فن

ندوة تحت عنوان “الشرق الأوسط والانتخابات الأمريكية”

إعلان

%d9%a2%d9%a0%d9%a1%d9%a6-%d9%a1%d9%a1-%d9%a1%d9%a1_%d9%a0%d9%a6-%d9%a2%d9%a6-%d9%a2%d9%a3

خاص ع المكشوف

وليد شفيق محمد يحيي.

 

 استضاف صالون غازي الثقافي العربي الدولي ضمن فعالياته الثقافية الدورية الأستاذ الدكتور / إمام غريب عضو الجمعية المصريه للدراسات التاريخية والباحث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي فى ندوة تحت عنوان “الشرق الأوسط والانتخابات الأمريكية” شهدت حضوراً مكثفا من الأدباء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين من مصر والوطن العربي مساء الخميس 10 نوفمبر 2016 أدارها الدكتور محمد على سلامة أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة حلوان الذي بدأ الندوة باستعراض جانبٍ من السيرة الذاتية العامرة لضيف الصالون الكبير وقال إنه علم من أعلام التاريخ المعاصر في مصر وأنه كان ولا يزال الفاعل الأكبر في معادلة صعبة للغاية وهي البحث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والعلاقات العربية الامريكية حيث ندر نفسه في البحث عن خفايا الحركة الصهيونية وتاثيرها في المنطقة ولعل عنوان المحاضرة وهو “الشرق الأوسط والانتخابات الأمريكية” سوف يتغير مجراها بعد أن خابت معظم التوقعات التي تكهنت بفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وحدث العكس وهو فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في مفاجأة من العيار الثقيل. ثم تحدث الدكتور غازي زين عوض الله المدني رئيس مجلس إدارة الصالون فرحب بالحضور جميعاً وأكد أن الأستاذ الدكتور / إمام غريب عضو الجمعية المصريه للدراسات التاريخية والباحث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي فارس من نوع خاص فهو من أساطين التاريخ في مصر وهو ذو خلق وأدب كريم وعندما عرضت عليه أن يحاضر في الصالون أجاب بالقبول ولم يتردد لحظة في تلبية الدعوة وأن الضيف الكبير ذو شعبية كبيرة بالإضافة إلى رؤيته المنهجية والتحليلية في التعامل مع الأمور كافة , وهو عملة نادرة في عالم التاريخ المعاصر , وأن حضوره كان مطلباً ملحاً لرواد الصالون فهو قامة وهامة كبيرة , وأشار دكتور غازي إلى أن هذه الليلة ليلة مميزة وخاصة حيث تشهد بجانب المحاضرة تكريم كوكبة من المثقفين والإعلاميين والفنانين الذين كان لهم أبلغ الأثر كل في مجاله وهم – الأستاذ احمد الشرقاوي (صحفي واعلامي) الأستاذ فتحي الصباح (صحفي واعلامي) الأستاذة مروة السوري محمد (صحفية واعلامية) ثم بدأ ضيف الصالون الكبير الأستاذ الدكتور / إمام غريب عضو الجمعية المصريه للدراسات التاريخية والباحث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بالحديث حيث بدأ بتحية الحاضرين جميعا وتوجه بالشكر العميق لرئيس مجلس إدارة الصالون د / غازي على حفاوة الاستقبال وحسن الترحيب ثم بدأ حديثه عن سبب اختياره لموضوع المحاضرة وهو “الشرق الأوسط والانتخابات الأمريكية” حيث إن هذا الموضوع من الأهمية بمكان نظرا لوجود شخص جديد سوف يحكم الولايات المتحدة الامريكية خلفا للرئيس الحالي المنتهية ولايته باراك أوباما وهو دونالد ترامب ونظرا للعلاقات المهمة والمتشابكة بين الوطن العربي والولايات المتحدة الامريكية وخاصة في ظل هذه الظروف الذي يمر بها العالم حاليا ثم بدأ باستعراض تاريخ العلاقات العربية الامريكية عن طريق سرد لبعض المحطات المهمة بين الجانبين حيث تحدث بداية عن الدور الذي قام به وما زال يقوم به الكيان الصهيوني في تاجيج الصراع في المنطقة وان الدور الأمريكي ليس بمنأى عن هذا الموضوع فبدا الحديث عن مؤسس الدولة الصهيونية وهو تيودور هيرتزل المتوفي عن عمر ناهز ال 44 عاما والذي حضر مؤتمر بازل في سويسرا عام 1896 عندما كان يبلغ من العمر 36 عاما حيث ذكر هيرتزل في هذا المؤتمر وبشر بقيام دولة إسرائيل بعد 50 سنة تقريبا من الان وهو ما تحقق بالفعل لاحقا فيما بعد من قيام دولة إسرائيل في مايو من عام 1948 فيما عرف بالنكبة ، ثم تحدث عن محطة أخرى مهمة في تاريخ العلاقات العربية الامريكية وهي اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، التي كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى. وتم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. ولقد تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، ثم تحدث عن الدور الذي قام به وما زال يقوم به حتى الان برنارد لويس وهو من مواليد عام 1916 أي انه يبلغ حاليا من العمر 100 عام وما زال على قيد الحياة من انه قدم مشروعا للكونجرس الأمريكي عام 1983 بضرورة تقسيم وتفتيت العالمين العربي والإسلامي الى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها وهو ما تحقق بالفعل في بعض الدول . وأيضا كانت هناك محطة مهمة في تاريخ العلاقات العربية والأمريكية وهي ابان الحرب العالمية الأولى في ولاية الرئيس الأمريكي ويلسون الذي طرح 14 مبدا عرفت وقتها بمبادئ ويلسون ال 14 التي وصفت بانها مبادئ حق يراد بها باطل واهم بنودها العداء الشديد للعالمين العربي والإسلامي وإعادة تقسيم ثروات المنطقة . ثم تحدث عن محطة مهمة أخرى وهي ماسمي بوعد بلفور الشهير وهو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. حين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان. وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين. يطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة “وعد من لا يملك لمن لا يستحق” لوصفهم الوعد . ثم انتقل ضيف الصالون الكبير الأستاذ الدكتور / إمام غريب عضو الجمعية المصريه للدراسات التاريخية والباحث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الى محطة أخرى مهمة وهي حرب عام 1948 وقيام الدولة اليهودية في مايو من نفس العام فيما عرف بالنكبة وكان وقتها الرئيس هاري ترومان هو رئيس أمريكا وحينما سئل السؤال الشهير لماذا لا تساند العرب في قضاياهم أجاب ترومان بالاجابة الشهيرة أيضا وهي – وهل للعرب أصوات في الانتخابات الامريكية مثل اليهود . محطة أخرى مهمة بعدها بعام واحد ففي عام 1949 حدثت سلسلة من الانقلابات العسكرية على مستوى بعض الدول ولعل اشهرها الانقلاب الذي حدث في سوريا وكان بواعز صريح ودعم من الولايات المتحدة الامريكية الذي أدى الى وصول حسني الزعيم الى سدة الحكم في سوريا في ذلك الوقت .

> ثم ناتي الى محطة اخري عام 1956 التي كانت نقطة فارقة ومهمة في تاريخ العلاقات العربية الامريكية حيث حدث تقارب على استحياء بين مصر والولايات المتحدة الامريكية ولكن لم يعززها ويوطدها من كان يحكم أمريكا في ذلك الوقت وهو الرئيس ايزنهاور ، ثم جاءت محطة ولاية الرئيس الأمريكي جون كيندي حيث كان هناك تقارب الى حد ما بينه وبين الرئيس المصري جمال عبدالناصر من خلال بعض الدعم النقدي والعيني من الولايات المتحدة الامريكية لمصر الامر الذي لم يدم طويلا نظرا لاغتيال الرئيس الأمريكي جون كيندي على ايدي جماعات صهيونية . ثم جاءت محطة أخرى ابان ولاية الرئيس الأمريكي ليندون جونسون الذي كان متعصبا بشكل واضح وصريح للكيان الصهيوني ولاسرائيل الامر الذي مهد لحدوث نكسة 1967 وهي احتلال إسرائيل لاراضي عربية . بعد ذلك نجد محطة مهمة جدا في تاريخ العلاقات العربية الامريكية وهي انتصار السادس من أكتوبر من عام 1973 ثم مرحلة معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ابان ولاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والرئيس المصري محمد أنور السادات لتتوالى بعد ذلك المحطات المهمة بين الجانبين العربي والامريكي مرورا بمرحلة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان ثم مرحلة بوش الاب والابن واحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ثم مرحلة ولاية الرئيس بل كلينتون وحتى ولاية الرئيس باراك أوباما والذي اتضح من خلال كل هذه المراحل ان السياسة الامريكية تجاه العرب سياسة ثابتة ولا تتغير وهي الانتصار للمصالح الخاصة بالولايات المتحدة الامريكية وحليفتها في المنطقة إسرائيل على كل ما هو عربي واسلامي . ثم تطرق ضيف الصالون الكبير الأستاذ الدكتور / إمام غريب عضو الجمعية المصريه للدراسات التاريخية والباحث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بالحديث عن أسباب فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الامريكية على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون فذكر ان الولايات المتحدة الامريكية عبارة عن 50 ولاية منها 11 ولاية تسمى بالولايات المتارجحة وهي التي لا يعرف انتماءها بصورة مؤكدة هل هي تميل للحزب الديمقراطي ام الى الحزب الجمهوري وان القوة التصويتية لهذه الولايات ال 11 قوة كبيرة لا يستهان بها اذ يبلغ عدد اصواتها في المجمع الانتخابي 146 صوتا وكان تركيز ترامب في حملته الانتخابية على هذه الولايات التي ثمثل الى حد كبير الداخل الأمريكي الأصيل ، كما ركز ترامب أيضا في حملته الانتخابية على ضرورة بناء أمريكا وليس الصرف على الدول الخارجية ، وأيضا حديثه عن بناء جدار عازل يفصل أمريكا عن جارتها الجنوبية المكسيك نظرا لتسلل المهاجريين غير الشرعيين من المكسيك الى الداخل الأمريكي وهو ما لاقى استحسانا كبيرا لدى الناخب الأمريكي لما يمثله هذا الخطر الداهم من الهجرة غير الشرعية على المواطنين الأمريكيين ، كما ان السبب لخسارة كلينتون، يكمن في أن كثيرا من الأمريكيين ربطوا بين شخصيتها وبين الركود والمبادئ القديمة للسياسية، الأمر الذي عززته معارضة الناخبين لتكرار حكم العائلات في الولايات المتحدة، لا سيما بعد السابقة التي مثلتها فترة حكم بوش الأب وبوش الابن وبالتزامن مع ذلك، اعتبر الأمريكيون دونالد ترامب، نظرا لعدم مشاركته في الحياة السياسية سابقا وخطابه الحاسم الذي وصفه كثيرون بالصريح، رمزا لفترة التغييرات القادم كما ان دعم السكان البيض من الطبقة الوسطى لترامب رجح كفته بشكل كبير أما السبب الأكثر أهمية لفشل كلينتون ونجاح ترامب، فيكمن، وفقا للأغلبية الساحقة من الخبراء والمحللين المختصين في شؤون الحياة السياسية الداخلية بالولايات المتحدة، في تمكن المرشح الجمهوري من الحصول على دعم كبير من قبل السكان الأمريكيين البيض المتوسطي التحصيل العلمي والدخل المالي، والذين استحوذ عليهم شعور بالخيبة من تداعيات العولمة وفي وقت حصدت فيه كلينتون أصوات المواطنين الأمريكيين في أغنى ولايات البلاد، وخاصة كاليفورنيا، جذبت حملة تامب الانتخابية العديد من الأنصار في المجتمع الأمريكي، بسبب تعهداته بتغيير مبادئ اقتصاد الولايات المتحدة، ورفع مستوى معيشة المواطنين الأمريكيين من الطبقة الوسطى، من خلال التخفيض الحاد للضرائب وخلق فرص عمل جديدة من أجلهم، عبر جعل أكبر الشركات الأمريكية تعيد المصانع والمكاتب من الدول الأجنبية إلى الولايات المتحدة ومن ضمن أسباب خسارة كلينتون ان بعض الناخبين اعتبروها امتدادا لاوباما في سياساته المتخبطة في العالم وأيضا تركيز الاعلام ومراكز استطلاع الراي على فوز كلينتون الامر الذي أدى الى التصويت العكسي وهو ما صب في مصلحة ترامب ، أيضا موقف ترامب من مكافحة الإرهاب وبالأخص تنظيم داعش الإرهابي ثم بدات بعد ذلك المداخلات من السادة الحضور التي ثمنت عاليا موضوع الندوة وأكدت على الأهمية القصوى لعنوان ومحاور المحاضرة وخاصة في هذا التوقيت الحرج التي تمر به الامة العربية بل وان البعض طالب بتكرار حضور ضيف الصالون الكبير للاستفادة من خبراته الطويلة في مجال الصراع العربي الإسرائيلي والدور الأمريكي المهيمن في المنطقة بأكملها ثم اختتم ضيف الصالون الكبير الأستاذ الدكتور / إمام غريب عضو الجمعية المصريه للدراسات التاريخية والباحث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بالشكر الحار لرئيس مجلس إدارة الصالون د/ غازي زين عوض الله المدني على حفاوة الاستقبال

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى