
كتبت_ إيمان غنيم
كخطوة تعكس طموحًا يتجاوز حدود المحافظة، عقد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، اجتماعًا موسعًا لتحديد آفاق انضمام القليوبية إلى شبكة المدن الإبداعية التابعة لمنظمة اليونسكو. هذه الخطوة ليست مجرد محاولة لإدراج اسم المحافظة ضمن قائمة عالمية، بل هي رؤية تسعى لاستثمار تراث القليوبية الثقافي والإبداعي في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا، يُعلي من قيمة الإنسان ويربط بين الماضي والحاضر برؤية عصرية.
رؤية المحافظ
اتسم حديث المحافظ بوضوح الرؤية وإدراكه العميق لدور الإبداع في تعزيز مكانة المحافظة، حيث أكد أن هذا الانضمام يتجاوز كونه إنجازًا إداريًا ليصبح نافذة تُطل بها القليوبية على العالم. يهدف المحافظ إلى جعل القليوبية نموذجًا يحتذى به في الحفاظ على الهوية الثقافية، مع تحقيق تنمية مستدامة تعتمد على ما تمتلكه المحافظة من موارد فريدة.
في جوهر هذه الخطوة يكمن إيمان المحافظ بأن الثقافة والإبداع ليسا مجرد عناصر من التراث، بل هما قوى محركة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبذلك، فإن دعوته لتسجيل المحافظة تأتي كجزء من مشروع أكبر يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي، وتوطيد العلاقات مع المدن الأخرى، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في الصناعات الإبداعية.
القليوبية: إرث ثقافي يعانق المستقبل
تتميز محافظة القليوبية بموارد إبداعية غنية تجعلها مؤهلة بجدارة لتكون ضمن شبكة المدن الإبداعية، إذ تحمل بين جنباتها تاريخًا زاخرًا وحاضرًا ينبض بالإبداع. ومن أبرز هذه الموارد:
1. الحرف اليدوية التقليدية: مثل صناعة السجاد اليدوي الذي يحمل بصمات الأصالة، وصناعة الأثاث من الجريد الذي يعبّر عن توازن بين الجمال والوظيفة، بالإضافة إلى صناعة الحناء التي تعكس جزءًا من التراث الشعبي.
2. العمارة الإسلامية: تتجلى في مدينة القناطر الخيرية، حيث تبرز المباني بطابعها الفريد الذي يدمج بين الجمال الفني والهندسي، مما يجعلها شاهدًا حيًا على عراقة المكان.
خطوات التنفيذ: نحو تحقيق الرؤية
في إطار تحقيق هذه الرؤية، أعلن المحافظ تشكيل فريق عمل متخصص يضم قيادات تنفيذية وأكاديمية من المحافظة وجامعة بنها. يتمثل دور الفريق في إعداد ملف شامل يُبرز المقومات الثقافية والإبداعية للقليوبية، مع تسليط الضوء على كيفية توظيفها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أشار المحافظ إلى أهمية الشراكة بين المؤسسات المحلية والدولية لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا الانضمام، بما يعزز مكانة المحافظة كوجهة إبداعية عالمية.
ما وراء الخطوة: قراءة في الأبعاد التنموية
تكشف هذه المبادرة عن إدراك متزايد بأهمية الإبداع كأداة تنموية متعددة الأبعاد. ففي الوقت الذي يهدف فيه المشروع إلى الحفاظ على التراث، يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للاقتصاد الإبداعي، بما يساهم في خلق فرص عمل وتحفيز الاستثمار في الصناعات الثقافية.
وفي بعد آخر، تعكس هذه الخطوة رغبة في تعزيز الانتماء المحلي من خلال إحياء التراث، وربطه بمستقبل واعد يعتمد على الابتكار والإبداع كركيزة أساسية.
رؤية ختامية
تُعد هذه الخطوة رؤية تتجاوز الظاهر، فهي مشروع ثقافي وتنموي يرسم ملامح جديدة للقليوبية، ويضعها في موقع متميز على خارطة المدن الإبداعية. إنها دعوة للإنسانية، حيث تلتقي الثقافات وتتلاقى الأفكار، لتثبت القليوبية أن الإبداع ليس مجرد إرث يُحفظ، بل أفق يُصنع.