مقالات

مابين التعاطف والاعتناق شعرة معاوية

إعلان

 بقلم د. مي مجاهد 

ظهرت في الفترة الأخيرة مصطلحات جديدة على الشعب المصرى وخاصاً فئة الشباب والتي أبدعت وابتكرت تعريف جديد للجماعة الارهابية ومؤيديها تحت مسمي « المتعاطف مع الإخوان ».

والمتعاطف هنا  هو ذلك الشخص الذي لا ينتمي للجماعة وغير منتسب لعضويتها ولكنه يرى – من وجهه نظرة – أنها تعرضت لمظلومية من النظام و تأمرت ضدها مؤسسات الدولة وتكالبت عليها وعلى أعضائها كل القوى السياسية والسفلية والعليا لإفشالها ومن ثم اقصائها عن الساحة والمشهد .

وعليه يرى هؤلاء المبدعين إنه لا مفر من الحوار و الدعوة لكشف حقيقية ما حدث أمامها وتفنيد الوقائع لإستعادتها مرة آخرى لأحضان الوطن.

والحق يقال أن تلك الفئة بالفعل موجودة ولكنها هي والعضو الإخواني المنتسب للتنظيم وجهين لعملة واحدة، والتفرقة بينهم هي والعدم سواء ، بل إن المتعاطفين للجماعة و أفعالها على الرغم – مما بدر منها والموثق بالصوت والصورة في كافة الوسائل الإعلامية أمامنا – هم أخطر على الوطن من العضو الصريح بلا شك .

فناهيك عن كمية الطاقة السلبية والتشاؤم التي يبثها ليل نهار في محيطه وعدم تعاونه مع الدولة في كافة خطواتها كالاستحقاقات السياسية على سبيل المثال ، فإنه غير مقيد أو ملاحق أمنياً وغير مدرج في كشوف أو ملفات جماعة الإخوان الإرهابية ومن ثم فهو يتحرك بحرية كاملة بين المواطنين بينما أفكاره متشبعة من مقتها وإنحدارها وفي غياب عن أعين القوات الأمنية.

ولتحديد أو تعريف فئة المتعاطفين علينا بدراسة كافة الأحداث التي مر بها الوطن حتى تاريخه فنجد أن من بيننا مثلاً من يطلق يومياً عدد مهول من الإشاعات المغرضة والتي تبثها قنوات الخراب مثل تخفيض المرتبات زيادة الأسعار خفض التموين للفرد وتفوير العاملين بالجهاز الإداري للدولة وهي لا تمت الحقيقية بصلة ، ونجده هو من شمت في استهداف شهداء الجيش والشرطة المصرية بل وأفتى بوجود خيانات داخلية واضحة وكأنه خبير استراتيجي من الطراز الأول ، وهو ايضاً من يبرر تفجير الكنائس فهم نصاري أعداء الله والمساجد فهم صوفين أعداء الإسلام ، و هو ذاته من أيد دعوات المقاطعة الإنتخابية أو عدم المشاركة فيها شأنه شأن ما تبنته الجماعة من توجيه المصريين لمقاطعة الإنتخابات الرئاسية تحت مزاعم أنها مسرحية هزلية فلما ألجمتهم الأعداد الغفيرة والإعلام المصرية التي رفرفت بجانب صور الشهداء عادوا ليشككوا في تلك الأعداد ذات التشكيك في ثورة يونيو المجيدة اصلها فوتوشوب ،

المتعاطف هو من دعا إلى تثبيت همم المصريين و التقليل من شأن المشروعات القومية التي انتهجتها الدولة لرفع بنيتها الأساسية والتشكيك في الاصلاحات الإقتصادية التي تزامنت معها بعد أن كان يؤكد أنها أكاذيب من السلطة ولن تتحققرعلي أرض الواقع فعندما تحققت صال وجال يبين عدم جدواها أو فاعلية تنفيذيها بكل وقاحة بعد أن كانت فنكوش وتفريعه.

بل والأكثر بشاعة هو الدور القذر الذي يتبناه ذاك المتعاطف من التأكيدات المستمرة على عدم خوض مصر آى حروب ضد الإرهاب بل إن النظام قد افتعلها فزاعة لتفريغ سيناء من أهلها فيما يعرف بصفقة القرن من ناحيه ولتبرير قمعه للشباب في المعتقلات والسجون من ناحيه أخرى ،

والتدليل على كلامه بالشباب اللي زي الورد المختفي قسرياً ودموع الأمهات الثكالي التي تقلق منامه بينما لم تهتز له شعرة لدموع أمهات وزوجات وأبناء الشهداء والدماء التي اسيلت صبيحة الأعياد في ساحات الكنائس أو حتى اثناء السجود في الجوامع. ، وبغض النظر عن أن الشباب المصري يمر بأجمل مراحله من التواصل المستمر مع مؤسسة الرئاسة من خلال أكثر من قناة تواصل وظهور من اختفوا قسرياً في تنظيمات داعش والنصرة أو من إرهابي سيناء إلا انك تتأكد من وجهه الحقير الذي ظهر في ردود أفعاله المقيتة المتزامنة مع العملية الشاملة « سيناء2018 » والتي أذهلت الكافة فتجده يتعامل معها بلا إكتراث أو إهتمام بل ويؤكد أن ظباط القوات المسلحة أو الشرطية يتقاضون أعلى الرواتب والتي تكفي ما يتعرضون له من مخاطر بل إن طبيعة عمله تحتم عليه التضحية بنفسه أو أجزاء من جسده وهو يعلم ومن ثم التقليل من حجم البطولات والتضحيات المقدمة في سبيل حفظ الأرض والعرض تحت مزاعم التعويض المادي … فعادي جدا يعني لما يموت شغله كده !!

وبعد كل هذا نجده أول من يطالب بأي إمتيازات مادية جديدة أو إضافية .. يواظب على الحصة التموينية بكل انتظام بلا حياء وهو يسب ويلعن في الدولة التي تأويه تحت دعوى أن هذا هو دور الدولة ولا شك وليس عطف أو منه بينما لا يجد غضاضه في عدم قيامة بمهامه أو عمله تحت زعم على قد فلوسهم .
ذلك هو المتعاطف سيدي الفاضل وهذا النموذج من المواطن موجود بين كل منا وهم أخطر على الوطن من العدو الظاهري متلونون كالحرباء .. تراه شريك في الوطن زميل في العمل جار في السكن صديق على الفيس بوك يبث فيك كل لحظة كافة أنواع الأكاذيب الشيطانية والأفكار الشريرة ويعيد برمجه عقلك ببعض التصريحات المجتزئة من أصلها وبعض الفديوهات المركبة والصور المغلوطة وفي غياب عن الجميع ومنّا من يدافع ومنّا من يهاجم ومنّا من يصمت ومنّا من يصدق للأسف ليصبح لسان حاله يردد ما يبثه المتعاطفين ، فأي حوار تبتغي أو تنشد يامن تريد الحوار مع أفراد بلا عقل كالأنعام بل هم اضّل.
فإذا ما كان الإرهابي قد حمل السلاح بالفعل ووجهه لصدور من أراد قتلهم، فالمتعاطف قد حمل فكر و وجهه لكافة العقول بلا إستثناء ولازال يترقب و ينتظر ليثأر من الدولة الأمنية القمعية التي يحيا في خيراتها ومنها وبيها ولكن لم يحالفه الحظ بعد للشهادة ولم يحن الوقت بعد للتنفيذ.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى