العرب والعالمخبر عاجل

سياسي فلسطيني لـ”ع المكشوف”: جرائم المستوطنين تزداد بسبب التحريض المستمر من حكومة الاحتلال المتطرفة

إعلان


بن غفير دعا بعد “طوفان الأقصى” إلى تسليح المستوطنين بجميع أنواع الأسلحة
الضمانة الوحيدة التي تؤمِّن حياة الفلسطينيين حاليًّا هي استمرار الكفاح
الدول العربية تملك الكثير من أدوات الضغط على إسرائيل
الحملات الإعلامية تفضح أكاذيب المحتل .. والمقاطعة تؤتي ثمارها
المجتمع الدولي خذل القضية الفلسطينية رغم أنها أظهر وأعدل القضايا
الشعب الفلسطيني لا يؤمِّل خيرًا من المؤسسات الدولية .. وسيوجه خطاباته للشعوب الحرة التي تعاطفت معه


حوار – شريف ربيع

تتوالى جرائم الكيان الصهيوني المحتل ضد فلسطين منذ 75 عامًا، لكنها زادت في الآونة الأخيرة بشدة، لا سيما بعد هجوم السابع من شهر أكتوبر الماضي الذي نفذته حركة “حماس” ضد قوات الاحتلال فيما عُرف إعلاميًّا بـ”طوفان الأقصى”، وتسارعت معها وتيرة جرائم المستوطنين كجزء من هذا الاحتلال الغاشم. فإلى أي مدى يصل الأمر؟ من هذا المنطلق كان لنا هذا الحوار مع الدكتور أحمد غنيم، المحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني المتخصص في العلاقات الدولية؛ لنقف على حقيقة الوضع عن قرب.. وإلى نص الحوار:

– إلى أي مدى تستمر جرائم المستوطنين الصهيونيين بحق إخواننا الفلسطينيين؟

جرائم المستوطنين المتكررة تأتي في سياق التحريض المستمر من الحكومة الصهيونية المتطرفة بقيادة بتسلئيل سموتريتش وزير المالية وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي؛ هذه الحكومة التي تدعو إلى زيادة هجمات المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده.

و”بن غفير” بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي ومعركة “طوفان الأقصى” دعا الجيش الإسرائيلي المحتل إلى تسليح المستوطنين بجميع أنواع الأسلحة؛ وبالفعل قُدِّم السلاح إلى المستوطنين في مناطق كثيرة من الضفة الغربية وحتى في الداخل المحتل؛ وهذا لا يعني أن المستوطنين قبل ذلك كانوا لا يملكون السلاح؛ فجزء كبير منهم داخل الأراضي المحتلة يملكون السلاح، لكن ارتفعت وتيرة التسليح ومعها الحملات العنصرية التي تقوم بها الحكومة المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني وكل ما هو فلسطيني؛ وكان من نتيجة ذلك تصاعد جرائم المستوطنين في كل مكان، والعديد من الحوادث والجرائم تمر مرور الكرام دون حساب وعقاب؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي ليس له رادع ولا أحد يحاسبه.

– ما الضمانة أو الضمانات العملية التي تؤمن حياة الفلسطينيين في وطنهم؟

الضمانة الوحيدة التي تؤمِّن حياة الفلسطينيين في الوضع الحالي هي استمرار الكفاح، واستمرار المقاومة ضد الإرهاب (إرهاب المستوطنين وجيش الاحتلال)؛ لأن المقاومة ستخيف الاحتلال الإسرائيلي وقواته؛ وبناء على ذلك فالمقاومة الفلسطينية ربما تؤدي إلى تراجع هذه الأعمال المتطرفة، ولفت أنظار العالم والمجتمع الدولي وبالتحديد الإدارة الأمريكية التي قدمت وتقدم دعمًا مطلقًا للاحتلال قبل وبعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي، وكأن بايدن وبلينكن وقيادة الإداراة الأمريكية جاؤوا إلى إسرائيل للحديث وكأنهم إسرائيليون ونسوا أنفسهم أنهم أمريكيون.

واستمرار المقاومة والعمل الفدائي الذي يقوم به الشباب الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة أو حتى في الداخل المحتل سيؤدي إلى تراجع الأدوار الإسرائيلية؛ يعني إعادة حساباتهم في كثير من الأمور.

– ما هي الإمكانيات العملية التي في أيدي الدول العربية والإسلامية -حكامًا وشعوبًا- لوقف تلك الجرائم؟

الدول العربية تملك الكثير من أدوات الضغط على إسرائيل، أتحدث هنا عن الشعوب العربية؛ فالحملات الإعلامية المكثفة التي تقودها من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية مثمرة ومهمة للغاية؛ لأن إسرائيل في الأساس بنت روايتها على الكذب والإشاعة المضادة وقلب الحقائق؛ وبناء عليه فالحملات الإعلامية التي يقوم بها الشباب العربي في جميع مناطق وجوده العربية وغيرها باللغات كافة ستؤدي إلى إظهار الحقيقة، وإظهار وتوضيح معاناة الشعب الفلسطيني.

وحملات المقاطعة التي تقوم بها الشعوب العربية مثمرة وستؤتي أكلها عما قريب بإذن الله، وسنرى التراجع في كثير من السياسات بسببها، والأمة العربية والشباب العربي يحتاج إلى المزيد من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وتثبيت وجوده في أرضه حتى لا يتم اقتلاع الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية كما تحلم إسرائيل.

– ماذا يجب على المجتمع الدولي حيال هذه الجرائم؟

المجتمع الدولي –مع كل أسف- خذل القضية الفلسطينية، ليس منذ اليوم وليس منذ السابع من أكتوبر؛ فالقضية الفلسطينية خُذلت منذ 75 عامًا، القضية الفلسطينية أظهر القضايا وأعدلها، وهي القضية التي لا تقبل التأويل؛ فالشعب الفلسطيني كان موجودًا في أرضه قبل يوم 15 من مايو عام 1948م، ثم جاء هذا الكيان الاحتلالي (الإحلالي) الذي استطاع اقتلاع أجدادنا من أراضيهم ومنازلهم وأماكن وجودهم في الداخل الفلسطيني وأقام دولته المزعومة، وادعى أن هذه الأرضَ ملكُ إسرائيل؛ وبناء عليه فالقضية الفلسطينية أعدل القضايا لكن مع كل أسف قُلبت الحقائق والموازين.

والشعب الفلسطيني يشعر بالخذلان من المؤسسات الرسمية الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ لأن النصرة والدعم المطلق الذي يقدمونه لإسرائيل وصل إلى حد تجاوزوا به حقوق الشعب الفلسطيني، بل داسوا عليها؛ ولذلك فالشعب الفلسطيني يحاول إرسال إشارته مجددًا إلى المجمتع الدولي والمؤسسات الحقوقية والرسمية الدولية، لكن رغم ذلك فالشعب الفلسطيني لا يؤمِل خيرًا من هذه المؤسسات الدولية؛ وبناء عليه سيوجه خطاباته إلى الشعوب (سواء العربية أو الأوروبية) الحرة التي تعاطفت معه، وقد شاهدنا ذلك جميعًا ممثلًا في كمية التعاطف بمختلف الوسائل من مسيرات ومقاطعات خلال الشهرين الماضيين أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ولا بد من استمرار هذه الحملات وألا تكون موسمية؛ بمعنى أنه ليس كلما تعرض قطاع غزة إلى اعتداء نخرج بهذه المسيرات، بل لا بد من استمرارها حتى يتم زوال الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وتمتُّع الشعب الفلسطيني بجميع حقوقه كاملة على أراضيه.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى