثم عبر قنوات لرى الأرض وتوصليها إلى المنازل، ولذلك تعددت زياراتنا للواحة لتحديد ما يمكن عمله، حيث أكد أن الأرض المتاحة للاستصلاح لا تقل عن ألفي فدان.
المهندس محمود الأمير: قدمنا لهم بطاريات تربية الدواجن وسنزرع «البونيكام» لإنقاذ ثروة مطروح من الأغنام
كما أتت زيارة المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة بمطروح ضمن وعي المسئولين واهتمامهم بضرورة تنمية الواحة ومساعدة أهلها استعدادا لتنفيذ عدد من المشروعات و الاستفادة من الثروة المائية المتوافرة بالواحة وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسي بالتوسع الأفقي في الزراعة وعدم إهدار أي فرصة للتنمية- كما يقول المهندس محمود الأمير – والذي يضيف: بدأنا بإرسال 15 بطارية تسمين دواجن 750 دجاجة ووزعناهم علي سيدات الواحة وتم تدريبهن على التسمين والرعاية من خلال 4 سيدات أوفدهن المركز وسندرس ما يمكن تقديمه لهم من خلال عدد من المشروعات الصغيرة والتدريب.
ويضيف الأمير: أعددنا الدراسات لاستغلال مساحة 500 فدان من الأرض القريبة من البئر بزراعتها بمحصول «البونيكام» ذي القيمة الغذائية المماثلة للقيمة الموجودة في البرسيم الحجازي والدراو، وهو سيسهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية في محافظة مطروح خصوصا أغنام البرقي الممتازة والتي تشتهر بها المحافظة وتبلغ أعدادها أكثر من نصف مليون رأس ويعاني أصحابها في فصل الصيف من انعدام المرعى الأخضر لها ويضطرون لشراء الأعلاف الجافة المركزة بأسعار مرتفعة مما يزيد من سعر الضأن في المحافظة.
وحسب الدراسة المعدة لزراعة هذا الصنف، يقول المهندس محمود الأمير: سيوفر محصول المساحة المخطط زراعتها لما يزيد عن 80% من غذائها ويصل إنتاج الفدان منه 5 طن، مضيفا أنهم في مركز التنمية المستدامة استقروا على هذا الصنف لقيمته الغذائية فضلا عن قلة استهلاكه للمياه وتحمله درجات ملوحة تصل إلى 7 آلاف جزء في المليون، وعن باقي المساحة التي قمنا برفعها مساحيًا فالرؤية الإستراتيجية لها بجعلها مزرعة استرشادية لزراعة محاصيل زيتية مثل عباد الشمس والذرة لاستخلاص زيت الطعام مساهمة في سد الفجوة الزيتية في البلاد، وننتظر فقط قيام جهاز التعمير بإنشاء أحواض التبريد والبنية الأساسية للمشروع.
أما الدكتور إبراهيم خالد رئيس شركة مياه مطروح، فإنه يؤكد أن الشركة جاهزة لإيصال مياه الشرب إلى منازل أهل الواحة بعد معالجتها لتخليصها من الحديد وهو ما سيكلف تقريبا مليوني جنية ونحتاج من يدعمنا بها وهكذا يبدأ اهتمام الدولة بهذه الواحة الفقيرة وإن كان جهاز التعمير-كما قال شيخها جبريل هو الكيان الحكومي الوحيد الذي يهتم بالواحة وأنهم لا يعرفون غيره وغير موظفيه ويثقون بهم كل الثقة.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى