بورصة الرأيمقالات

رسالة في بريد مخابرات مصر ومركز دراسات الأهرام: أما بدأ لكم تكشُف مخطط د. أماني في السودان؟

إعلان

كتب عمار العركي – كاتب صحفي ومحلل سياسي سوداني

بسم الله الرحمن الرحيم

• لا يفوت عليكم أننا كإعلاميين وصحفيين سودانيين نخُوض حربًا إعلامية بالقلم أشد ضراوة من تلك التي يخوضها جُنودنا البواسل بالبندقية، ولا صوت في السُودان يعلو على صوت قعقعة السلاح وصرير القلم وصحافة الكلمة التي فسر معناها الأديب المصري عبدالرحمن الشرقاوي:
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو كلمة
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة.

• فكلمتنا سلاحنا في معركة وجودية دفاعًا عن الشرف والعِرض والكرامة، الوسط السوداني الإعلامي والصحفي المهتم يغلي كالمرجل إثر مقال مُفخخ ومتداول عندنا في السودان منسوب للدكتوره أماني الطويل بصحيفة اليوم السابع المصرية بتاريخ الخميس 4 يناير 2024م، والموسوم (هل بدأ ينكشف المخطط الإخواني في السُودان)، وبعد خمسة أيام من تاريخ المقال في ٧ يناير وعلى صفحتها في “فيسبوك” أوردت النفي التالي:
• (توضيح: منسوب لي تصريحات يقال إنها منشور ة على اليوم السابع، لا علاقة لي بها. وأنوه للمرة المليون أنه لا علاقة لي بأي سياسيات بشأن السودان من جانب أي طرف)، وفي تقديري الشخصي نفيها تضمن إنكار تدخلها في سياسات السودان وانحيازها الواضح لأحد الأطراف نثبت حقيقته في التالي:

• د. أماني الطويل جعلت من تدوينها الراتب عن المشهد السوداني منبرًا للخُطب السياسية التوجيهية للسياسيين والقادة في السودان، وحتي القيادة السياسية في مصر، متوارية خلف مفردات التحليل الافتراضية الاحتيالية لنفي التهمة على شاكلة للإحياء بالمهنية والحياد المفقودين عندها، وآخر مساعيها وليس أولها وقبل أربعة وعشرين ساعة من نفيها لمقال “اليوم السابع” المنسوبة، وفي تصريحات لا زالت (مثبتة) على صفحتها الخاصة أكثر انحيازًا وتدخلا – لم تنفِ أو تعتذر عنها – تخاطب فيها رمز السيادة السودانية ورئيس مجلسها وقائد قوات شعبه مملية عليه ماذا يفعل؟ وليس أمامه إلا أن يعمل بتوصيتها حين كتبت نصًّا بدون ألقاب أو وصف سيادي وقالت: (حديث إلى البرهان): (ليس أمامك) سيادة الفريق (إلا) أن تنخرط في (مبادرة تقدم) إن تخسر جزئيًّا خير من أن تخسر كليًّا. (الرهان على الجبهة القومية الإسلامية “إخوان السودان”) قد خسر على الأرض، و(أساليب الاستنفار) لن تحدث فرقًا في الموازين العسكرية و(سوف تتحمل وحدك المسئولية الأخلاقية والسياسية بمفردك عن حرب أهلية واسعة في السودان).

• * بالله عليكم تمعنوا ما بين الأقواس وأحكموا أنتم، ألم يكن هذا انحياز لجناح الملشيا السياسي بقيادة د. حمدوك (تقدم) دون قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة (البرهان)؟ ألا يوجد تدخل في سياسات السودان؟ وهذا نموذج واحد من نماذج عدة، مادت فيها وتمادت الدكتوره أماني الطويل وتعدت كل منطق علمي ومهني مقبول، والذي كُنا من قبل نقابلها بمنطق الدحض والتفنيد المهني، قبل أن يبلغ صبرنا منتهاه، بعد أن بلغت بتعرضها وتعريضها للمشهد السوداني وتسيسه وانحيازه الواضح لطرف شهد العالم بجرائمه وانتهاكاته.

• وعن تدخلها في الشأن السياسي السوداني والإيحاء (لمصر) باتخاذ سياسية معينة قد تضر بالعلاقات بين البلدين حسب مقالها، و(ماذا بعد سقوط ود مدني؟) حيث كتبت علي صفحتها الرسمية: (سقوط مدينة ود مدني في يد قوات الدعم السريع تطور كاشف لمسارات مرتقبة بالسودان على الصعيدين السياسي والعسكري، مرتبطة بتوازنات قوة جديدة، لا تبدو، أنها في صالح الجيش السوداني) مفترضة د. أماني الطويل سيناريوهات – كما أن مؤلفها قائد المليشا والإرهابي المحلي والإقليمي (حميدتي) شخصيًّا – حيث كتبت: السيناريو الأول: (تمكن الدعم السريع من السيطرة على مقاليد حكم السودان)، والسيناريو الثاني: (الاستقرار على صيغة تدخل دولي مؤقت، أو ممتد طبقًا للظروف؛ بما يضمن استمرار دولة السودان)، والسيناريو الثالث: (فوضى مسلحة وممتدة بلا أفق واضح).

• وواصلت تدخلها السياسي وانحيازها (للملشيا وتقدم) بكتابتها إنه (سوف يتم تشكيل وتأطير هياكل سياسية مدنية، تقوم بمهام تأسيس سلطة الدعم السريع في البلاد التي ليس بالضرورة أن تدشن تحولا ديمقراطيا في السودان)، ثم بدأت د. أماني الطويل في تحريك وتوجيه السياسة المصرية إيحائيًّا وقالت: (لعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما هو موقف القاهرة من جملة التفاعلات السودانية في المرحلة الأخيرة؟ حيث لوحظ صمت سياسي مصري عن المجريات السودانية العسكرية)، (هذا الصمت كان من المتوقع كسره مع التطورات العسكرية الأخيرة، خصوصًا في ود مدني التي تتميز تاريخيًّا بوجود مصري فيها للأقباط خصوصًا، ووجود كتلة سودانية نازحة من أماكن أخرى). وتسأل د. أماني الطويل القاهرة بقولها: (نتساءل هل سلمت القاهرة بدور دولي في السودان بعد أن “ثبت” أن الجيش السوداني، عبر طبيعة “تحالفاته” السياسية و”ممارساته” العسكرية، وكذلك المقدرة على اختراقه من جانب الأطراف المعادية، بشكل واسع، لا يملك القدرات اللازمة؛ ليكون رافعًا لتحرك مصري في السودان يملك شروط الفاعلية والنجاح؟).

• ولمزيد من الافتنان السياسي وتأزيم المأزوم في السودان من أجل تحقيق رغبة الانتصار في معركتها السياسية الخاصة بها مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ونقلت رغبتها تلك نحو جماعة “الإخوان في السودان” الذين توصفهم سياسيا بالفلول عناصر النظام البائد، فقط تأسيسًا على تطابق الأسماء مع جماعة مصر، بعيدًا عن المنطق المهني والمعلومات الوثيقة والوقائع الأكيدة التي هي أبسط معايير الاستنباط والتحليل والتقييم المهني. (هذه نماذج بعض الأمثلة افترضتها ضيق المساحة لأرشيفها الذاخر بهكذا تناول وتدخل يُثبت ويُدين د. أماني الطويل ويُبطل محاولات الإنكار والنفي والتملص مما يأتي به قلمها ولسانها.

• السُودان، ذاخر بالأكاديميبن والاستراتيجيين والمحلليين الذين لديهم الكثيروالمثير من مآخذ ومسالب، إيجابيات وسلبيات تجربة جماعة الإخوان في السودان، ويمارسون عليها العصف الذهني وإعمال العقل الجمعي الاستراتيجي، وليس السياسي في درء مفاسدهم واتقاء شرورهم، وليس بحاجة لخبيرة تدعي البراءة من التسيس والنأي عن الانحياز،وهي لا تملك عنه المعلومات الكافية ولا التعمق وتكتفي باللمم منها، وتترك لخيالها تكملة النواقص بالإثارة والتحشيد، وتبحر بسفينة تحليلها المثقوبة لترسو على ضفة الطرف الآخر اليسارية المقابلة لجماعة الإخوان اليمينية الذين هم أكثر خطورة وسوء ودناءة وعمالة، والسواد الأعظم من السودانيين بينهم وسطيين، ولكن تغليب نزعة الانتماء أفقدها الحياد والاهتداء بنعمة البصر والبصيرة للمقارنة والمقاربة وصولًا لنتائج صادقة ورؤي صائبة.

• الدكتوره أماني الطويل رغم فلسفتها وتأطيرها المتواضع في نظرنا لمفهوم المصطلح والتفرقة بين “الباحث ” و” السياسي”، واصفة نفسها “بالباحث”، و لكن رغم تواضع تعريفها لم تلتزم به كمبدأ محدد لديها، فعندما نقرأ لها كمختصين بشأننا، تحت توقيع باحثة وخبيرة، كأننا نقرأ لناشط سياسي مبتدئ يتلقى المعلومات والأخبار والوقائع والمؤشرات من ثالوث الأثافي مُمثل في (قول الساسة، وأحاديث العوام، وأنس المقاهي).

• السادة المخابرات المصرية، الرأي العام في السودان يُصنف الدكتوره أماني الطويل تصنيفًا غير صحيح يُحسب عليكم بكونها “مخابرات مصرية”، وهذا الخطأ وصلنا له كمتابعين ومراقبين لتوجهات وسياسات الدولة المصرية حيال الأزمة والحل في السودان، الذي بالضرورة يرتكز على مشورة مخابراتها، وعلى النقيض تمامًا كان توجه الدكتوره أماني الطويل وتعاطيها مع الأزمة ورؤيتها للحلول، وظللنا على الدوام نكتب مبصرين ومصححين للرأي العام الداخلي مُستدلين بالمواقف والمساعي المصرية الرسمية، والمواقف الشخصية والتحليلية للدكتوره أماني الطويل التي تضر بالسياسية المصرية تجاه السودان؛ وبالتالي العلاقات بين البلدين، واستدللنا بمعارضة أماني الطويل والتقليل من شأن مبادرة المخابرات التي تبنتها مصر الرسمية وأخرجتها في العاصمة الإدارية من “منطلق الحوار السوداني- السوداني”، كذلك مصر ومخابراتها التي هي أدرى وأعلم من الدكتوره بخطر “جماعة الإخوان” في السودان، وتتعاطي معهم وتستضيفهم وفق رؤية معينة تعمل عليها، بيد أن دكتوره أماني الطويل ضد هذا التعاطي ورؤية مصر الرسمية ومخابراتها.
• منذ اندلاع الحرب كانت مصر أول دولة سارعت لتأطير الحرب وإحاطتها بخطوط حمراء ومرتكزات أساسية سارت عليه كل الدول المتداخلة والمبادرات اللاحقة؛ وهي: (احترام سيادة السودان، المحافظة على مؤسسات الدولة السُودانية القائمة بما فيها مؤسسة الجيش، التحذير الشديد من أي تدخلات خارجية تفاقم الأزمة، إيقاف إطلاق النار، بدء حوار سوداني – سوداني)، وبمراجعة أرشيف الدكتوره أماني المقروء والمشاهد والمسموع ستجدون مساسًا صريحًا وإضرارًا واضحًا بتلك المرتكزات؛ وبالتالي أسهمت د. أماني في تعقيد سُبل الحل في السودان من جهة، وأن مصر تتعامل بوجهين على خلفية أن د. أماني الطويل “مخابرات مصرية”.

• السيد مدير مؤسسة الأهرام والهرم الصحفي الأستاذ/ عبد المحسن سلامة، لو تذكر أن صاحب هذا القلم التقاك وأدار معك نقاشًا وحوارًا صحفيًّا حول العلاقات الطبيعية والتاريخية بين البلدين، وأسباب تأثر وتوتر العلاقات من حين لآخر وسبل معالجتها، وذلك إبان أزمة اللقاء الكروي بين ناديي “الهلال السوداني” و”الأهلي المصري”، وما ترتب عليه من توتر في العلاقة. ومن الأسباب التي ذكرتها لنا (التناول الإعلامي والأكاديمي السالب من بعض الإعلاميين والأكاديمين بالبلدين)؛ فبالتالي أعتقد أن التناول الأكاديمي للدكتوره أماني الطويل باسم “مركز دراسات الأهرام” فيه إخلال كبير وتهديد صريح للعلاقات.

• كذلك لاحظنا أن كل الباحثين والخبراء بالمركز يتميزون بالمعايير الأكاديمية والحياد المهني المنتج والمثمر حيال الأزمة السودانيين، استفاد منهم العديد من الباحثين السودانيين في بلورة رؤاهم، على سبيل المثال، كان لكم فعاليتان مهمتان بالمركز الأولى بتاريخ 6 يونيو 2023، عبارة عن جلسة نقاش مشتركة مع الأكاديمية الوطنية المصرية للتدريب حول “الأزمة السودانية وتداعياتها على مصر”، وفعالية ورشة عمل بتاريخ 22 يونيو 2023، حول تطورات الصراع السوداني، وتحليل المشهد العسكري الميداني ومستقبل السودان، وانعكاساته على الأمن القومي المصري؛ الشاهد في الأمر أن هاتين الفعاليتين تداعى لها وشارك فيها كبار الخبراء والدكاترة من داخل المركز وخارجه عدا الدكتوره مستشارة المركز د.أماني الطويل، التي تتبنى رؤية استراتيجية مغايرة -إن لم تكن مضادة- لتلك التي أجمع عليها غالبية الخبراء والدكاترة المشاركين في وضع وصياغات توصيات الفعاليتين، فإن كانت د. أماني تكتب معبرة عن رأيها الشخصي وليس عن المركز فلا يجب أن تُذيل مقالاتها وقراءاتها الشخصية بتبعيتها ووظيفتها حتى لا نسيئ الفهم لمهنية وحيادية المركز.

• أخيرًا : كل ما نطلبه منكم مراجعة رسالتنا، وإخضاعها للنظر والدراسة قبل حُكمكم، فإن جانبنا الصواب وأخطأنا في حق الدكتوره أماني الطويل فكامل رضانا بما تقرونه علينا، وإن كنا على حق وصواب نتوقع إقراركم باتخاذ ما يكفي اتقاء فتنة إعلامية تضر بعلاقات البلدين في توقيت وظرف أحوج ما يكون عليه البلدان من استقرار وانسجام في العلاقة، وحتى نتجنب ردة فعل قد تضع الدكتوره أماني الطويل في قلب معركتنا الإعلامية، ونقول لها عبركم: “نحن لا نطالبك أن تُديني الاعتداء والانتهاك والاستنفار الأجنبي علينا المُلوث إماراتيًّا، ولكن دعينا نتنسم استنفارًا وطنيًّا نقيًّا”.


• ختامًا:
عشتم، وعاشت مصر حرة والسودان، ودامت أرض وادي النيل أمانًا.


بسم الله الرحمن الرحيم

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى