بقلم: عبدالناصر محمد
رغم الأعباء المالية والاقتصادية التي تواجه اقتصادنا في الوقت الراهن وجه حيتان السوق العقاري أسنته ليمتص تمويلات ضخمة من القطاع المصرفي غير عابيء بتداعيات ذلك على الاقتصاد ولم يكتف الحيتان بهذا بل طالبوا بالتوسع فى التمويل العقارى بحجة أنه القطاع الأكثر نشاطاً وادعاء ارتفاع الطلب عليه وأن المطور العقارى يستطع تمرير أسعار الفائدة المرتفعة إلى أسعار الوحدات ومحاولاتهم عبر ادعاءات من هنا وهناك ليحصلوا على أكبر تمويل وتسهيلات ولم يتوقف الحيتان عند هذا الحد بل طالبوا بتبسيط إجراءات حصولهم على التمويل والقضاء على ما أسموه البيروقراطية والروتين
خطورة مطالب حيتان السوق العقاري بالتوسع في الحصول على التمويل و تمسكهم برفع أسعار بيع الوحدات السكنية بنسبة 101% يؤكد لنا أن مصالحهم الشخصية لم ترعوي للاستجابة إلى العرض والطلب متمسكين بالأسعار الخيالية والمبالغ فيها لتتضخم الفقاعة العقارية التي قد تنفجر بين عشية أو ضحاها
مطلوب من مصارفنا عدم الرضوخ إلى مزاعم الحيتان ونفوذهم وضرورة الالتزام بصرف التمويلات عن طريق دفعات يتم صرفها مع نسب الإنجاز والتنفيذ وإتمام كل مرحلة بالمشروع مع متابعة صارمة في تنفيذ كل مرحلة وعند توقف تنفيذ مشروعه في أي مرحلة يتم وقف منح أي تسهيلات ووقف التمويل
لا أحد ينكر قوة جهازنا المصرفي وقدرته على التعامل مع أي تطورات والتزامه بحد أقصى لا يتخطاه البنك في منح التمويل ويشهد الجميع بنجاح القطاع المصرفي وتخطيه الأزمات المتعاقبة بحرافية بتمسكه بالأسس المالية السليمة حتى لا يوقعنا جشع حيتان السوق في أزمة مالية لا يحمد عقباها