خواطر نثرية

أصنام الحب

الدكتور حاتم حسن يكتب ،، أصنام الحب

إعلان

أصنام الحب…

خادعت نفسي كثيراً…

أسأل نفسي وأنا أعرف الإجابة وأخشي التأكيد ، رضيت بأنصاف الحلول ، هي لا تحبني ، وأنا أعي ذلك تماما ، وموقنا بأن خيوط ما بيننا ، أو ما ليس بيننا خيوطا مهلهلة ، ولكنني ممسكاً بها عله يرق يوما.
وإن كتبت قصتي الحقيقية معها فستمتلئ فصولها بغزواتها المدمرة لكرامتي وخسائري المذلة ، فهذا الشئ المحسوب علي معشر النساء لم يمنحني حتي حق اللجوء لقلبها ، بل بني لي كوخا قديما من وهم ملقا علي حدود نزواتها ورغباتها وأوقات فراغها واحتياجها.

فما بيننا لا يتعدي كونه شبه ارتباط ، أضغاث تواصل ، سموه ما شئتم ، لكنه لم يطل أدني منازل الهوي ، هذا الذي بيننا ، هو كعلاقة العبد والسيد ؛ سيد يحمل بيد سوطا وبالأخري وردة ، تجلدني بإهمالها ورحيلها ، ثم وقبل انهياري وانتفاضتي تقدم رحيق حضورها الباهت لا لشئ إلا لأظل في خدمة رغباتها.

نحن نصنع بأيدينا ممن نهوي ملكة أو ملكا متوجا ؛ لأننا نراهن بعين الحب ، نحن الذين نصنع الأسطورة..
ومضة.. انتشاء.. رغبة.. ترويض.. تورط.. تنهار خطوط دفاعاتنا..

يسري الحبيب في جسدك كسريان الدم في الوريد .. نتعلق به كأنه آخر أمل لنا في الكون .. يبدل الأحزان أفراحا..

أمنيات.. تمرد.. كبرياء.. عتاب .. رجاء .. نعيش ملحمة..

تختفي المساحيق.. تقع الأقنعة.. تشب نيران من كان حبيبا فتحرق الأخضر واليابس.. ثم تصيبك حمي الوداع.. ويبقي التمني..

ولادة.. حياة.. ثم لا شئ ؛ كأصنام العجوة في الجاهلية ، عمرها ربما سويعات ، تصنعها ، تدعوها ، ثم تأكلها حين تجوع ويلفظها جسدك..

فتعلم أن لا تصنع تماثيل مثل تلك حين تعشق ، بل أحب بشرا يصيب ويخطئ ، صاحب عيوب مثلك.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى