أخبار مصرمحافظات

“البيكيا” أسواق جديدة للغلابة بعروس الصعيد

إعلان

كتب: أحمد الازهرى

في ظل ارتفاع الأسعار الذي أصاب السوق في المنيا خاصة مع بدء فصل الشتاء، بدأ بيزنس “البالات”، ينتشر عبر المواقع الإلكترونية التسويقية، ومواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتوقف الأمر على ذلك، ولكنه اجتاح أسواق المنيا التجارية على هيئة “ملابس بالكيلو”، وتعد ملابس البالات هي المتنفس الوحيد للغلابة في المنيا.

ع المكشوف رصدت هذة الظاهرة فيقول سعد محمد الشاذلي، تاجر بالات، إن البالات هي عبارة عن ملابس يتم استيرادها من الدول الأجنبية خاصة الأوروبية، وفي الآونة الأخيرة بدأ التجار يستوردون البالات من الدول العربية خاصة السعودية، ولكن تختلف أنواع البالات من حيث الجودة بين بالات الدول العربية والدولة الأجنبية، فالأجنبية تكون أفضل حالا من الدول العربية.

وقال “ممدوح. س. ع”، أحد بائعي ملابس البالات بشارع طه حسين بمدينة المنيا: “يلجأ بعض المواطنين خاصة البسطاء وغير القادرين، إلى شراء ملابس البالات المستعملة، تلك الملابس تكون أسعارها بالكيلو جرام، بمعنى يقوم أحد الشباب باختيار بنطلون وجاكت وتيشيرت، فعلى سبيل المثال سعر الكيلو عندي بـ 100 جنيه، ويكون وزن ما قاموا باختياره 2 كيلو ونصف، فيكون إجمالي المبلغ 250 جنيهًا، فإذا حاولوا شراء الجاكت فقط من أي محل ملابس في المنيا سيكلفهم أكثر من 500 جنيهًا”.

وأضاف “ممدوح”، أن ملابس البالات تعد شيء جديد في محافظة المنيا، وتنتشر في فصل الشتاء أكثر من الصيف، لأن الملابس في الشتاء تكون أثقل وزن من ملابس الصيف، فمن هنا يستطيع البائع أن يتحصل على سعر البالة التي قام بشرائها من التاجر.

وأكد ممدوح أن البالات أنواع، فمن الممكن أن تشتري بالة جواكت فقط، أو أحذية فقط، أو بنطلونات، أو فساتين، وليس البالة متنوعة كما يظن البعض.

ويقول ” محمود. ط ” موظف لجأ الفقراء في محافظة المنيا، بعد موجة ارتفاع الأسعار التي ضربت مصر خلال الفترة الماضية إلى “الروبابيكيا”، لشراء أثاث المنازل في ظل عجز الأهالي عن توفير الأثاث الحديث، فلم تصبح “الروبابيكيا” مجرد أثاث قديم يتم تجميعها لصالح تجار الخردة يستخدمها في المخازن، وتحولت إلى منتج جديد يتهافت عليه المواطنون بعد دهانه، فمنذ 5 سنوات ماضية كان يوجد في المدن والقرى سيارات مخصصة تتجول في الشوارع لجمع “عفش” المنازل القديم، وفي مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا، كان يوجد أماكن خاصة لتجميع عفش المنازل، بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية، أما الآن فقد اختفت الساحات، وبدأ التجار يتخذون أماكن وسط الأسواق التجارية، لتجديد العفش وبيعه مرة أخرى بأسعار بسيطة للفقراء.

وأضاف أبو عبيد، أن سعر السرير داخل المعرض بعد تجديده يبلغ 500 جنيه، بينما يباع الجديد بـ900 جنيه و1000 جنيه، وأحيانا يعرض بـ300 جنيه فقط حسب حالته، ويتراوح سعر “الدولاب” بين 400 جنيه إلى 600 جنيه، في حين يبلغ سعره في السوق 1100 جنيه.

