مالك ملحم .. سفير فلسطيني في ( كل مكان ) ..

أثناء زيارتي للإمارات العربية المتحدة تشرفت بلقاء الأخ والصديق مالك ملحم رئيس مجلس العمل الفلسطيني إبن طولكرم النشأة والهوي فهو كريم كرم الكرام .

كنت في عشرينيات عمري عندما كان قلبي ينقبض كلما سمعت جملة ( رجل الأعمال ) ، فكان فيلما سنيمائيا تمر مشاهده أمامي بسرعة لرجل سمين كثير المال ، يصرف بعضه في تزيين قصره ، يستحم بالدولارات ، يركب البحر بيخته الشخصي ، يركب الهواء بطائرته الخاصة ، يركب البلد بحذائه الذهبي ، ولا يعرف شيئا عن سعر رغيف الخبز ، أو التسعيرة الرسمية للجوع .

ولكنني حينما تعقلّت .. تعلّقت قليلا بعقلي .. بدأت أقرأ جملة ( رجل الأعمال ) بالعكس .. فأقرأها ( أعمال الرجل ) ..
وأترك الفيلم السنيمائي تخرجه وتؤلفه أعمال الرجل .. لا رجل الأعمال .

مالك ملحم هذا الرجل خير مثال للمشهد العظيم الذي أقصد ، مالك ملحم .

العمر ؟ تسع وفلسطين سنة ..
لون العيون ؟ فلسطيني فاتح ..
الأعمال ؟ لن أذكر .. أحب حين يقدم بصمت لبلادي .. وشبابه .. وعزته .

فيوما ما سأكون عجوزا مجعد الصوت .. يلتم الصغار حولي حولي .. ويسألوني : كيف برغم طائرات إسرائيل بقينا في فلسطين ؟؟
سأجيب : كان في بلادي شرفاء يا أولاد ، ولكن لم تتحدث عنهم كثيرا ، لا نشرات الأخبار ، ولم نأخذ لهم صور ، ولكن .. تعرفهم جيدا فلسطين ، هو يكفي إنه إنسان من الدرجة الأولى إنه مالك ملحم .

بهذه الكلمات عرّفت الناس بجندي مجهول من الجنود الأوفياء لبلده ، معطاء بنقاء ، وأجنداته الداخلية والخارجية فلسطينية بامتياز ، أتمني كل رجل أعمال يكون مثل الإنسان البسيط مالك ملحم بلبسه لثوب البساطة والإنتماء الصادق .

هنا يا إبن بلدي أقول لك فلسطين فخورة بك إبنا بار ، رجل معطاء أصيل ولعل كل الكلام وكل الأوصاف لا تمنح هذا الرجل حقه لما يقدمه لفلسطين وأهلها بكل حب وصمت .

مالك ملحم أكرر تحياتي وتقديري لشخصك المعطاء الفياض ولكل رجل أعمال فلسطيني مغترب يحاول الوصول إلى استثمارات في وطنه فلسطين ، فكان ملحم دوما جزءا من المقاومة مع الاحتلال عبر ضخ المزيد من الاستثمارات لتعزيز صمود أبناء شعبنا على أرضه ، فأقوى سلاح نملكه هو صمود شعبنا على أرضه ، فإنه من أرقى أنواع النضال أن تدعم بلدك وتنشئ المشاريع فيها لكبح جماح البطالة التي تنهش جسد أبناء فلسطين من حملة الشهادات ومن الحرفيين المهرة ومن ذوي الخبرات .

بقلم د / حاتم حسن