مقالات

الرومانسيه في الإسلام للداعيه محمد الدهشوري

إعلان

13250286_584319935061701_1028472527_n

كتب :محمد الدهشوري

في العقود الأخيرة، نأى خطباء المسلمين عن الكلام في الحب الذي يجب أن يكون موجودًا في الحياة، وقلّ الكلام عن هذا الشعور الإنساني،

وأنا لا أقصِد هنا الكلامَ عن الحب في الله بين الصدِيقَيْن، ولكن أقصد الحب بين الرجل والمرأة؛ إذ أصبح يتراءى لبعض الناس أن الإسلام دين مُتحجّر لا يعرف الحب والرومانسية، وأنه لا يستقيم أن يكون الإنسان “متدينًا” و”رومانسيًّا” مُظهرًا رومانسيته في الوقت نفسه،

وربما كان لبعض الأئمة العذر في ذلك؛ إذ خافوا أن يستخدم الناس كلامهم في غير موضعه ويُسوِّغوا به أشياء أخرى يُحبون فعلها، إلا أن هذا لا يَنفي مطلقًا تأصّل موضوع الحب في الإسلام، كما هو موجود كثيرًا في سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم -.

ربما لم يتعود بعض المسلمين – للأسف – على سماع هذا، ولكن قصة كقصة حب العاص بن الربيع للسيدة زينب هي قصة من أرقى قصص الحب التي يمكن لشخص أن يسمعها، حب لم يمتْ عبر السنين الطويلة، حتى إنه يوم وفاتها بكاها بكاءً شديدًا، وقال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: والله ما عدت أطيق الحياة بعد زينب، ثم مات بعد موتها بسنة.

الحديث المعروف للرجل الذي جاء للنبي – صلى الله عليه وسلم -، وقال له إنه قد جاءه رجلان لزواج ابنته، أحدهما فقير والآخر غني، وهي تحب الفقير، فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم -: «لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح»، تخيّل هذه القصة كأنها فيلم يُعرض، لتعرف أن الحياة فيها ذلك واقعيًّا، وكيف غلّب النبي – صلى الله عليه وسلم – الحب على الغِنى، وليت الناس يتعلّمون. قصة كقصة سيدنا عليٍّ والسيدة فاطمة، وأبيات الشعر التي كان يَكتبها فيها، حتى إن بعض هذه الأبيات قد كتبها بعد وفاتها ونُغنيها حتى الآن:

ما لي وقفت على القبور مُسَلِّمًا ** قبرِ الحبيبِ، فـلـَم يــرُدَّ جوابي؟!

أحبيبُ، مـا لـك لا تـرُدُّ جـوابَـنـا ** أنسيتَ بعدي خُلـَّةَ الأحبابِ؟! … إلخ.

وكيف كانت حياتهما مليئةً بالحب الظاهر للناس، والذي ظل يُحكى عبر الأزمان…

(طبعًا اوعوا تقلّدوا سيدنا علي وتقولوا أبيات شعر باللغة العربية دلوقتي؛ علشان هتلاقوا مراتاتكم سابتلكم البيت ومشيت ده أنا بنقلّكم الإحساس بس).

قصة حب النبي – صلى الله عليه وسلم – للسيدة عائشة، وكيف كان بتعبيرنا “رومانسيًّا” حينما يشرب من نفس إنائها، ويضع شفتيه مكان شفتيها… وكيف كان في المسجد من دون خجل يجعلها تسند ذراعيها على كتفه – أو ظهره – وتنظر إلى الأحباش يَلعبون، وكيف كان يُسابقها ويُداعبها ويُهاديها، وكيف كان لا يخجل من التصريح بذلك الحب أمام الناس؛ فحينما دخل عمرو بن العاص يسأله عن أكثر من يحبهم من الناس، فقال: .«عائشة». قالها ولم يكن السؤال أصلا عن النساء، فقال له عمرو: إنما أقصد من الرجال، فقال: «ابوها.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى