خواطر نثريةمنوعات

أحمد عفيفي يكتب: الغناء الشعبي الأصيل يابتوع بيكا وشاكوش!!

إعلان

كتب/ أحمد عفيفي

قبل ان تقرأ : الاعتراف بالحق فضيلة .. في مقالي السابق عن شاكوش وبيكا قلت ان بعد نكسة 67 ظهر على الساحة واحد اسمه حمدي باتشان وكتكوت الأمير بأغاني هزلية نجحت وقتها نجاح ساحق ..

 نبّهنى بعض الاصدقاء بأدب شديد انه الاتنين ظهروا في الثمانينات .. وده صحيح .. بس التواريخ مش حتغّير من فحوى المقال واللي عايز اوصّله للناس .. لأن باتشان والأمير ظهروا بعد سياسة الانفتاح الاقتصادي اللي عملها السادات ، وهى في أشد وطأة من نكسة 67 .. وهى اللي قضت على الطبقة المتوسطة في مصر واحتلت طبقة الحرفيين خشبة المسرح ، وخلّت عنتر الزبال في فيلم ” انتبهوا ايها السادة ” يتفوق بفلوسه على استاذ الجامعة  د.جلال، في إشارة واضحة الى اننا هدمنا القيم والمثل والمبادىء وطغت عليها الفهلوة ولعب التلات ورقات .. فعذرا للقراء عن هذا السهو.

قرأت بوست لصديق لي ” د. حاتم البكري ” اعتز به واحترمه بيعبّر عن قلقه الشديد من تفشّي ظاهرة مطربي المهرجانات وخطورتها على الجيل الحالي وعلى جيل المستقبل ” عيالنا الصغيرين ” .. وسبب قلقه – وعنده كل الحق – ان لمّا ظهر احمد عدوية بسلامتها ام حسن والسح الدح امبو إدي الواد لابوه ، مخوفناش على نفسنا ولا على ولادنا .. وتناولنا هذا النوع من الغناء بنقد موضوعي بدون عصبية ولا اضطراب .. ليه ؟ .. لأن في وجود عدوية كان لسه عبد الحليم وعبد الوهاب وام كلثوم ووردة وفايزة ومحرم فؤاد عايشين .. فكنا ببساطة نقول لولادنا اللي فرحانين بالسح الدح امبو : طيب اسمعوا أهواك وجانا الهوي .. اسمعوا لعبة الايام واسأل دموع عنيا .. اسمعوا يامه القمر ع الباب .. اسمعوا انت عمري ، وشوفوا ودانكم حتحب تسمع ايه اكتر من التاني .

 المشكلة دلوقتي – وهنا الخطورة .. والكلام للدكتور حاتم – لو قلت لابنك بلاش تسمع بيكا وشاكوش .. طيب يسمع ايه دلوقتي ؟ .. مين على الساحة الفنية والغنائية اللي ممكن تنصحه يلتفت اليه ويسمعه ؟ مفيش .. للأسف مفيش .. طيب نرفع الراية البيضا ونسلّم ونسكت ، ولا نحاول نمحي هذا الهراء من الساحة ونبحث عن أصوات جيدة ومحترمة ” وهى موجودة بالفعل ” .. بس مش لاقية ايدين تشدها وتاخدها لفوق.

 وأكمل على كلام د- حاتم من عندي – والسبق له في هذه النقطة الجوهرية واللافتة – ان عايدة الشاعر لمّا غنّت ” الطشت قاللي ياحلوة ياللي قومي استحمي ” ، كلنا وقتها قلنا ايه قلة الادب دي ومين سمح بأغنية ” أبيحة ” تتغنى في حفلة عامة.. أغنية إيحاءتها جنسية فجة

لقينا زمان اغاني من نوعية ” بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة ” و” ارخي الستارة اللي في ريحنا .. احسن جيرانا تجرحنا ” .. فنضحك على اغنية شاذة عن القاعدة المليئة والمسيطر عليها اغاني حلوة وجميلة وراقية .. اغنية وسط 100 اغنية .. مش حتأثر ولا تعمل حاجة .. انما دلوقتي ، تعمل ايه اغنية واحدة حلوة وسط ألف اغنية سخيفة وقذرة!

 عشان كده .. عايز ارد على الناس اللي بتقول : دي اغاني شعبية ليها طبقة بتحب تسمعها .. الناس دي او شباب اليومين دول مش عارفين يعني ايه غناء شعبي .. مسمعوش محمد رشدي وه بيغني من كلمات الابنودي والحان بليغ حمدي : اسمك عدوية ياصبية ورموشك شط .. وانا طول عمري غريق في الميّه بتشال واتحط .. يام الخدود العنابي .. يام العيون السنجابي .. مسمعوش زمان كارم محمود في اغنية ” عنابي ” : بتميل العيون على خده وتشاهد جناينه وورده ونسايم عبير بيعدوا لو فات الحليوه .. بتهل الروايح منه وبيتقل علينا إكمنه .. متأكد وعارف إنه أمورة وحليوة . مسمعوش عبد المطلب زمان : ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين .. وعشان أنول كل الرضا يوماتي أروح له مرتين .. م السيدة لسيدنا الحسين .. مسمعوش عبد العزيز محمود : ابو سمرة السكرة ابو ضحكة منورة وجميل واسمر بيتمخطر .. وياتاكسي الغرام يامقرب البعيد تسابق الحمام والسكة الحديد .. ” وعلى فكرة المطرب ده نفسه غنى برضه ياشبشب الهنا يامحلي رنتك .. ياريتني كنت أنا ووقعت وقعتك ” .. معنى سخيف ومش حلو .. بس أهي اغنية عبيطة وسط اغاني جميلة لنفس المطرب.

طيب حاقولكم على حاجة .. كان شفيق جلال مطرب شعبي كبير عندنا .. وصاحب الاغنية المشهورة شيخ البلد خلّف ولد ومن فرحته ماشي وعاوج عمته شيخ البلد شيخ البلد .. وغنى كمان اغنية لذيذة جدا بتعبر عن ابن البلد لمّا يزهق من حبيبته اللي مش معبّراه وبلغة شبابنا النهارده ” دلقته ” : أمونة بعت لها جواب .. أمونة ولا سألت فيا .. أمونة ايه الاسباب .. أمونة ماتردي عليّا .. على كيفك .. على كيفك .. انشالله مارديتي عليا يا أمونة ” .. ضحكنا كلنا على ” ضيق خُلق ” ابن البلد وعدم طولة باله .. معندوش صبر على أمونة .. فبلغته هوّ : ملعون ابوكي .. مش عايزك!

تعالوا نسمع اغاني شعبية حلوة بجد .. مين كانت ملكة الأغاني دي ؟ .. شريفة فاضل : على مين على مين على مين .. على مين ياسيد العارفين .. ان كنت جي تغني روح اسأل قبلا انا مين .. متروحشي تبيع الميّه في حارة السقايين .. وغنت كمان : فلاح كان فايت بيغني من جنب السور .. شافني وانا بجمع كام وردة في طبق بنّور .. قطع الموال وضحكلي وقال : ياصباح الخير ياصباح الخير ياهل البندر .. ياصباح النور. كان فيه كمان ليلى نظمي : ماخدشي العجوز انا لاذوقه يقع في القنا .. ولا الرائع الهايل عبد الغني السيد : يابتاع الياسمين مين يندهلك مين واحنا معانا الفل .. يابتاع التفاح لون تفاح فاح على خد ست الكل .. يابتاع الرمان ليه رمانك مال على صدرست الكل ” شايفين الغزل كان شكله ايه ؟ ” .. طيب سمعتوا فايزة احمد وهى بتقول : يامه القمر سهران مسكين بقاله زمان .. عينه على بيتنا .. باين عليه عطشان .. وحد م الجيران وصف له ” قلتنا ” .. اسقيه ينوبنا ثواب ولا أرد الباب يامه يامه. بلاش فايزة .. سمعتوا شادية : غاب القمر يا ابن عمي يالا روّحني .. دي النسمة أخر الليل بتفوت وتجرحني .. طار النسيم بالشوق لمّا كلمتك .. لمس النسيم توبي بهمس

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى