مقالات

“وحدتنا اقوي من الارهاب “

إعلان

محمود فرحات 

إن من افضل ما اود ان احدثكم فيه هو “الوحدة الوطنية ” والتي اري انها من اهم مايجب ان نوعي انفسنا ومواطنيننا نحوها وهي قوتنا في وحددتنا وترابطنا ،وتعتبر الوحده الوطنية هي من اهم الدعائم التي يرتكز عليها الوطن والمجتمع ،وهي القوة التي تجعلنا نواجه الأعداء لان «الإتحاد قوة » ولذلك من السهل ان تكسر عصا واحدة ولكن من الاصعب ان تكسر حزمة من العصي ،وعليه أؤكد انه لابد من الالتفاف حول الوطن ،لتحقيق الوحدة الوطنية صمام الامن والامان لنا جميعا.                                                                                               عظيمة هى أرض« مصر» بتاريخها وشعبها الأصيل ، فهم جزء من الأرض ورائحة التاريخ ومذاق الإتحاد والوحدة ، لقد حافظوا على وحدة هذا التراب منذ أمدً بعيد ، وسالت دماؤهم مسلمين وأقباط على هذه الأرض الطيبة لترفع علم الشموخ والانتصار على مدى عقود وعهود طويلة زاخرة بأمجاد هذا الشعب من البواسل 

المسلم والقبطى أخوه بوحدة الدم والأرض والتاريخ ، تتأصل فى نفوسهم نفس العقيدة وهى الايمان بالله ونبذ الحروب ويتنفسون نفس المفاهيم السمحة التى تحض على الكراهية والتناحر فالاسلام دين السلام والمسيحية دين المحبة ، وعلى الارض نحيا بالمحبة والسلام .. 

«وحدتنا» هى أصل عراقتنا والتاريخ شاهد على العصر ، فمصر هى أول من عرفت الوحدة الوطنية وكانت هى المسار والفلك الذى تبعته كافة الآمم ، فجاءت الوحدة الوطنية سابقة بقرون على فتح مصر على يد عمرو بن العاص و أتى لفتح مصر تحت راية السلام والإسلام ، ليس الذى كرهاً أو رغما عن أهل مصر من المسلمين والأقباط ، بل جاء الفتح الإسلامى لمصر لما كان يعانيه المصريين من إضطهاد للمسيحية ، حيث كان المصريين يعانون من اضطهاد الرومان لعقيدتهم المسيحية أو المسلمون الذين يلتزمون بعقديتهم الإسلامية ، فكما جاء فى الاسلام الحنيف ” لا إكراه فى الدين ” فكان دخول عمرو بن العاص الى مصر بأمر من رسول الله ( ص ) حيث صاغ فى عهد كتبه عمرو بن العاص- و أخرجه الطبرى- عهد الله ورسوله وعهد أمير المؤمنين (بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبهم فى برهم وبحرهم لا يد خل عليهم شئ من ذلك ولا ينقص). 

فجاء فتح مصر على يد عمرو بن العاص حاملاً رسالة السلام والاسلام لشعب مصر آمنين على حرية اختيار عقيدتهم اعمالا لأحكام الدين الحنيف بحرية العقيدة . 

وقد شرفت مصر وشعبها بتلك الوصية النبوية الشريفة التى أوصى بها رسول الله ( ص ) وهو على فراش المرض ، حينما قال “قبط مصر فإنهم أخوال وأصهار وهم أعوانكم على عدوكم، وأعوانكم على دينكم “، وهو أول دستور يحكم مصر منذ بداية الفتح الإسلامى- أقباطا أخوالا ومسلمين أعماما فى أسرة واحدة متعاونين فى أمور الدنيا متساندين فى شئون الدين تكريسا لحكم الدين الحنيف بأن الدين واحد والشرائع شتى، وإيمانا بالرسالات السماوية لا يفرق بين كتبه ورسله وأنبيائه أجمعين. 

وهو ما رسخت معه حقوق الوطن والمواطنة والتى هى فريضة على الاسلام وهى حماية المسيحية وقبط مصر بإعتبارهم أهل الكتاب مع المسلمين فهم أمة وأصحاب أرض واحدة .                                                             إن افضل مايحتاج اليه وطننا في وقتنا هذا انما هي «الوحدة المصرية »لان بوحدتنا لامكان للارهاب ولا الحروب والصراعات الداخلية.                                        لاننا في ظل الوحدة والترابط المجتمعي نحن اقوي من الارهاب الغاشم.                                                           ومما لاشك فيه ان جميع الاوطان في هذا العالم الكبير ،تمر بمشاكل وازمات ومراحل صعبة،ولكن المخرج من كل هذه المشاكل ،إنما هو الترابط والوحدة بين افراد  الوطن الواحد، ففي اطار «الوحدة والترابط » لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي ،بين غني وفقير بين طبيب وفلاح ،بين عامل وموظف ،ببن ابيض واسود.                                  وتذكرو جميعا اننا عشنا وتربينا وكبرنا في هذا الوطن حيث هنا يرفع الاذان في المساجد وبجانبه تدق الاجراس في الكنائس وعليه اقول ان” الدين لله وحده ” والوطن لنا جميعا                                                                   والان دعونا نتخيل  اذا ماتحققت الوحدة فماذا نجني من ثمار.                                                                  بالتأكيد سنجني الرخاء والبناء والتقدم والاوزدهار ونلحق بالدول المتقدمة ،اذا ما عملنا جميعا بضمير واع ونسيج متكامل ،نتحد جميعا في مواجهة الارهاب والخطر الذي يواجه وطننا ونشد من ازر بعض في مواجهة الصعاب ،ونتغلب علي العقبات التي تواجهنا ،وبوحدتنا نكون قادرين علي ان نواجه اي أخطار خارجية عندما يتربص بنا الاعداء.  

انني دائما اسأل نفسي ما الذي يمنع وحدتنا ووقوفنا معا ضد اعداء الوطن ونحن ابناء وطن واحد ،يجمعنا تاريخ وحضارة واحدة !!!                                                     علينا جميعا ان نفتخر كوننامصريين ونحمدالله انه خلقنا في هذا الوطن الذي يتمني الكثير ان يكون مصريا ،والله نحن نمتلك اعظم وافضل الاوطان الا يكفينا فخرنا ان الله هو من حفظها بحفظه وامنها وتكفل بامنها ، الايكفينا فخرا ان وطننا مهد الديانات والحضارات.  انني اود ان اقول ان مصر هي التي تعطينا وتمدنا بكل مانحتاج اليه منذ ان خلق الله الخليقة ،وحان الوقت الذي جاء دور كل واحد فينا ان يقدم لوطنه العزيز والحبيب «مصر » يد العون ،حان الوقت الذي نعطيها ونرد لها ماقدمته لنا عندما لم نجد سواها يمدنا بالامن والامان والسلام. علينا ان نقف جميعا ضد التطرف والارهاب ، مصر تحتاج الي كل مواطن منا ليس مسلما فقط ولا مسيحيا فقط ،وانما تحتاج الي جميع ابناءها. 

 لقد حانت اللحظة التي لابد ان يقف فيها الشعب ،والجيش ،والشرطة وجميع مؤسسات الوطن يدا واحده نحو هدف واحد هو اعلاء كلمة الوطن. لابد ان يقفوا وقفة حقيقية في مواجهة الارهاب والتصدي له.

دعونا ننسي اختلافنا السياسي ،والاجتماعي ، دعونا ننسي كل ما له علاقة بمصالحنا الشخصية. ونقف جميعا في هذه المرحلة الراهنة صفا واحدا في مواجهة المخاطر التي تواجه مصر. اؤكد انه لايوجد اي وطن من الاوطان بدون مشاكل وازمات ،ولكن يوجد شعب يقظ ،واعي ،مدرك ،يتفق علي حب الوطن ،والعطاء له ،يوجد جيش يضحي ،توجد أم تصبر ،يوجد مواطن يتحمل ويصبر من أجل مصر.

 في نهاية مطافي احب ان اوجه كلمة واقولها بكل فخر ،لكل من يحاول في زعزعة الامن المصري ،واضعاف قوتنا ،بجرائمه وافعاله البشعة ضد الانسانية ، انك لا ولم ولن تستطيع ان تنفذ اغراضك الارهابية ،بل بالعكس افعالك تقوينا وتقويةعزيمتنا في التحرك والاستمرار نحو طريق الامن والسلام ولن تستطيع اثارة الفتنة الطائفية ،فالمجتمع المصري واحد لن يستطيع احدا ان يفرق بينهم بوحدتهم القوية المتماسكة ،لن تستطيع النيل من وحدتنا ولا عزيمة الجندي المصري في التصدي لاعمالك الارهابية ،فنحن شعب واحد تحت سقف واحد هو الوطن ،وقال الشاعر

«غدا الصليب هلالاً في توحدنا وجمّع القوم إنجيل وقـــــرآن

ولم نبال فروقاً شتتت أممــــــاً عدنان غسان أو غسان عدنان

وآخر:

إذا مــا دعــت مــــصـــر ابنـــها نهض لنجدتها سيان مرقس أو عمرو

ألم ترنا في كــل عـــيـــد ومـــوسم حليفي ولاءٍ لا جــفــاء ولا هــــجــــر

،تحيا مصر ،تحيا مصر ،تحيا مصر 

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى