دار الكتب تصدر ” الصراع المصرى الإسرائيلى 1955-1967 “
كتبت : رحاب عبد الخالق
أصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور ” أحمد الشوكى ” ، كتاب ” الصراع المصرى الإسرائيلى 1955- 1967 ” ، من تأليف ” مصطفى السيد حسين ” .
الكتاب هو أحد إصدارات سلسلة ” مصر النهضة ” ، التى أسسها الدكتور ” يونان لبيب رزق ” فى عام 1983 ، ويرأس تحريرها حاليًا الدكتور ” أحمد زكريا الشلق ” ، وتصدر عن مركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب المصرية .
يعالج الكتاب فترة مهمة من تاريخ الصراع بين مصر وإسرائيل ، والتى تقع بين عامى 1955 ، 1967 ، وهى الفترة التى بدأ فيها العدوان الإسرائيلى على غزة وأحد معسكرات الجيش المصرى فى ” سيناء ” فى فبراير عام 1955 ، عندما تعمدت ” إسرائيل ” إنتهاك الهدنة ، التى وضعت ” غزة ” بموجبها تحت الإدارة المصرية .
وتمتد فترة الدراسة بإمتداد الصراع المصرى الإسرائيلى حتى مشارف حرب يونيو 1967 .
وقد بدأ المؤلف دراسته بتمهيد عن ثورة يوليو وموقف قيادة الثورة ، التى إنشغلت آنذاك بحسم قضية إجلاء الإنجليزى عن ” مصر ” ، من خلال المفاوضات المصرية البريطانية ، التى حاولت ” إسرائيل ” إعاقتها .
ولأن الظروف التى مرت بها ” مصر ” آنذاك ، اقتضت تجنب الصدام مع ” إسرائيل ” ، قامت الأخيرة بسلسلة من العمليات التخريبية فى ” مصر ” ، خاصةً ضد المصالح البريطانية والأمريكية ، وقد بلغت تلك الأعمال ذروتها بعملية أو ” فضيحة لافون ” التى أمسكت أجهزة الأمن المصرية بشبكة القائمين بها ومحاكمتهم فى النصف الثانى من عام 1954 .
وأتبع المؤلف ذلك بدراسة إعتداءات ” إسرائيل ” على ” غزة ” ومعسكرات الجيش المصرى شمال سيناء ، فى فبراير 1955 ، وإحتلالها منطقة ” العوجة ” مقر لجنة الهدنة والمنزوعة السلاح فى سبتمبر من العام نفسه .
ثم رصد الكاتب دور ” إسرائيل ” فى العدوان الثلاثى على مصر .
وفى فصل مهم عالج المؤلف محاولات التسوية بين مصر وإسرائيل ، تلك المحاولات التى قام بها مندوبون عن ” بريطانيا ، والولايات المتحدة الأمريكية ” ، بل إن إحداها قام بها الرئيس التونسى ” الحبيب بورقيبة ” .
ولم تنجح هذه المحاولات كلها فى وقف أطماع القيادة الإسرائيلية ، وعدم إعترافها بحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه وإقامة سلام عادل .
وبالرغم من أن هناك كتابات سابقة عالجت بعض جوانب هذا الموضوع ، سواء كانت عربية أو أجنبية من جانب سياسيين وعسكريين أو كتاب ، إلا أن معظم هذه الكتابات قدمت رؤى عسكرية أو سياسية ، فإن الجديد فى هذه الدراسة أنها تقدم عرضًا تاريخيًا مستفيدة من المجموعات الوثائقية الجديدة ، التى أتاحتها الخارجية المصرية والأرشيف البريطانى ، ووثائق الخارجية الأمريكية ، التى كشف عنها فى السنوات الأخيرة .