مقالات

كنا خير أمة عندما”!!!!

إعلان

 

دكتور سمر إمام : تكتب

****كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ

لِلَّناسِ تأْمُروُنَ بِالْمَعْرُوفِ

وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه وَلَوْ آمَنَ أهْلُ

الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ

الْمؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ

الْفَاسِقُونَ ****

تعد الأخلاق بالنسبة للأمم عاملا في بقائها ، ومصدر رفعتها وعزتها .
وقد ربط الشعراء بين بقاء الأمم وزوالها ووجود الأخلاق في حياتها من عدمه ،فهذا شوقي يقول:
إنما الأمم الأخلاق مابقيت …..فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

أما إسلامنا الحنيف فقد أولي الأخلاق الإهتمام والرعاية الخاصة فقد جعل صلي الله عليه وسلم من دوافع بعثته إتمام الأخلاق فقال :

(إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاقي )

كما قال:(إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ).

كما قال:(إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)

كما قال : (مامن شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق)

وتؤكد جميع الشواهد أن المجتمع المصري يعاني من أزمة حقيقية في مختلف القيم والأخلاقي ، بالدرجة التي يمكن القول بأنها أصبحت تمثل شوكة في ظهر الوطن .

وبالتالي فإن مايعانيه الوطن من أزمة أخلاقية يعد تحديًا يجب مواجهتة بآليات تتناسب مع حدة هذه الازمة.

وعلي سبيل المثال لا الحصر تعاني منظومة القيم الدينية من خلل واضح بات فيه استغلال الدين استغلًا يسئ إليّ قيمته وأخلاقه ، كما أصبح التركيز علي الشكل والبعد عن جوهر الدين الحقيقي ومايحث عليه من عدل ورحمة وتوظيف القيم الدينية إليّ ماينفع الناس في دنياهم وآخرتهم .

ويذكرني الآن قول أحد كبار رجال الماسونية : حينما قال (كأس وغانيه تفعلان بالأمة المحمدية مالايستطيع فعله ألف مدفع

فأغرقوها في حب المادة والشهوات)

ولذلك فلقد عمد أبناء صهيون علي إغراق الامة المحمدية في حب الشهوات والملذات مستعينين بالمرأه التي كان من المفترض أن تكون الأم التي تنشئ أبناءها علي القيم والأخلاق بدلًا من إغراق الأمة في حب المادة والشهوات.

أما القيم الاجتماعية

التي من المفترض أن تحافظ علي قيم وأخلاقيات الأسرةالمصرية وتعمق التراحم والأخوة بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد المجتمع فهذه القيم باتت تعاني من خلل واضح علي كافة المستويات بين الآباء والأبناء
والأخوه والأخوات
فضاعت معها فضيلة أحترام الكبير ورحمة الصغير وغياب القدوه والمثل الاعلي فانهارت معها قوة الترابط والتماسك والتسامح بين أفراد المجتمع.

أما القيم الثقافية
والتي كان من المفترض أن تعمل علي حفظ ثوابت هذه الأمة وحفظ موروثها الثقافي وتأصيل مبادئ الحب والخير والحق والعدل نجد ان هذه القيم تعاني في الوقت الحاضر من عشرات السلوكيات والممارسات ما يفرغها من مضمونها بل ويفقد الثقافة رسالتها الإنسانية فيفقد المجتمع تماسكه ووحدته .

إما بالنسبه للقيم الاقتصادية
التي تحولت إليّ عمليات سلب ونهب وإستغلال نفوذ وفساد للذمم واستهداف مزيد من الغني والثراء الفاحش علي حساب الفقراء في بلدٍ يسيطر عليه المادة وإنعدام الضمير الأخلاقي وإعطاء الفرص للأجانب علي حساب صاحب البلد الأمر الذي نطلق عليه اسم (عقدة الخواجة ).

كل هذه الأمور أدت إليّ مانراه الآن من اختفاء للطبقة المتوسطة التي كانت بمثابة رمانة الميزان للمجتمع المصري،وظهور طبقة جديدة من رجال الاعمال التي سيطرت علي مفاصل الدولة ومفاتيحها الأمر الذي جعل أبناء الوطن من الشباب يفتقدون روح التحدي والإرادة بحثاً عن الثراء السريع دون تعب أو مجهود .

أما بالنسبه للقيم السياسية
فحدث ولا حرج علي من نطلق عليهم النخب السياسية فهم يقولون مالايفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون
يخدعون ويزيفون الحقائق ويتقلبون في المواقف ويعقدون الصفقات مع من يختلفون معهم أيديولوجيًا لا لشئ وإنما لتحقيق مصالحهم الخاصة مبتعدين تمامًا عن مصلحة الوطن .
فقد لعبوا دوراً كبيرًا في إفساد حياة الناس وتعميتهم عن الحقائق وإدخالهم في صراعات مفبركة لاطائل منها إلا أهدافهم الشخصيه
لعنهم الله وأنساهم أنفسهم ،كما سعوا لخراب هذا الوطن .

أما بالنسبه للقيم العلمية

ومايتعلق بها من

أخلاقيات فيكفي بِنَا أن نشير إليّ السرقات العلمية وعدم تحري الدقة في البحوث العلمية وإستخلاص النتائج المفبركة الأمر الذي يجعلك تفقد الثقة في كل ماهو موجود سوء ً كان مؤيدًا بالدليل او غير ذلك .

الآف المظاهر والسلوكيات والأخلاقيات التي تكشف عن وجود أزمة حقيقية في منظومة القيم الأخلاق في المجتمع ،أزمة لايعرف مداها إلا الله .
ولن يستطيع احدا أن يكشف هذه الغمه إلا أبناء هذا البلد أنفسهم حينما تعود المرأه إليّ بيتها وتحتضن أبناءها وتنشئهم علي مكارم الأخلاق

وحينما يرجع المعلم إليّ سالف ذكره في أن يعلم ويربي النشء ويكون لهم بمثابة القدوة الحسنة

وعندما ترجع الضمائر لقلوب أصحاب الفكر والقلم كي يغرسوا في أبناء هذه الوطن القيم والمثل النبيلة بدلًا من بث العداوه والبغضاء والكراهية وإثارة الفتن وتحريك الشهوات في نفوس الشباب .

حمي الله مصر ورعاها من كيد الحاقدين وأفك الظالمين .

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى