بورصة الراي

حضاره عرتنا من القيم

إعلان

 

بقلم / أحمد موسي


 

لماذا تغيرنا نحو الاسوء ؟

في الماضي كان الاقتراب من هاتف المنزل محظوراً وممنوعا إلا على الوالدين وإذا رن الهاتف تتعالى أصواتهم بالآمر من بعيد لا أحد يرد.

 

في الماضي كان الأب عملاقا كبيرا، نظرة من عينه تخرسنا وضحكته تطلق أعيادا في البيت..
وصوت خطواته القادمة
إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ
من عميق السبات.


في الماضي كانت المدرسة التي تبعد كيلومترات
قريبة لدرجة أننا نمشى إليها كل صباح
ونعود منها كل ظهيرة، لم نحتاج إلى حافلات مكيفة
ولم نخش على أنفسنا ونحن نتجول في الحارات.


 

في الماضي لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق
ولم نعرفها في أرضيات البيوت
ولم نسمع عنها في إعلانات التلفزيون
ولم نحتاج لسائل معقم ندهن فيه يدينا كل ساعتين
لكننا لم نمرض.

في الماضي كانت للأم سلطة
وللمعلم سلطة
وللمسطرة الخشبية الطويلة سلطة
نبلع ريقنا أمامها
وهي وإن كانت تؤلمنا
لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم
وجدول الضرب
وأصول القراءة وكتابة الخط العربي
ونحن لم نتعد التاسعة من العمر بعد

في الماضي كان ابن الجيران يطرقُ الباب ويقول: (أمي تسلم عليكِم وتقول عندكم بصل .. طماطم .. بيض .. خبز)
في الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساءً تصبح فارغة.

 

في الماضي كان الستر في الوجوه الطيبة الباسمة
وكانت أبواب البيوت مشرعة للجيران
والترحيب يُسمعُ من أقصى مكان
وكنا نتبادل أطباق الطعام والآن نتبادل الشكوك وسوء الظن!


والآن عرفتم منهم الطيبون الذين راحوا ؟
نعم إنها الأنفس التي تغيرت وأعمتها الحضارة
حضاره ألبستنا أرقى الملابس وعرتنا من القيم الإنسانية !

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى