بورصة الرأي

 داليا السبع تكتب: افول الثقافة التقليدية في ظل المعلوماتية الرقمية

إعلان

ع المكشوف

 

يضعنا ما نعايشه من تطور في سؤال هام هل افلت الثقافات التقليدية في ظل تصاعد وبلورة معطيات ثقافية حياتية جديدة ؟ في ظل التغيرات المحيطة بالإنسان وكم التقدم التكنولوجي الهائل في كافة المجالات والتحولات الرقمية الجديدة والتوجه الي التعليم الرقمي الحديث كان لازاما على الإنسان مواكبة كل هذا التطور التكنولوجي ومعرفة كيفية استخدامها

بهدف الاستفادة منها بأكثر من طريقة ملائمة في دقة وصحة المعلومات وتقيم المصادر المختلفة في الشبكة العنكبوتية ومشاركة المعلومات الصحيحة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ساهمت الظروف الراهنة من اجتياح الوباء العالمي “كوفيت 19 ” بتغير نمط الحياة بشكل عام محليا وعالميا في مجالات مجتمعية ثقافية تعليمية واقتصادية، عديدة ليزيد من مشهد التحول الرقمي الحياتي بشكل كبير

لذلك دعت الحاجة بأن تكون الثقافة الرقمية محور الاهتمام وواحدة من أولويات المؤسسات في المجتمعات المختلفة من أجل الوعي التقني وتيسير المهام والعمليات المختلفة وتقديم الخدمات للمستفيدين بكل جودة ودقة واتقان فوائد الثقافة الرقمية العديدة التي مكنت الأشخاص من التواصل على نطاق واسع وكبير جدا عبر الرسائل النصية والمكالمات الصوتية أو المكالمات الحية المسماه “بالفيديو كول”أو تبادل الوسائط المتعددة داخل برامج التواصل المختلفة .

ثقافة الجيل الجديد بلغت من التعقيد إلى أن أصبحت متعددة المشارب والمفاهيم، ومتفرعة إلى أطر تحكمها عوالم افتراضية، بفعل تكنولوجيا الاتصالات الرقمية تحت مسمى صناعة الثقافة. ومن ثم تعرضت الثقافة في هذا العصر إلى تغير فانقلبت مظاهر القيم الجمعية إلى قيم فردية مع ظهور ثقافة الشباب المتأثر بأنظمة الثقافة التقنية السريعة التدفق نتيجة تنامي استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة من قبل الاجيال الجديدة، حتى بات العالم ليس قرية صغيرة – مثلما كان يقال- وإنما غرفة صغيرة تنتشر فيه المعرفة بسرعة قياسية، وصارت فيه الممارسات الثقافية مرتبطة بالفضاء الرقمي وهذه الثورة نراها في التغيرات الحادثة على وسائل التواصل الإجتماعي والتي ستدخل حيز البعد الثلاثي والميتافيرس من خلال مجموعة من القواعد، تدل على حدوث تحولات شاملة للثقافة في هذا العصر الرقمي

وأن العالم سيشهد تزايد أهمية الثقافة الرقمية بشكل هائل وخير محدود وبما أننا نتحدث عن الثقافة الرقمية كان لابد وأن نتطرق لمفهوم الثقافة؟ فتعريف الثقافة عموما هى مجموعة من المعتقدات والمواقف والسلوكيات المشتركة بين جميع أعضاء مجموعة محددة والتي غالباً ما يصعب تغييرها. وقد تكون المجموعة مجتمعاً أو عرقاً أو فئة عمرية معينة أو منظمة.

كما تحكم الثقافة تفضيلات الناس وأذواقهم، وبالتالي تلعب دوراً رئيسياً في عملية التسويق. الثقافة الرقمية لم تعد تقتصر على سن أو جنس أو عرق أو بلد معين، الجميع انغمس في بحورها وراح ينهل من محتوياتها ويطلع عليها بنهم كبير، فهناك من فعل هذا بحذر وحيطة، وهناك من قام بالأخذ الكلي منها دون تصفية أو تمحيص، فما معنى الثقافة الرقمية؟ وكيف يستفيد منها تلاميذنا في المدارس وطلّابنا في الجامعات؟ هل أخذوها بإيجابياتها وسلبياتها؟ أم أنّهم قاموا بتصفية محتواها؟

ولأنّنا في عصر التكنولوجيا، فقد أصبح لزاما استخدام مصطلحات تتماشى مع هذه الثورة العلمية، تشير إلى معطيات جديدة يفرضها عالم التطور العلمي والحضاري، فقد وحّدت هذه الثقافة شعوب العالم وجعلتها تتوق إلى تشكيل معرفة واسعة، وأصبح يطلق على هذا المجتمع الموحّد تسميات مختلفة، منها مجتمع المعرفة ومجتمع المعلومات، حيث أصبحت المعرفة أهم مصادر التنمية، وإنتاج المعرفة من أهم مصادر الدخل القومي، حيث تُوفر كما هائلا من المعلومات مع توظيفها لصالح المجتمع ونأمل أن يكون هذا التطور الهائل والحداثة الرقمية المعلوماتية خادما ناجحا للبشرية يأخذنا إلى كل ماهو جديد شريطة أن يكون تحت سيطرة العقل البشري لا العقل الالكتروني

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى