
بقلم_ إيمان غنيم
المرأة الحرة هي تلك التي تنطلق من ذاتها، تمشي بثقة وكرامة، لا ترى في المناصب السياسية أو الألعاب السلطوية وسيلة لتعزيز قدرها أو إثبات وجودها. بل هي تدرك أن كيانها يكمن في روحها الحرة، وفي قدرتها على اختيار مسارها الخاص. إنها لا تنتظر أن يُمنح لها الحق، فهي تملك حقوقها من الأصل، وتعرف أن حريتها ليست منحة بل فطرة.
المرأة الحرة ليست بحاجة لأن تتسلق سلالم السياسة لتبرهن على قوتها، فهي تعرف أن القوة الحقيقية تكمن في تمسكها بمبادئها وقيمها. هي التي تختار الطريق الصعب إذا كان السبيل الصحيح، والتي لا تساوم على كرامتها من أجل مقعد أو منصب. إنها تُدرك أن القيادة ليست في المنصب بل في التأثير، وأن خدمة الوطن لا تبدأ من منصب سياسي بل من روح تخدم المجتمع بقيم نبيلة.
وفي ذات الوقت، تدرك أن تمكينها الحقيقي هو جزء من تمكين المجتمع بأسره، فكلما ارتفعت بمستوى أخلاقها وسعت لإعلاء شأن أسرتها وأبنائها، كلما ساهمت في بناء وطن قوي. إن كرامتها التي تحافظ عليها بشرف وإباء، ليست فقط وسيلة لحمايتها الشخصية، بل هي أساس لتكوين أمة لا تنحني ولا تذل.
لذلك فالمرأة الحرة هي تلك التي تعطي وتساهم بإخلاص من دون أن تتعلق بالأضواء. إنها التي تعمل بصدق من أجل تحسين حال المجتمع، ليس بالبحث عن منصب أو مكانة، بل بعمل يُعزز من قيمة الإنسان ويرتقي بالوطن. حريتها وكرامتها هي مصدر قوتها، وهي التي تجعلها شريكاً أصيلاً في بناء المجتمع وليس مجرد متفرج أو تابع.