
كتبت_ إيمان غنيم
انطلاقًا من رؤية مستقبلية تعكس طموح محافظة القليوبية نحو التنمية المستدامة، عقد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، اجتماعًا موسعًا بمقر الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بقلعة صلاح الدين، مع المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز، لمناقشة مشروع تطوير القناطر الخيرية وتحويل المناطق غير المستغلة بالمحافظة إلى منتجع سياحي بيئي عالمي يليق بمكانة القليوبية الفريدة.
القناطر الخيرية.. تراث يُبعث من جديد
استعرض رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري الخطة الشاملة لتطوير القناطر الخيرية، والتي تأتي ضمن مشروع الدولة لإحياء الحدائق التراثية. وشمل المشروع ترميم النظام الهيدروليكي الفريد للقناطر، وتأهيل الحدائق المفتوحة والكباري والممرات التراثية المحيطة، مع إضافة مسارات للدراجات والخيل، ومنطقة خدمات متكاملة، ومرسى للمراكب النيلية، ما يجعل القناطر نقطة جذب للسياحة النيلية والتراثية على حد سواء.
رؤية المحافظ.. تكامل بين التراث والتنمية
وفي سياق الاجتماع، طرح المحافظ رؤيته لتوسيع نطاق المشروع ليشمل المناطق غير المستغلة في المحافظة، مؤكدًا على أهمية تطوير الجانب الآخر من كورنيش بنها وإنشاء مرسى نهري يضم الأتوبيس النهري ومراكب نيلية ويخوت، بما يتيح للسائحين تجربة فريدة تجمع بين الطبيعة الخلابة والأنشطة الترفيهية.
كما اقترح المحافظ استغلال موقع المحافظة المميز بين فرعي رشيد ودمياط، لإنشاء أكواخ خشبية بطول الجزء المطل على النيل في منطقة جزيرة الشعير، وتخصيص مرسى لليخوت، بما يعيد إحياء مفهوم المنتجعات البيئية الريفية ويضع القليوبية على خريطة السياحة العالمية.
القناطر الخيرية.. من التراث إلى المستقبل
وأشار المحافظ إلى ضرورة تحويل محلج القطن القديم، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1920، إلى معلم سياحي يعرض ماكينة الحلج التراثية، مما يعزز من القيمة الثقافية والتاريخية للمنطقة. وأكد أن مشروع التطوير يسعى لتعظيم الاستفادة الاقتصادية والاستثمارية من الموارد غير المستغلة بالمحافظة، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث وتعزيز التنمية.
القليوبية على خريطة المدن المستدامة
ختامًا، أكد المهندس أيمن عطية أن تطوير القناطر الخيرية ليس مجرد مشروع سياحي، بل خطوة نحو إدراج القليوبية ضمن قائمة المدن المستدامة والعمارة البيئية الخضراء، مشددًا على أن هذا المشروع يعكس رؤية القيادة السياسية لتعظيم الاستفادة من إمكانيات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة التي تحافظ على التراث وتبني المستقبل.
بهذه الرؤية الطموحة، تستعد القليوبية لتقديم نموذج فريد يمزج بين أصالة التراث وحداثة التنمية، لتصبح وجهة عالمية تعكس عبق التاريخ وروعة الطبيعة.