10 آلاف جنيه كفيلة بتزويج شاب
ومع ارتفاع الأسعار ازداد الإقبال على “موبيليا الغلابة” في المنيا وان المقبلون على شراء عفش الروبابيكيا أغلبهم من القرى وليس من المدن، لكن مع غلاء الأسعار أصبح أهالي المدن يقبلون أيضا على الشراء، في الوقت الحالى إذا حاول شاب في بداية العمر أن يجهز شقة الزوجية لا بد أن يمتلك على الأقل 70 ألف جنيه، أما أسواق “العفش القديم”، بعد تجديده فتعد بمثابة “مفتاح سحري” للغلابة ومتوسطي الدخل ويكفي 10 آلاف جنيه لشراء محتوىات شقة كاملة”.

أشهر من تجار اللحمة
وقال حماده المرغنى، تاجر موبليات : “إحنا أشهر من تجار اللحمة.. لأن الغلابة في البلد دي كتير”، مضيفا: “نشتري الانتريه أو السرير أو غرفة صالون وتدخل الورشة المكونة من عمال نجارة وعمال دهانات وعمال سنفرة وألوميتال، ويتم تجديده وإصلاحه وإعادة دهانه مرة أخرى وتغليفه”، وعرضه في السوق مرة أخرى بأسعار بسيطة، وهامش الربح لا يتعدى 10% بعد تكلفة العمال.

ويضيف”محمد. ع. م”ل ع المكشوف ، لأن السوق للمستعمل فقط، فدرجة جودة السلعة تحدد سعرها ومدى الإقبال عليها، ولكن هذا السوق ليس ببرئ كليًا من السرقة، والسمة السائدة ككل الأسواق هي العرض والطلب، والاعتماد الأساسي على بائعي الروبابيكيا والملابس المستعملة، تبدأ دورة القطعة المباعة من أول أستغناء لصاحب المنزل عنها وصولا للسوق، كما أن رواده لا يختلفون كثيرًا عن البضائع المصفوفة على الأرصفة، معظمهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية أقل ما يقال عنها مطحونة بين رحى الأسعار والحاجة.

تقول ” تحية. ج” بائعة والتى تفترش الطريق وأمامها قطعة من القماش المتهالك ووضعت عليه عجلات الغسالات المستعملة، “أنا وولادى طوال الأسبوع بندور عن الخردة وقطع الغيار القديمة، وقد يتصادف أن تبيع أحد السيدات بعض قطع الغيار القديمة والتى عفى عليها الزمن لكنها جديدة ولم تستعمل كمواتير المراوح وعجل الغسالات وسيور الكاوتش، وبعدها نبدأ فى فرزها وفرشها فى السوق، ومن ثم يتهافت علينا الزبائن من محدودى الدخل لإصلاح أجهزتهم، وقد يتكلف سعرها فى المحل 100 جنيه أما فى السوق، لا تتخطى الـ25 جنيه، وأهي بترزق، بنجيب تمنها وفوقها اتنين ولا ثلاثة جنيه”.

موبيليات «الغلابة»

وعلى الطرف الآخر من الرصيف يجلس “عصام صالح ” بائع أثاث ومراتب، شاب ثلاثيني، ظهرت على وجهه آثار الشمس والتعب، بدأ كلماته قائلًا: “إحنا معرض موبيليات الغلابة، تشترى من عندنا أوضة نوم وسفرة وأطفال بأقل من ألفين جنيه”، تعودت أن أتجول طوال الأسبوع فى الأحياء الراقية؛ لأن الطبقات التى تسكن تلك المناطق اعتادت على تغيير الأثاث بصورة مستمرة والاستغناء عنه على عكس المناطق الشعبية، وهنا يأتى دورى فى شرائه، وبعدها يدخل مرحلة التلميع والترميم، ثم آتى كل يوم ثلاثاء وجمعة لعرضه هنا فى السوق.

وأضاف “صالح”: “كثيرًا ما يأتى إلينا لصوص ببطاطين ومفروشات مستعملة مسروقة من أحبال الغسيل، ولكن بتختلف من تاجر لآخر منا من يخالف ضميره ويشترى تلك المسروقات والبعض يرفض.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى