خواطر نثرية

الحبُّ، و كلب صديقي

إعلان

كانت الليلة الماضية بالنسبة لي لوحة وجع، يشكلها لون رمادي باهت، كلما نزفتْ عيني دمعة طاردها النعاس بروح معشوقتي… استباح الليل كلّ ذكرياتي و أمكنتي، و لما عاد النهار من غربته بذاتي؛ تفاجأتُ بطرقات على البابِ تكاد أن تخلعه من مكانه؛ ألف سؤال دار بخيالي باللحظات التي جذبتني للبابِ …نظرتُ بوجه صديقي و قد ظهرتْ على محياه معالم مصيبة، تركتْ آثارها على ملامحه… جذبني بقوة للداخل و أغلق الباب بقدمه و هو يحملق بعيني قائلا: عرف لي الحب..؟! جلستُ مكاني استجمع نبضات مبعثرة أمام جسد يرتعد… أجبته مبتسما: قل لي أولا: ما الحب لديك…؟! و لما أردف مسرعا: كلب أجرب ابن ……. و ابن… انفرطتْ ضحكاتي بدموع هستيرية لا تنتمي لفرحٍ أو حزن… حينما هَمَ بالانصراف اعتذرتُ إليه قائلا: كلبكَ المسعور عضّ فؤادي بالأمس؛ لكن يا صديقي لا تبتئس، الحبُّ صمت الجنائز؛ يجب أن نسير خلفه في سكون، مشكلتنا أننا عاجزين عن قراءته دون ضوضاء، و لا يكفينا الاعتراف به لمرة. أتذكر يا صديقي و نحن بالمرحلة الإعدادية، عندما قفزت أحداهن من سور مدرستها للقائك؛ فانكسرتْ قدمها… بعد الشفاء غضبت منها لعدم الاعتراف، و ذهبتْ لغيرها.. هل ما زلنا يا صديقي نفكر بعقلية الأقوال…؟! الحبُّ يسمو بالفعل إلى التوحد و سعادة المحبوب، الحب هذا الكائن الذي يظلّ شابا على مدار عمرك، و يهبكَ نضارة الروح التي يتمتع بها الآخرين في تعاملاتك… انتفضَ من مكانه قبل أن أتم حديثي… قبل رأسي و غادر منزلي… خرجتُ أودعه كالعادة… انفلتَ كلب الجيران من يدِ الصبي، و ركض وراءه، و ما زالتْ ضحكاتنا تسابقه.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى