
بقلم_ إيمان غنيم
من رحم التاريخ، ومن قلب الحضارة التي علمت العالم أصول العدالة والكرامة، تقف مصر اليوم كما وقفت دائمًا، شامخة لا تهادن ولا تُساوِم على حقوق الأمة العربية. مصر التي حمت ظهر العرب في معارك المصير، ودفعت أثمانًا باهظة دفاعًا عن القضايا العادلة، تُواجه اليوم ضغوطًا دولية لا تُخفى على أحد، تهدف إلى تحميلها عبئًا جديدًا يتجاوز إمكانيات أي دولة ويضرب صميم القضية الفلسطينية.
إن الضغوط التي تُمارَس على مصر لاستيعاب المزيد من اللاجئين الفلسطينيين ليست مجرد مطالب إنسانية كما يُروِّج البعض، بل هي محاولة خبيثة لتصفية القضية الفلسطينية من جذورها. فاللاجئون ليسوا أرقامًا تُوزَّع على الدول، بل هم شعبٌ له أرض وحق، وشعبٌ يُطالب بوطنه المسلوب وليس بملاذ مؤقت. إن الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي بقعة مصرية أخرى ما هو إلا محاولة مكشوفة لطمس الهوية الفلسطينية وإلغاء حق العودة، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقرارات الدولية.
مصر، برئاسة قيادتها الحكيمة، أعلنتها واضحة وصريحة: لا للتوطين، لا لتصفية القضية، ولا للتلاعب بمصير شعب بأكمله. هذا الموقف الثابت ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لدور مصر التاريخي في دعم الحق الفلسطيني. فمنذ النكبة، ظلت مصر الحصن الذي يحمي الكرامة العربية، ولم تُساوِم يومًا على مبادئها، مهما كانت التحديات.
الشعب المصري، بوعيه وإدراكه، يُدرك حجم هذه المؤامرات ويقف كتفًا بكتف مع قيادته. هذا الشعب الذي لم تنكسر إرادته يومًا أمام أي قوة، يُرسل اليوم رسالة للعالم أجمع: مصر لا تركع، مصر لا تبيع، ومصر لا تخون. إننا نُدرك أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب واحد بل هي قضية أمة بأكملها، ومصر لا تقبل أن تكون شاهدة على طمس تاريخ أو تزييف مستقبل.
نُثمن موقف قيادتنا، ونُجدد العهد بأننا سنظل صامدين مهما اشتدت الرياح. لا ضغوط تُرهِبنا ولا إغراءات تُغرينا. سيناء الطاهرة ليست للبيع، وهي التي ارتوت بدماء الشهداء دفاعًا عن الأرض والعِرض. وفلسطين ستظل عربية، مهما حاول الطغاة تغيير معالمها أو مصيرها.
في هذه اللحظات الفارقة، نقول للعالم: مصر ليست دولة تُباع وتُشترى. مصر هي صوت الحق حين يخفت، وضمير الإنسانية حين يغيب. وسنبقى كما كنا دائمًا، مع الحق العربي، ندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة، حتى يعود الحق لأصحابه، وحتى تعود فلسطين لأهلها.
“مصر لا تركع”، رسالة للعالم أجمع: لن نساوم ولن نتراجع، لأننا نؤمن أن الكرامة لا ثمن لها، وأن الحق لا يُوهب، بل يُنتزع.