أخبار العالمأخبار مصرخبر عاجلمقالاتمقالات

نرمين جمال تكتب: تهجير أهالي قطاع غزّة إلى سيناء.. مخطط لتصفية القضية والقطاع من سكانه

إعلان

مع بَدْء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أن هذه الحرب ستغير خريطة الشرق الأوسط، فالأهداف العسكرية المعلنة رسميًا من قبل إسرائيل، والتي تتمثل في، إقامة منطقة عازلة بقطاع غزّة، واجتثاث حماس من القطاع، وضمان عدم تكرار هجوم 7 من أكتوبر مرة أخري.

هي مجرد غطاء لهدف أكبر غير مُعلن، وهو ممارسة أكبر ضغط ممكن على سكان قطاع غزّة، وإجبارهم على النزوح إلى سيناء، ثم قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على كامل القطاع، فأنظار سلطات تل أبيب تتجه إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، والحرب على غزّة، هي التطبيق العملي للمخطط الإسرائيلي.

فمَا هو المخطط الإسرائيلي في الشرق الأوسط؟ وما هو موقف الدولة المصرية إزاء المخطط الإسرائيلي؟ وهل تتجه الأمور في الشرق الأوسط إلى التصعيد بعد تلويح الرئيس المصري بالحرب ضد إسرائيل؟

يركز موقع “حكاوي شعب” في هذا التقرير عبر تحليلاته، عن بعض النِّقَاط الهامة حول؛ مخطط الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، وإقامة وطن قومي للفلسطينيين في سيناء المصرية، في هذه السطور الأتية.

مخطط لتصفية قطاع غزّة من سكانه

حديث نتنياهو عن تغيير خريطة الشرق الأوسط أحدث موجه من التساؤلات عما يحدث؛ وباختصار قطاع غزّة سيفرغ من أهلة، وسيناء هي الوطن القومي الجديد للفلسطينيين.

ولأن استخبارات مصر لا تنام على أذُنها تلقفت الخبر وقرأت المكتوب حتى قبل أن تلمح العنوان؛ لتخرج مصادر أمنيه وبرلمانية مصرية وتُصرح، بأنه يوجد هناك مخطط إسرائيلي يسعى من خلالة لتصفية الأراضي الفلسطينية والاعتداء على حدود وسيادة الدولة المصرية وتخيير الفلسطينيين بين الموت أو النزوح ووضع مصر أمام موقف صعب.

الأمر لم يتوقف هنا بل ذادت المصادر المصرية وأكدت بأن مصر ستتصدى لمساعي إسرائيل لتوطين أهالي وسكان قطاع غزّة المُحاصر في سيناء المصرية، والأمر ليس حديث العهد ومخطط إسرائيل ليس وليد الساعة، ولم تفرضته الضربة الخاطفة لطوفان الأقصى، بل إن الأمر أكبر من ذلك بكثير.

فقد عاد للانتشار بكثرة ومؤخرًا تسجيلًا أرشيفيًا قديم لرئيس مصر الأسبق محمد حسني مبارك يتحدث فيه عن مقترح اقترحه “بنيامين نتنياهو” رئيس حكومة إسرائيل على الرئيس المصري الأسبق مبارك قبل ثورة 25 من يناير بسته أشهر.

أقترح نتنياهو توطين سكان قطاع غزّة في سيناء المصرية عبر توسيع حدود القطاع لتشمل أجزاء من مدينتي رفح والشيخ زويد المصرية واللتان تتبعان إداريًا إلى محافظة شمال سيناء؛ ولم يكتفي الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك بفضح المخطط الإسرائيلي، بل كشف رده على نتنياهو؛ فقال مبارك إن الحدود المصرية لا يمكن المساس بها، وإن مخطط إسرائيل قد يشعل حربنًا جديدة بين مصر وإسرائيل.

ولكي تكون الدلائل والشواهد أقوى على أن مصر لطالما كانت على دراية بمخططات إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وأطماعهم في سيناء المصرية لإقامة وطن بديلًا للفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء.

كشف الرئيس المصري الراحل حسني مبارك عن عرض عرضتة إسرائيل على مصر، لتعويض مصر عن مدينة طابا التي كانت تشهد نزاعًا قانونيًا بين مصر وإسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي بعد حرب أكتوبر، عبر إعطاء مصر جزءًا من صحراء النقب لتكون بديلًا عن مدينة طابا المصرية؛ فجاء رد رئيس مصر الراحل حينها بالرفض أيضًا لكل العروض التي تمس حدود وسيادة الدولة المصرية.

دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء المصرية

بالطبع كل هذا يؤكد ما ذهبت إليه تقارير استخباراتيه مصرية من أن عرض إقامة دولة للفلسطينيين في سيناء المصرية وإخلاء غزّة من سكانها، تم تقديمه لكل رؤساء مصر بوساطة أمريكية أبتداءًا من الخمسينيات، ووفقًا للتقارير الاستخباراتية المصرية، رفض معظم رؤساء مصر الاستماع إلى العروض الأمريكية التي تمس سيادة الأراضي المصرية.

وما يحدث اليوم من حربًا ضروس في قطاع غزّة تستهدف تدمير كل شيء في القطاع، وتحويله إلى منطقة منكوبه لا تصلح للعيش، ربما يكون هو الأمر الجلل؛ ولكي يكون مخطط إسرائيل أكثر وضوحًا للقارئ.

فقد عدل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصريحًا سابقًا لكبير المتحدثين باسمه الملازم كولونيل “ريتشارد هيشت” الذي قال مع بداية القصف الهستيري الإسرائيلي على قطاع غزّة “إن معبر رفح لا يزال مفتوحًا … وأنصح أي شخص يمكنه الخروج القيام بذلك”.

ثم جاء بيان التصحيح الذي أصدرة مكتب “ريتشارد هيشت” ليقول “إن معبر رفح كان مفتوحًا بالأمس … لكنه مغلقًا الآن” وبالنظر إلى التصريح الأول وتصحيحه؛ لا يمكن رؤية تراجعًا عن الدعوة لترحيل الفلسطينيين من أهالي غزّة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، وإنما جاء ليقول بأن المعبر الآن مغلق، وهذا كل ما في الأمر.

وثائق إسرائيلية تدعو لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية

كشف موقع “سيحا ميكوميت” الإسرائيلي عن وثيقة لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية توصي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية بتنفيذ عملية تهجير شاملة لجميع سكان قطاع غزّة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

وتوصي الوثيقة سلطات إسرائيل بالتحرك “لتهجير سكان غزّة إلى سيناء” خلال الحرب، وإنشاء خيام ومدن جديدة في شمال سيناء، التي سوف تستوعب السكان المهجرين، وبعد ذلك “إنشاء منطقة عازلة لعدة كيلومترات داخل مصر، وعدم السماح للسكان بالعودة إلى قطاع غزّة أو الإقامة بالقرب من حدود إسرائيل”.

وفي الوقت نفسه، توصي الوثيقة سلطات إسرائيل بالعمل على تجنيد دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لتنفيذ هذه الخطوة.

الوثيقة المكونة من عشر صفحات تحمل تاريخ 13 أكتوبر، وتحتوي على شعار وزارة الاستخبارات برئاسة الوزيرة “جيلا جملئيل” من حزب الليكود، وأكد مسؤول في وزارة الاستخبارات لموقع “سيحا ميكوميت” أن هذه الوثيقة صحيحة، وتم توزيعها على أذرع الجهاز الأمني نيابة عن شعبة السياسات في الوزارة، و”لم يكن من المفترض أن تصل إلى وسائل الإعلام”.

رفض مصري لتهجير الفلسطينيين

وأمام مخططات ووثائق إسرائيل المسربة التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء صرح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن “الوثائق المسربة التي تقترح نقل ملايين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء في مصر هي اقتراح مثير للسخرية”.

وأوضح شكري، في تصريحات صحفية، أنه “لم يتحدث مع المسؤلين في إسرائيل حول الخِطَّة”، مضيفًا أن “مسألة النزوح في حد ذاتها هي مسألة تتعارض مع القانون الإنساني الدُّوَليّ”.

وتابع: “لذا أعتقد أن لا آحد سيقوم بنشاط غير قانوني”، مؤكدًا أن الدول ذات سيادة وهي محددة بشكل جيد من خلال حدودها، ومن خلال سكانها.

يشار إلى أنه في وقت سابق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن محاولات إسرائيلية للضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقبول اللاجئين من قطاع غزّة، وأن نتنياهو أجرى محادثات مع زعماء العالم وطلب منهم محاولة إقناعه.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلوح بالحرب ضد الكيان المحتل

في 18 من أكتوبر الماضي؛ ألتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع المستشار الألماني أولاف شولتز وبحثا خلال اللقاء القضية الفلسطينية وحرب إسرائيل على قطاع غزّة ومخطط إسرائيل الذي بات واضحًا للجميع.

ففي البداية أدان الرئيس المصري السيسي استهداف المستشفى الأهلي المعمداني التي راح ضحيتها المئات في مجزرة من أبشع مجازر القرن الواحد والعشرين؛ وشدد الرئيس المصري على رفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين، وأكد إدانه مصر لأي انتهاكات للقواعد والمواثيق والقرارات الدولية.

وتابع الرئيس المصري قائلًا “الوضع الإنساني في قطاع غزّة أخذ في التردي” مشيرًا إلى أن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين، وما يحدث في قطاع غزّة يهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.

وأشار الرئيس المصري إلى أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية، متابعًا: مصر دولة ذات سيادة، حيث إن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعني جر مصر إلى حرب جديدة ضد إسرائيل، بالإضافة إلى أن تشديد الحصار على قطاع غزّة يهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية وهو أمر مرفوض تمامًا؛ وأوضح الرئيس السيسي أن تهجير الفلسطينيين من غزّة والضفة يقضي على حل الدولتين.

نرمين جمال

كاتبة وباحثة بالشأن الاقتصادي والدولي

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى