هل أنا وحدي مصاب أم أنّ هناك العديد من البشر مصابون بالحساسية أيضاً؟

 

خاص ع المكشوف

كتبت / رواء الشعراوى

تعتبر الحساسية من أمراض العصر التي زادت مع التطور في العالم؛ فالحساسية مرض شائع جداً ففي كل عام تتزايد أعداد المصابين بالحساسية، غير أنّ نصف أعداد المصابين تقريباً هم من الأطفال.

قد تستغرب إن قلنا لك إنّ المواد التي تُسبّب الحساسية لك غير ضارة بالنسبة للشخص الطبيعي، فمثلاً أنت تعاني من حساسية تجاه الفستق لذلك لا تتناوله أبداً، بينما عائلتك تستمتع به، أو أنك تلعب مع قط الجيران لكنّ صديقك لا يستطيع ذلك؛ لأنه يبدأ بالعطاس، أو يشعر بحكة شديدة بعد أن يقترب منه! وغيرها من القصص والأمثلة التي نلاحظها دائماً بين عائلاتنا وأصدقائنا؛ لكن قد تتساءل ما هي الحساسية ولماذا أصبتُ بها؟

إن ما تعاني منه طبياً يُسمّى “بالحساسية” وتعرف بأنها: ردّ فعل مفرط للجهاز المناعي لمواجهة بعض المواد التي في الحقيقة غير مضرة مثل: حبوب اللقاح، وبعض الأطعمة، والغبار (عث الغبار) في المنزل، وهي أكثر المسببات شيوعاً للحساسية في العالم. إذ تتفاعل هذه المسببات مع جسمك عند ملامسته، سواءً كان في الجهاز التنفسي أو الجلد أو غيرها، ممّا تنتج عنه ردة فعل قوية من الجهاز المناعي؛ إذ يُعطي الضوء الأخضر للخلايا البدينة بإفراز مادة الهيستامين في الدم والأنسجة، مما يؤدي إلى ظهور الالتهابات بعدة أعراض قد تكون بسيطةً أو مزعجة جداً.

تبدأ أعراض الحساسية بالظهور منذ الطفولة وتكون عادةً بين الأطفال تحت سن الثالثة، وتقتصر على الإكزيما وحساسية الغذاء من بعض الأطعمة، وفي منتصف سنوات الطفولة ربما تقلّ أعراض الإكزيما والحساسية الغذائية ويبدأ مرض الربو بالظهور.

وفقاً لإحصائيات مُنظّمة الصحة العالمية (WHO) فإنّ مئات الملايين من الأشخاص في العالم يُعانون من التهاب الأنف، وإنّ قرابة 300 مليون شخص يعاني من مرض الربو، مما يؤثر بشكل ملحوظ في أسلوب حياة هؤلاء الأفراد وأسرهم، كما يؤثّر سلباً في المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع كافة؛ إذ تُلاحظ زيادة مستمرّة في انتشار أمراض الحساسية على مستوى العالم، حتى وصلت حالات الإصابة بالحساسية إلى حوالي 30-40% من سكان العالم.

لكن لا تقلق؛ فالطب الحديث والتشخيص المبكر يساعدك على التحكم بحساسيتك، إذا كنت تعاني من أي نوع من الحساسية فننصح بالذهاب إلى الطبيب المختص لعمل الفحوصات اللازمة ورسم خطة علاج مناسبة لك.