منوعات

بعد تكريمها فى مؤتمر نساء من ذهب ..الادبيه الجزائرية .شفيقه لوصيف تكتب ( أنتبه أيها الرجل )

إعلان

كتبت : شفيقه لوصيف

 

انتبه أيها الرجل..!
فكلما زدتني ألما زدت ابداعا. ذلك أن الأفكار تنشأ من الألم. :” فخير لك ألا تؤلمني” . ” دوستوفسكي” كتاب ” الجارة”.
انَّ مرد تحامل الفيلسوف ” نيتشه” على المرأة. أنه لم يحب في حياته سوى امرأة واحدة. و قد كانت الأكثر تأثيرا و محورية في نظرة نيتشه الى المرأة. ذلك أن نيتشه قد أحب طالبة عنده. الآنسة ” لو سالوميه” الا أنها لم تحبه بل ورفضت عرض زواجه. مفضلة أحد أقرب أصدقائه عليه. ما جعل نيتشه يلعن المرأة طوال حياته.
واذا تركنا ساحة أهل النزعة العقلية. و ولجنا باحة أهل الوطنية و النزعة القومية. لسمعنا خطبا عصماء. ترثي وضع الأمة و تبكي على أطلال عزها البائن. و تأسف لمستقبلها الغائر. موعزين أسباب انحطاطها و مرد خزيها و تراجعها الى المرأة. باعتبارها مصنع الرجال و منبت العز و االاباء.
و في المقابل تجد أن المرأة عبر طول التاريخ الانساني ، و عبر مختلف حقبه التاريخية أصرت على أن تولي ظهرها الى كل هذه الترهات.. مصرة على تحقيق الأنا و تقدير الذات. ضاربة أروع الأمثلة في ايمانها بالتكامل البشري. ملحدة بفكرة الاقصاء. اذ أنَّها لم تشجب من قاموسها سوى التردد و الحسرة..غير ملتفتة الى الأصوات المنبعثة من الأبواق الصدئة .
فاستحقت أن يهديها “بيتوفن” سمفونيته “أليز” . و نصب لها “نزار قباني” صوان على ساحة شعره فقال: ” انَّ القصيدة عندي امرأة ” . و خاض عنترة لأجل ثغرها معارك فقال:
وددت تقبيل السيوف لأنها /////// لمعت كبارق ثغرك المتبسم
و هكذا نخلص أن المرأة كانت عبر التاريخ الانساني كعصا أوركسترا تجاهد بكد لتشق طريقها عبر نشاز الأصوات و جعجعة الأصداء و أبواق الجهل و العداء. لترسم طريقا نحو عالم سمفوني. تتحد فيه صورة الجسد بصورة الجوهر و الروح. فاستطاعت أن تضرب أروع الأمثلة عن أنبل الوظائف الا و هي الأمومة. فذكرت في محكم التنزيل بقوله تعالى :” و كادت ان تبدي به لولا أن ربطنا على قلبها. ”
كما كانت المرأة في كثير من الصور مثالا للوفاء. فأغنت الرجل عن القريب و البعيد . كما أغنت السلطان عن المستشار و اللبيب. فكانت منطلق الرجل و مبتغاه. و بدأته و منتهاه. يشتد بها عوده. و تتقد بها عزيمته.و تهبُّ ُّلأجلها حرمته. و يشحذ في سبيلها سيفه. و تٌسرج لمطلبها دابته.
فكلما زدتني ألما أيها الرجل زدت ابداعا. ذلك أن الأفكار تنشأ من الألم. فخير لك الا تؤلمني..!! “دوستوفسكي”.
لقد استوفت المرأة اليوم كل شروط نهضتها. بما تمتلكه من استعدادات فطرية. و ما اكتسبته من أدوات علمية و ما حصلته من آليات حياتية مكنتها من أن تكون… من أن تهندس طريقها نحو أفاق متعددة في كل مجالات العمل و الحياة.
إيمانا بجهودها و إقرارا بدورها الفعال ارتأت “شبكة علم مصر ” تحت إشراف رئيس تحريرها السيد الفاضل ” محمد السيد” من تكريم نخبة من النساء الفضليات. نساء استطعن ان يكن نجمات. نجحن في تبديد ظلمات الجهل . و في التمكين لأنوار العلم . و في نشر القيم و المثل . فكن حرزا للوطن. و تميمة للعهد .
فتحية احترام و تقدير من هنا من أرض المليون و نصف مليون شهيد الى ” مصر” مهد الحضارات و قبلة الرسالات . و مطية الأدب و الأدباء. و بغية أهل الفن و الابداع .

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى