كتبت_ إيمان غنيم
تقف شخصية اللواء دكتور هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، كنموذج مختلف لقائد يتحرك بدافع إنساني ومسؤولية مهنية أصيلة. تجده فجراً، في ساعات هادئة، ينطلق في جولات ميدانية مفاجئة، بعيداً عن ضجيج المكاتب وأضواء البروتوكول، ساعيًا إلى خدمة مواطنيه بالتحقق من تقديم الرعاية الصحية اللائقة لهم، واضعًا نصب عينيه دعم المستشفيات التي تعد عصب الحياة لآلاف الأسر.
بداية جولات الحسم بمستشفى الغنايم
واحدة من جولات المحافظ جاءت بمستشفى الغنايم المركزي، حيث قرر أن يكون الحضور الفعلي خير دليل على جودة الخدمات. كان الفجر قد أطل عندما دخل المستشفى بهدوء، ليفاجأ بغياب أربعة أطباء عن النوبتجية المسائية. تبين له أن التقصير قد وصل إلى حدٍّ يمس حياة المواطنين، فما كان منه إلا أن اتخذ قراره الحازم بإحالتهم للتحقيق، في موقف يجمع بين الحزم والحرص على المصلحة العامة. أثبت المحافظ أن الانضباط في القطاع الصحي ليس مجرد واجب وظيفي، بل هو مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق كل فرد يعمل تحت مظلة الدولة.
استكمال الجولة بمستشفى القوصية
لم تتوقف جولاته عند هذا الحد، بل واصل مسيرته إلى مستشفى القوصية المركزي. وبينما يتوقع البعض أن تكون الجولة الثانية تحت المجهر، وجد المحافظ نفسه أمام مشهد متكرر، إذ غاب سبعة أطباء آخرين عن النوبتجية الليلية. أثار ذلك لديه إحساسًا بالمسؤولية أمام المرضى الذين تواجدوا دون رعاية طبية كافية، فبادر باتخاذ إجراءٍ مماثل بإحالتهم للتحقيق.
رسالة الحزم المشفوعة بالتفهم
لم تكن قرارات المحافظ بمثابة عقوبات بقدر ما هي رسالة لكل العاملين في القطاع الصحي بأن خدمة المواطن تتطلب التزاماً جاداً في تقديم الرعاية، وأن الإهمال ليس خيارًا مقبولًا. بعيدًا عن صرامة المحاسبة، أبدى اللواء أبوالنصر حرصًا على التواصل مع المرضى والمرافقين، يستمع إلى همومهم ويجيب على تساؤلاتهم، ليعكس جانبه الإنساني الصادق.
نهج يسوده التوازن بين العقاب والمكافأة
عندما يسير اللواء أبوالنصر في أروقة المستشفيات، ينظر بعين القائد الذي يؤمن بأن نهج الإصلاح يتطلب توازناً دقيقاً بين المكافأة والعقاب. وفي الوقت الذي لا يتهاون فيه مع مظاهر الإهمال، فإنه يكافئ الملتزمين ويشجع العاملين على التميز. فقد شدد مراراً على أهمية تكريم المجتهدين ممن يحرصون على خدمة المواطن بإخلاص وتفانٍ، مؤكدًا دعمه الكامل للكفاءات التي تجعل من قطاع الصحة مكاناً آمناً ومعطاءً لأبناء أسيوط.
نحو منظومة صحية تليق بأبناء المحافظة
بهذا الأسلوب، يبرز اللواء أبوالنصر كحارس لا يغفل عن حق المواطن في أسيوط، يسعى إلى بناء منظومة صحية متكاملة تكون درعاً لحمايتهم وضماناً لكرامتهم. رؤيته لا تتوقف عند محاسبة المقصرين؛ بل تمتد إلى رعاية وتطوير الكفاءات، ليجعل من أسيوط نموذجاً للالتزام والنظام في قطاع الصحة.