المرأة

معلومات طبية هامة لكل امرأة عن مشاكل الحمل وحلولها

إعلان

محمود غنيم 

تعاني العديد إن لم تكن كل النساء الحوامل من مجموعة من المشاكل المتعلقة بالحمل وفترته ، وفي هذا السياق نستعرض لكم بعض المشاكل وطرق حلها.

آلام المفاصل أثناء الحمل :

 

تحدث خلال الحمل تغيرات فسيولوجية في جسم المرأة ينتج عنها ارتخاء وليونة في الغضاريف، بالإضافة إلى زيادة نسبة السائل الموجود في المفاصل، وهذه التغيرات بالإضافة إلى الارتخاء الذي يحصل في الأوتار التي تحيط بالمفاصل وتماسك العظام مع بعضها ينتج عنها زيادة في الحركة في هذه المفاصل مما يتسبب في أوجاع بالمفاصل وكلما زاد الارتخاء تزداد الآلام المفصلية . كذلك كلما زادت فترة الحمل كلما زاد وزن الرحم تقوم الحامل بالتعويض عن ذلك بطريقة لا إرادية بزيادة انحناء الظهر ، هذا بالإضافة إلى الارتخاء في مفاصل الحوض مما يسبب إجهاد زائد على العضلات والأوتار مما يسبب أوجاعا بالظهر . أضف إلى ذلك كله أنه خلال الحمل يحتاج الجنين إلى حوالي 28 غراما من الكالسيوم لتكوين العظام 25 غراما منها في الثلث الأخير من الحمل ، فإذا كان هناك نقص خلال الحمل في مستوى الكالسيوم وبالغذاء و خاصة إذا كان هناك أصلا نقص في مستوى الكالسيوم بالجسم ، كما يحصل عند المرأة التي ترضع مدة طويلة من غير التعويض عن نقص الكالسيوم بالغذاء المناسب يؤدي إلى حصول ليونة بالعظام مما يؤدي إلى أوجاع بالمفاصل والعظام .

الحرقة خلال الحمل :

 

تصيب الحرقة نصف إلى ثلثي النساء الحوامل والاعتقاد الطبي السائد أنها تحصل نتيجة رجوع عصارة المعدة إلى المريء خلال الحمل وهذا يحدث نتيجة ارتخاء السفنكتر الذي يعمل كصمام بين المعدة والمريء خلال الحمل مع ازدياد الضغط داخل البطن نتيجة وجود الحمل . وفي عدد من الحالات يكون نتيجة حصول فتق في الفتحة التي يمر فيها المريء من خلال الحجاب الحاجز ومعظم هذه الحالات يزول تلقائيا بعد الولادة .

العلاج للحرقة يكون بتجنب الأوضاع التي تسبب هذه الحالة كالانحناء والقرفصة كما ينصح برفع المستوى العلوي للجسم عن السفلي عند النوم وذلك بوضع مخدات تحت الرأس والكتفين . ويجب على الحامل أن تتجنب تناول وجبات كبيرة وان تكون الوجبات صغيرة وعلى دفعات، مع تجنب الوجبات الحارة . كما يمكن استعمال الأدوية التي تحتوي على مواد قاعدية للتخفيف من تأثير الحامض على عصارة المعدة .

فقر الدم في الحمل:

يتم تشخيص الأنيميا خلال فترة الحمل عندما يهبط مستوى هيموجلوبين الدم عند الأم أقل من 10 ملغم ، ويلاحظ ذلك عند 15 % من النساء الحوامل ، بينما يتقدم الحمل ، يميل مستوى هيموجلوبين الدم وعدد كريات الدم الحمراء إلى الانخفاض، وذلك لأن كمية الحديد المأخوذة غير كافية لتغطية المصروف منها بما أن استهلاك الحديد يتزايد بسبب المعدل النشط من الأيض ( تجدد الخلايا ) عند الأم والطفل . والحالات المعروفة من الأنيميا هي الأنيميا التي تستحث النزيف الشديد والعدوى ، وأنيميا تضخم الكريات الحمراء ، والأنيميا المؤذية ، أنيميا بول الدم ، أما الأكثر شيوعا منها هي أنيميا نقص الحديد . والأنيميا تؤثر على النمو والتطور للجنين ويسبب مضاعفات متعددة خلال الولادة . لهذه الأسباب ، من الضروري متابعة مستوى الهيموجلوبين وعدد كريات الدم الحمراء في الدم خلال الثلث الأول من الحمل لتزويد الأم بكميات اضافية من الحديد أو الاهتمام بنقل الدم في الحالات الشديدة .

الاجهاض ( الاسقاط التلقائي ) :

الإجهاض يعني انتهاء الحمل قبل 20 أسبوع من فترة الحمل ( قبل أن يتطور الجنين لمرحلة القابلية للحياة ) ، أو عندما يكون وزنه أقل من 500غرام . ويحدث لحوالي 10 % الى 15 % من النساء الحوامل، وسببه عيب خلقي في البويضة أو الحيوان المنوي، لذا فإن الجنين لا يتلاءم مع الحياة، بعض الأمراض عند الأم مثل : مرض نقص الكوبالت ( السلّ الدرني ) ، اختلال في الغدد الصماء ( مرض البول السكري ) ، القصور الوظيفي لعنق الرحم ( عجز عنق الرحم ) ، الضغوط النفسية والفسيولوجية يمكن كذلك أن تسبب الإجهاض . عندما تفقد الأم اطفالا أكثر من 3 مرات متتالية، تسمى هذه الظاهرة الإجهاض المألوف . ا ن إمكانية إجهاض المرأة التي سبق لها الإجهاض حوالي 20 % إلى 30 % ، ويعتقد أن السبب بالنسبة للمرأة التي تفقد الاطفال بشكل مألوف، فترتفع النسبة من 30 إلى 50 % ، ويعتقد ان السبب يعود إلى عيب تشريحي أو عضوي عند الأم . نسبة 70 % من إجمالي الاجهاضات تحدث في فترة الثلث الأول وخصوصا في الشهر الثالث . تتزايد مخاطر الإجهاض المألوف عندما يكبر البطن، لذا ينصح بالتحويط ( وهو إجراء جراحي لمنع الإجهاض ) خلال الأسابيع من 14 – 16 ( 4 أشهر ) .

استمرار البول خلال فترة الحمل:

 

من الطبيعي أن يزيد استمرار التبول بسبب التغيرات الفسيولوجية في الثلث الأول من الحمل . وفي الحقيقة، فإنه واحد من العلامات المفترضة للحمل لأن الرحم المتضخم يضغط على المثانة، هذا العارض سيستمر لمدة 4 أشهر ثم يختفي عندما يدخل الرحم إلى التجويف الصفاقي ( البطني ) ، ثم يظهر ثانية في الشهر الأخير عندما يضغط رأس الطفل المنخفض على المثانة . ما يزداد فقط هو كمية البول وليس الألم .

لذا إذا كنت تشعرين بالألم عند التبول، عليك استشارة الطبيب حيث يمكن أن يمثل ذلك التهاب في الجهاز البولي.

الإفرازات المهبلية الكثيفة خلال فترة الحمل:

 

في الحالات الطبيعية، يمكن أن تتزايد الإفرازات المهبلية خلال الحمل بسبب الإفرازات اللزجة من جدار عنق الرحم الداخلي . لكن في بعض الحالات، تزداد الإفرازات لأسباب مرضية، والسبب الأكثر شيوعا هو التهاب بكتيريا الكانديدا والتريكوموناس . يحدث التهاب التريكوموناس عند حوالي 20 الى 30 % من النساء الحوامل، وتنتج إفرازا كثيفا مصفرا عكرا ذو رائحة، ويمكن وصف تحميلة ميترونيدازول للمهبل لعلاج هذه الحالة، ويمكن كذلك ملاحظة مرضا فطريا عند حوالي 20 % من النساء الحوامل بسبب إفرازا أبيض كالجبن . إذا كانت الأعراض معتدلة، لا يستلزم أي علاج، ولكن عندما تسوء فإن زهرة العشبة المرة ( الجنطيانية ) أو ميكوستاتين يمكن أن تساعد في هذه الحالة . وسوف تختفي الأعراض تلقائيا بعد الوضع .

النزيف المهبلي خلال الحمل:

 

1 ) النزيف المهبلي في النصف الأول من الحمل :

إذا رأيت علامة للنزيف، يجب أن تستشيري الطبيب حالا . هناك عدة احتمالات لأسباب النزيف، فيمكن أن تكون لها صلة بالالتهاب الشديد لجرح في جدار عنق الرحم، أو ربما تصبحين حامل وأنت تضعين لولبا في الرحم. إذا كانت كمية النزيف بسيطة، تستطيعين أخذ وقت كاف للاستراحة في السرير وامتنعي عن النشاط الجنسي لمدة أسبوعين على الأقل حتى يتوقف النزيف . أما إذا كان النزيف شديدا وأصبح لديك فقرا في الدم، فمن الضروري الحث على الإجهاض . بالإضافة إلى ذلك، ربما يكون السبب هو أحد الحالات المرضية التي يمكن أن تكون الحمل الخارجي ( بالمواسير ) أو الحمل العنقودي . في حالة الإجهاض التلقائي، سوف تشاهدين علامات النزيف متبوعة بتقلصات ولادة معتدلة منتظمة في أسفل البطن، هذه الحالة يمكن أن يكون سببها الحمل الخارجي أو الورم ألمبيضي. إذا استمر ألم الولادة أكثر من 6 ساعات، أو فتح عنق الرحم أو تمزق الغشاء الامينوسي فلا يمكن حفظ الحمل .

2)النزيف المهبلي في النصف المتأخر من الحمل :

النزيف في النصف المتأخر من الحمل يمكن أن يكون له صلة بالتسلّخ الشديد في الجدار المهبلي، أو القرحة المتعددة في المعى، أو بعض الخلايا السرطانية، بعض الأسباب الشائعة في هذه الفترة هي المشيمة غير المتماسكة، أو الانقطاع المفاجئ للمشيمة، أو تهتك الرحم ­ في هذه الحالات فإن حالة الأم تكون خطيرة، ويجب الإسراع في التدخل المباشر، وإلا يمكن أن تكون قاتلة للأم وللطفل أيضا . في الحالات الطبيعية، يمكن أن تشاهدي إفرازا باللون البني الوردي من المهبل ويسمى العلامة الدموية وتبين هذه العلامة أن الولادة سوف تبدأ في أي لحظة .

ماذا عن الحصبة الألمانية ؟ :

إنه ليس مرضاً خطيراً في حالة عدم وجود حمل، ولكن لو كانت المرأة حاملا عندما أصيبت بالمرض، فإن مخاطر الإعاقة الخلقية تكون عالية ( 50 % من الحالات عندما تكون مصابة في الشهر الأول من الحمل، 25 % في الشهر الثاني من الحمل، و 15 % في الشهر الثالث من الحمل ) . الإعاقات المحتملة يمكن أن تكون إظلام عدسة العين، الغلوكوما ( المائية الزرقاء في العين ) ، اضطرابات في الرؤية واضطرابات سمعية، ومتاعب في النمو المتطور، الأمر المهم هنا هو تشخيص المرض وعيادة الطبيب لمناقشة الحفاظ على الحمل .

مرض البول السكري خلال فترة الحمل:

حسب تقرير عام 1977 ، يقال إن حوالي 5 % من الأمريكيين مصابون بالسكري، ويميل المرض إلى التزايد بسرعة كبيرة . فإذا أصبحت امرأة مصابة بالسكري حاملا، فهناك مخاطر للتشنج العضلي، والتهابات، والمتاعب خلال الولادة مثل: الإجهاض لجنين ميت أو النزيف قبل الولادة بسبب زيادة نمو الطفل المعتاد .

فيما يخص التأثيرات على الجنين، هناك مخاطرة عالية لموت الطفل حديث الولادة، والإصابة بالأمراض بسهولة والإعاقة الخلقية . وفي هذه الحالة فإن التشخيص الصحيح والعلاج المناسب أساسيان لمنع المتاعب المحتملة، ويجب متابعة العناية بالأم قبل الولادة .

المناعة والتطعيم خلال فترة الحمل :

تعتمد على أي نوع من المطاعيم أو المناعة التي حصلت عليها الأم أم لا . مثلا : يمكن إعطاء الأم مطعوم الدفتيريا والتيتانوس ( الكزاز ) إذا لم تكن قد أخذت المطعوم في المدة الـ 10 سنوات الأخيرة . بينما مطعوم شلل الاطفال لا يعطى إلا إذا كان منتشرا حديثا في المنطقة . ويجب الامتناع عن مطعومي النكاف او الحصبة الألمانية خلال أشهر الحمل، بينما يجب أن يعطى مطعوم التيفوئيد إذا كان عليها السفر حول منطقة ينتشر بها وباء الحمى الصفراء، فيجب أن تعطى المطعوم قبل ان تغادر لان الإصابة بالمرض اخطر عليها من احتمالية المضاعفات القاتلة من اخذ المطعوم. لا ينصح بمطعوم الكوليرا لأي امرأة حامل إلا إذا سافرت لمنطقة انتشر بها المرض حديثا، أو أنها ستتصل بشخص لديه عدوى كوليرا نشطة . يمكن إعطاء مطعوم داء الكلب حسب البروتوكول المعمول به . أما مطعوم التهاب الكبد الوبائي فيعطى للمرأة الحامل قبل السفر إلى منطقة فيها مخاطر التلوث بفيروس التهاب الكبد، أو بعد الاتصال بشخص أصيب بعدوى التهاب الكبد الوبائي .

 

الولادة المبكرة :

الولادة المبكرة : هي عندما يولد الطفل بعد 20 أسبوع ولكن قبل 36 أسبوع من الحمل، أو عندما يزن الطفل أقل من 2500 غرام عند الولادة . غالبا يزن الطفل حوالي 300 غم في الأسبوع العشرين من الحمل، و 700 غم في 24 أسبوع ، 1000 غم في 28 أسبوع، و 1700 غم في 31 أسبوع، و 2500 غم في 35 أسبوع، وحوالي 3200 غم في 40 أسبوع من الحمل . العوامل المساهمة في الولادة المبكرة هي : التمزق المبكر في الغشاء ( كيس ماء ) ،عنق الرحم غير المناسب، كمية ضخمة من السائل الأمينوسي، انفصال المشيمة (الانفصال المبكر عن الموقع الطبيعي للمشيمة ( التهاب رئوي عند الأم التهاب الكلى عند الأم، لأن الاعتلال عند الاطفال غير الناضجين أعلى من الاطفال الطبيعيين، يمكن وضعهم في الحاضنة الصناعية وتحت إشراف خاص لفترة .

 

تحركات الجنين :

خلال الأسابيع من 20 ­ 22 من الحمل، يمكن أن تشعري بأول حركة لطفلك، وتدعى الرفة . في البداية يمكن الشعور بها كتموجات وفقاعات، أو ربما تكون نشطة منذ البداية، بعض الأمهات لا يشعرن بالحركة حتى الشهر السادس من الحمل، لكن معظم الأمهات يقلن أنها حول الأسبوع الخامس من الحمل، يمكن الالتباس بينهما وبين حركة الأمعاء أو العضلات أو الأعضاء ذات الحركة المتقطعة الأخرى . ويمكن أن تكون حركة الجنين هي مؤشر على تقدير حالات الأم والطفل الصحية، خاصة في حالة التشنج العضلي . حركة الجنين النشطة تدل على صحة الطفل .ولكن حتى الطفل صحيح الجسم لا يتحرك بنشاط طوال اليوم .

تستطيعين حثه على الحركة وذلك بالتربيت أو فرك البطن بخفة . إذا لم تكن هناك أي حركة، يمكن أن يكون حملا كاذبا أو H-mole أو حالة من موت الجنين . خاصة عندما تتوقف حركة الطفل المعتاد عن الحركة بنشاط لفترة طويلة من الزمن . فإن ذلك يدل بقوة على موت الجنين . في حالة الحمل الذي فيه خطر، فإن الطفل لا يتحرك بنشاط، ولكن نبضات قلبه يمكن ان تقاس من خلال آلة تخديرية وتدعى ( علامة التنبه بالحركة ) ويمكن أن تشمل قلة الحركة تهديد بموت الجنين . لذا يجب منح رعاية صحية فورية للأم .

 

ما هي الأدوية التي يمكن أن تؤثر على الجنين :

يمكن أن تخترق الأدوية المشيمة إلى الجنين . لهذا السبب، عندما يتم وصف دواء جديد لإمرأة وإذا وُجد أي احتمال على أنها حامل، يجب معرفة فيما إذا كانت حاملا قبل تناول الدواء أم لا . بموجب القانون، فإن كل دواء يجب اختياره والمصادقة عليه من قبل إدارة الأغذية والأدوية، وأن يرفق بداخله ورقة مطبوعة تصف المكونات والأعراض الجانبية، حيث أن كل دواء يحمل تأثيرات معاكسة بينما يرفع الأعراض ويحسن حالة المريض . إن تناول أي دواء غير مناسب وبدون استشارة الطبيب يمكن أن يسبب مضاعفات أو إعاقات خلقية للطفل إذا تناولته إمرأة حامل .

 

أصناف الأدوية لحماية الحمل :

1) العلاجات التي تشكل مخاطرة أكيدة على الطفل :

المواد الكحولية، المضادات الحيوية ( كلورامفينيكول، كلوروكوين، اريثرومايسين، نيتروفورانتوين، نوفوبيوسين، كوينين، ستربتومايسين، السلفا، تتراسايكلين ) ، الأدوية المضادة للسرطان، تستوستيرون، أدوية ضد الغدة الدرقية، بترين، كادميوم، الرصاص، الزئبق، موانع الحمل، النيكوتين، وارفاين .

2) أدوية ذات مخاطر قاتلة جسمية :

غازات النيتروجين للتخدير، خافضات الجلوكوز في الدم، ( كلوروبروباميد، تولبيوتاميد ) ، المهدئات، علاجات ضد التشنج، ريسيرباين، فيتامين أ .

3) أدوية ذات مخاطر قاتلة محتملة :

كافايين، مهدئات ( فاليوم INAH ( ، انسولين، ليبريوم، ميكلايزين، ميبروباميت .

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى