فن

.ندوة الفنان “خالد أبو النجا” ضمن فعاليات “الأقصر للسينما الأفريقية”

إعلان

كتب:وليد شفيق

 

عدسة :محمد يحيى .

 

 

اقيمت اليوم ندوة للفنان المصري “خالد ابو النجا، وذلك عقب عرض فيلمه “جمهورية ناصر ” والذي يقوم به بالأداء الصوتي لشخصية “جمال عبد الناصر” ، وذلك ضمن فعاليات “الأقصر للسينما الأفريقية” .

 

وقد بدأت الندوة الحوارية بحديث “أبو النجا” عن دوره بالفيلم ، والمصاعب التي واجهته في تصوير الفيلم ، ثم أطرد متحدثا عن الجوانب السلبية في حياة الراحل “جمال عبد الناصر” ، وعن المساوئ التي شاهدها “أبو النجا” بقرى ونجوع الريف والصعيد .

 

فيلم  «جمهورية ناصر.. بناء مصر الحديثة»، عمل رصين متعمق، يعبر فى «٨٠ دقيقة» عن رؤية كلية لثمانية عشرة عاما، هى زمن قيادة وملحمة ناصر.. وقد جاء الموقف والتقييم العام للفيلم إزاء تجربة و«جمهورية ناصر» إيجابيا بوضوح.. ولهذا الموقف للفيلم، جنبا إلى جنب قيمة الإتقان والاقتدار الفنى والجمالى فإن تقييمنا العام أيضا للفيلم إيجابى.. باستثناء ملاحظات سلبية محدودة أو تحفظات محدودة، أهمها: عدم التدقيق الكافى فى مناقشة قضية «جمهورية ناصر والديمقراطية»، وفيما يتعلق بحرب اليمن، وفيما يعرف بواقعة «خميس وبقرى».. كما كان الأمر يستدعى تأنيا، فى تقديم حرب الاستنزاف الخاتمة الكبرى لملحمة ناصر، واستخلاص مغزاها وقيمتها.. لكن الفيلم كان مميزا وممتازا فى تقديم «ظرف وضرورة قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، والجلاء وتحرير مصر، وتأميم قناة السويس، والتصدى الباسل والمقاومة لعدوان ١٩٥٦، وباندونج وقيادة تكتل عدم الانحياز والدور المشترك لعمالقة وفرسان العصر، إلى جانب ناصر: نهرو وتيتو وشواين لاى وغيرهم، مما لخصه تيتو يوما: «نحن ضمير العالم، وملحمة البناء العظيمة للسد العالى، وتحويل مجرى نهر النيل، والمساعدة التى لا مثيل لها لحركات التحرر، وناصر وأبعاد قضية العدالة الاجتماعية، وتوزيع الأرض على الفلاحين، وحقوق المرأة وتعليمها وعملها، والتعليم ومجانيته وتكافؤ الفرص والرعاية الصحية الشاملة، والنهضة الواضحة الكبرى فى حقول الثقافة والفنون».. مع تركيز الفيلم طول الوقت على صدق وعمق المحبة غير العادية وغير المحدودة تجاه ناصر، لدى الجماهير المصرية بل العربية ككل، سواء فى سوريا حيث تقوم الوحدة معها فى ١٩٥٨ أو فى كل قطر ومكان عربى، بالإضافة إلى مكانة عبدالناصر الخاصة فى نظر وقلوب أبناء الشعوب بالذات فى القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وحيث نشاهد لقطات ومشاهد وثائقية، منذ أول فصول ملحمة الثورة، إلى حشود ٩ و١٠ يونيو عقب عدوان ١٩٦٧ وخطاب التنحى، ثم حشود الوداع التى لا مثيل لها من قبل أو بعد فى ١٩٧٠، بل وصولا إلى رفع صور ناصر فى ميدان التحرير وكل ميادين الثورة منذ ثورة يناير ٢٠١١. لقد مزج الفيلم ببراعة على امتداده، بين اللقطات الوثائقية الحقيقية، التى تؤكد قيمة ومنجزات جمال عبدالناصر وثورته فى كل هذه المجالات، ومشاهد فى الحاضر تستمع إلى مواطنين مصريين وفلاحين من كفر الدوار إلى أسوان صورها كمال عبدالعزيز، وبين عدد من شخصيات عامة استضافها وتحدثت فى قضايا التجربة والعصر المختلفة.. وتنوعت ما بين الوزير المتميز فى عصر عبدالناصر محمد فايق وهو فضلا عن مهامه فى الإعلام صاحب دور تاريخى رائع فى قضايا التحرر الوطنى الإفريقى ومساندتها «وقد كان حاضرا بنفسه فى الندوة التى أعقبت عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى»، ونجلة القائد الدكتورة هدى عبدالناصر، معبرين عن رؤية موضوعية من قلب وفى صف التجربة، مرورا بأصحاب رؤى رصينة مثل الدكتور جلال أمين وهانى شكر الله، وصولا إلى الذين يحملون رؤية انتقادية لاذعة لجوانب فى التجربة الناصرية وعلى الأخص من موقع يسارى ماركسى مثل الدكتور جودة عبدالخالق والشاعر زين العابدين فؤاد وبعض القيادات العمالية الشيوعية.. ولعل أغرب ما ذهب إليه هذا الاتجاه هو تحميلهم عصر عبدالناصر أخطاء للعهود اللاحقة وحتى الآن (على طريقة الستين سنة الأخيرة من الحكم العسكرى الذى أسسه عبدالناصر!!).. وخصوصا فى قضية الديمقراطية، التى أهدر عبدالناصر فرصتها، فى نظرهم، وبطبيعة الحال خصوصا منذ «أزمة مارس ١٩٥٤»!!.. كأنما لم يمر على رحيل عبدالناصر ما يقارب الخمسين سنة!! متجاهلين أن فترة عبدالناصر هى فترة ثورة، وبتعبيره الذى أكده مرارا مرحلة «تحول» و«انتقال»، ومن الطبيعى أن تكون لها خصوصيتها، ومتجاهلين أن كل العهود التى أتت من بعده هى عهود انقضاض على ثورة ٢٣ يوليو وأنظمة ثورة مضادة، ومتجاهلين أن جميع الدول التى تحررت من الاستعمار فى عصر عبدالناصر لم تنتهج صيغة الحياة الحزبية، وأنه لو وجد استثناء فإنما ليؤكد القاعدة، ومتجاهلين أنه لو أجريت انتخابات فى مارس ١٩٥٤ لما جاءت إلى الحكم إلا بأحد أطراف الحلف الذى تجمع آنذاك لإجهاض الثورة كبشوات النظام القديم (مثل وفد سراج الدين) .

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى