العرب والعالمخبر عاجل

ماذا وراء زيارة بوتين السعودية والإمارات؟

د. مختار غباشي: زيارة عمل مهمة .. وروسيا ستستغل الغضب العربي ضد أمريكا

إعلان

كتب – شريف ربيع

جاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسعودية والإمارات في ظروف دولية عصيبة؛ حيث الحرب الروسية الأوكرانية والصراع الغربي الروسي الخفي في ثناياها، وكذلك الحرب في غزة والدعم والتحيز الأمريكي الفج للاحتلال الغاشم، وتصاعد الغضب العربي تجاه الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ذلك ومن بعده بالتبعية العالم الغربي.

ولفتت هذه الزيارة الأنظار العالمية لأنها المرة الثانية فقط التي يسافر فيها بوتين خارج روسيا خلال الأشهر الثمانية الماضية، منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جريمة حرب ممثلة في “الترحيل غير القانوني ونقل الأطفال الأوكرانيين إلى خارج أراضيهم”، وقد تناولت تلك الزيارة ملفات مهمة كالطاقة ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والساحة الأوكرانية، وكذلك مستجدات الأوضاع على المستويين الإقليمي والعالمي، وأوجه التعاون المشترك.. فإلام يرمي بوتين من هذه الزيارة في ذلك الوقت بالتحديد؟

علاقات عمل

في هذا الصدد، قال الدكتور مختار غباشي، الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة بوتين للسعودية والإمارات وهما دولتان نفطيتان مهمتان في دول مجلس التعاون الخليجي وأهم دولتين نفطيتين تعد زيارة عمل، كما تفعل الصين تحاول إقامة علاقات عمل مع العالم العربي، كما زرا الرئيس الصيني السعودية سابقًا، واجتماعه بقادة المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، ورأينا تنمية العلاقات الصينية السعودية، وبكين تحصل على 17% من نسبة احتياجاتها من النفط من الرياض، و15% من دول مجلس التعاون الخليجي من ضمنهم السعودية والإمارات.

وأضاف غباشي لـ”ع المكشوف” أن هذه الزيارة تأتي قي سياق التجاذبات بين القوى الكبرى؛ لأن الموقف بالنسبة للعرب محرج للغاية بسبب عدم قدرة العالم العربي على إنهاء الصراع داخل قطاع غزة، أو على الأقل وقف القتال، أو دخول المساعدات الإنسانية المطلوبة، وتحكم الولاايت المتحدة الأمريكية الكبير في هذا الإطار، بل تكاد تكون هي التي تنفذ عملية الحرب، وإسرائيل تمارس الحرب بالوكالة؛ وبناء على ذلك سيستغل بويتن هذا الوضع ويحاول تنمية علاقات بلاده مع المنطقة العربية لا سيما الدول غير التقليدية مثل الجزائر التي تتسم العلاقات بينهما بالقوة، وكذلك علاقتها بسوريا معلوم إطارها واستراتيجيتها والقواعد العسكرية البحرية والقاعدة الجوية “حميميم” في اللاذقية وبانياس، وتوجد اتفاقات عسكرية بين الجانبين.

وأشار إلى أن موسكو ستستفيد من تلك الزيارة؛ فعلى المستويين السياسي والاقتصادي بوتين سوف يستفيد منها في كسر العزلة الدولية المداعة من الغرب بسبب العقوبات عليه وعلى بلاده نتيجة الحرب الأوكرانية، وسيستفيد كذلك في الوصول إلى دول غير تقليدية بشأن علاقاتها بالروس ولها علاقات خاصة مع أمريكا، ولا يجب نسيان خصوصية العلاقة السعودية الأمريكية في هذا النطاق خاصة ما يتعلق بالنفط، أو الاقتصاد والاستثمارات الخليجية داخل أمريكا والغرب، في إنه يسحب جزءًا من ذلك أو يستفيد من الغضب العربي تجاه واشنطن نتيجة موقها المنحاز لتل أبيب.

وأردف أنه بخصوص موقف بوتين الانتخابي واستفادته من هذه الزيارة؛ فموقف بوتين الانتخابي محسوم ولا منافس له داخل روسيا على أرض الواقع، خصوصًا في ظل الصراع داخل الساحة الأوكرانية، وفي ظل تحديه للغرب وأمريكا؛ فمن الصعب جدا التضحية به بصرف النظر عن هذه الزيارة أو عدمها.

وتابع المحلل السياسي أن الطاقة مسألة مهمة جدا ولعبة قوية لا تزال مؤثرة، ولو استخدمها العالم العربي لحلت قضية الصراع داخل قطاع غزة ولانتهى القتال، لكن العالم العربي بإشكاليته أو الخليجي بشكل عام لا يريد استخدام هذا السلاح، أو لا يريد استخدام سلاح المال، وعلاقاته تسير في إطار التبعية للأمريكان والعالم الغربي، والحديث الدبلوماسي المرتبط بالصراع داخل الساحة الفلسطينية أو غيره من القضايا الموجودة وهذا أصل من أصول عدم حل تلك القضايا؛ لأن مقدراتنا لا تُستخدم، وغلى حد كبير جدا إمكانياتنا المادية وامتلاكنا الطاقة كالنفط وغيره ليست داخلة في حدود هذه المسألة؛ ومن هنا توجد سيطرة أمريكية إسرائيلية كبيرة على الواقع في الكثير جدا من الملفات والقضايا، والطاقة ستظل مهمة وسيظل الاهتمام بالعالم العربي بخصوصها، ولا ينبغي نسيان أن السعودية لاعب مهم جدا مع الطرف الروسي في منظمة “أوبك” بخصوص زيادة الأسعار أو التحكم في الإنتاج أو التحكم حتى في سعر السوق العالمي؛ لأن الرياض وموسكو طرفان مهمان للغاية داخل تلك المنظمة العالمية.

التوقيت حرج للغاية لا سيما أن تحالف “أوبك +” أرجأ اجتماعه عدة أيام الشهر الماضي بسبب خلافات حول مستويات الإنتاج، والتحالف يرغب من روسيا إعطاء مزيد من الضمانات بأنها ستفي بتعهدها الخاص بخفض صادرات الوقود، وبوتين يسعى دومًا لكسب العالم العربي في صفه ورأب أي صدع يحدث أو يوشك أن يحدث في علاقته به.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى