في مناسبة وحيدة جمعت حسني مبارك ومحمد مرسي وجهًا لوجه، أحدهما أمام القاضي حرًا طليقًا والآخر خلف القضبان، ببتاريخ 26 ديسمبر 2018.
وسط مجموعة من قيادات الإخوان المتهمين في قضية اقتحام الحدود، وقف مرسي داخل القفص خلف القبضان، في انتظار وصول مبارك للإدلاء بشهادته في هذه القضية الهامة، والتي كانت احد أهم القضايا الماثل فيها قيادات الإخوان أمام العدالة.
متكئًا على عصا ومُحاطًا بنجليه جمال وعلاء، دخل مبارك من باب القاعة على مهل، متوجهًا لمكان الإدلاء بشهادته في هذه القضية الهامة والمصيرية، أحدُهما امام القاضي، والآخر من وراءِ القفص الزجاجي.. أحدُهما الشاهد الجالس، والآخر المتهم في قضية اقتحام السجون.
متفاديًا النظر إلى القفص القابع بداخله مرسي، في أول مواجهة لهما منذ أحداث 25 يناير 2011، دخل مبارك مباشرة حيث جلس على كرسي للإدلاء بشهادته فلم يكن يستطيع الوقوف، بينما توارى مرسي بين صفوف المتهمين داخل القفص.
تفصلهما خطوات قليلة جلس مبارك مُديرًا ظهره إلى القفص حيث يتواجد مرسي وقيادات الجماعة، وبدأ حديثه مع قاضي المحكمة، ليدور بينهما الحوار التالي:
هل لديك معلومات عن اقتحام الحدود؟
“علشان اتكلم في هذا الموضوع لابد من الحصول على موافقة رئيس الجمهورية والقوات المسلحة لأن فيها من الأسرار ما لا يجوز أتكلم فيه وإلا أقع تحت مخالفة قانونية.. فيه حاجات كتير محظور عليا أتكلم فيها لازم بإذن”.
هل كان وجود الأنفاق بعلم الدولة؟
“الأنفاق لم تكن بعلم الدولة، الأنفاق موجودة قبل 25 يناير بكتير وكان بيحصل من خلالها عبور للأكل”.
هل كان لديك علم بعبور أشخاص من حركة حماس والحزب الثوري الإيراني إلى داخل البلاد؟
“اسمحلي مش عايز أرد على الأسئلة دي لأن هتكلم في حاجات حساسة لم تُذكر من قبل”.
هل لديك معلومات عن اقتحام الحدود الشرقية؟
“أبلغني اللواء عمر سليمان بهذا الأمر يوم 29 يناير”.
ما مضمون ما أبلغك به؟
“قال لي فيه قوات اخترقت الحدود ومسلحة وعددهم كبير حوالي 800 واحد”.
هل أخبرك عن جنسيتهم؟
“لأ لم يخبرني عن الجنسية أو من أين أتوا.. محتاج أذن أحمي نفسي لأن أنا هطلع من مخالفة وأدخل في مخالفة تانية”.
ما دور الإخوان في هذا الأمر؟
“دور الإخوان المسملين صعب أرد عليه لانه توجد تداعيات أخرى وأحداث أخرى قبلها تخليني مقدرش أتكلم عن الإخوان المسلمين”.
كانت القضية تتعلق بأحداث عنف شهدتها البلاد إبان ثورة 25 يناير وتسلل عناصر عبر الحدود، واتهم مبارك حركة حماس باقتحام الحدود ودخول مصر بالأسلحة لإحداث فوضى وتورط الإخوان معهم في أعمال عنف وإطلاق نار على أقسام الشرطة واقتحام السجون لتهريب مساجين من حزب الله وحماس والإخوان.
