قضايا ساخنة

بدلاً من نعتهم بـ «العواطلية».. «المؤهل عال».. والمهنة بائع جائل!

شباب: متطلبات الحياة ورغبتنا في إثبات ذاتنا جعلتنا نرتضي بالأمر الواقع

إعلان

وفاء حسني

عربة بعجلات ألوانها مبهجة، عليها شعار يشبه العلامات التجارية، و3 لمبات فقط.. هذا هو كل ما يحتاج إليه بعض الشباب لبدء مشروعهم الخاص في بيع المنتجات في الشارع، سواء كانت غذائية أو إكسسوارات أو ملابس، في ظل ارتفاع أسعار تأجير المحال وارتفاع كلفة دفع الخدمات والعمالة وتغطية المصاريف الطبيعية لأي مشروع.

 شبان مصريون قرروا عدم الجلوس في المقاهي أو انتظار «الوظيفة الميري»، في وقت ارتفعت فيه نسبة البطالة، وقلة العائد المادي من وظائف أخرى، إن وجدت، على الرغم من حصول معظمهم على مؤهلات علمية عليا، غير أن متطلبات الحياة ورغبتهم في إثبات ذاتهم جعلتهم يرتضون بلقب «بائع متجول» بدلاً من نعتهم بـ«العواطلية».

 على الرغم من أن كلمة «بائع متجول» كانت تدخل في «ثقافة العيب» لدى الطبقة المتعلمة في مصر، فإن الجيل الحالي قرر تنحية هذه الثقافة كلها جانباً، وقرر معظمهم الحصول على الرزق بأي طريقة، وإن لم تكن لها علاقة بمؤهله الدراسي، وبدا لافتاً أن هناك شباباً من المنتمين إلى طبقة غنية بدأوا أيضاً مشروعاتهم الخاصة في الشارع ولكن في المناطق الراقية التي تتطلب كلفة أكبر من مثيلاتها في المناطق الشعبية.

توجه جديد ويبدو أن التوجه العام لدى الحكومة جاء متماشياً مع الشباب الذين قرروا الخروج عن المألوف، حيث بدأت الدولة في تقديم قروض ميسرة للشباب لبدء مشروعاتهم الخاصة، التي في الأغلب تكون أنشطة مأكولات ومشروبات، كما تم توفير أماكن شاسعة في المحافظات لتجميع عدد من الشباب بعرباتهم أو في أماكن تم تحديدها وتجهيزها لتكون أشبه بمنطقة مطاعم كما هو قائم في مشروع «شارع مصر».

أمام خيارين

محمد مصطفى، الشهير بـ «بكار»، قالها وهو يجهز كوباً من القهوة لأحد زبائنه على عربة بسيطة في أحد الشوارع الحيوية بالقاهرة: «العيب أن أبقى من غيرعمل».

 بكار حاصل على بكالوريوس كلية التجارة، ويؤكد أن العمل في حد ذاته متعة، وأن الظروف في مصر تجعله أمام خيارين: أن يجلس على المقاهي، أو يعمل ويضف: «أنا اخترت العمل».

يقول بكار إن العربة التي يقوم بإعداد القهوة عليها تكلفتها بسيطة لا تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه بخلاف التجهيزات اليومية من البن والسكر والأكواب، وإنه يعمل يومياً من بعد منتصف النهار.

 أسرة ميسورة ويقول شريكه في المشروع (مصطفى عبد الرحمن) إنه من أسرة ميسورة، لكنه عندما تخرج من الجامعة قرر أن يعمل في أي شيء، بدلاً من أن يصبح عاطلاً، وأن عربة القهوة تدر عليهما ربحاً مقبولاً، لافتاً إلى أن دعم أصدقائه وجيرانه كان له أثر كبير في استمراره، لا سيما أن الفكرة بدأت في الانتشار وكثير من الشباب لا يجد حرجاً في الوقوف في الشارع لبيع أي منتج أو خدمة، لا سيما أن زبائنهم هم أيضاً شريحة الشباب.

جودة عالية وركود

 بينما قال محمد جمال (ليسانس حقوق) ولديه عربة لتقديم المأكولات السريعة: إنه يقوم بإعداد ساندويتشات تضاهي التي تباع في المطاعم الكبرى، وإنه يستخدم مكونات غالية ومضمونة حتى يضمن استمرار إقبال الزبائن عليه، لافتاً إلى أنه يرى أن المشروعات الصغيرة وإن كانت «مؤقتة» فإنها تفيد صاحب المشروع وتدر عليه ما يكفيه.

أرباحاً مقبولة

ويضيف عبد الرحمن خالد (بكالوريوس تجارة) ولديه عربة لإعداد القهوة: إن المشروع في البداية كان يدر عليه أرباحاً مقبولة، إلا أنه مع زيادة أعداد الشباب الذين نفذوا الفكرة نفسها، بدأت الأرباح تقل وهناك بعض الأيام يكون بها ركود، لافتاً إلى أن الأرباح مرتبطة بحالة السوق.

شارع ينقصه الكثير

وقال عدد من الشباب إنهم لا يجدون مشاكل قوية تمنعهم من استكمال مشروعاتهم سوى بعض الحملات التي تنفذها الأحياء بداعي التعدي على الشارع والأرصفة، مطالبين بإيجاد حلول لهذه الأزمة، لا سيما أنهم يدفعون غرامات كثيرة لاسترجاع عرباتهم في حال تم احتجازها.

شارع مصر ورجال الأحياء في شارع مصر، الذي وفرته هيئة الرقابة الإدارية ومحافظة القاهرة وتخصيصهما منطقة بنهاية شارع البحر بمساكن الشيراتون بحي النزهة تتسع لـ 14 عربة صغيرة مُرخصة للشباب، كان هناك عدد من الشباب بدأوا فعلياً مشروعاتهم، إلا أنهم من ضعف الإقبال طالبوا بضرورة إيجاد حلول أو خدمات تساعد المواطنين على المجيء إلى شارع ما زال ينقصه الكثير من الأفكار.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى