منوعات

غياب دور المؤسسة النقدية في التأثير الإيجابي على النص الأدبي واالإصلاح الإجتماعي

إعلان

خاص ع المكشوف

غياب دور المؤسسة النقدية في التأثير الإيجابي على النص الأدبي واالإصلاح الإجتماعي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الناقد الأدبي دور مهم وفق المعيار المجتمعي الخلقي والديني والبيئي جنبا إلى جنب بجوار علمه التخصصي، ولم يكتف حتما بفتح البطن، فتح البطن من قبل الجراح ليس للفرجة أو لاستبيان جغرافي ولا للإلتقاط الطبوغرافي الذي لا يترك أثره إلا لمجرد مشاهدة الجرح، ولكنه بالطبع ليسجل تسجيلا مهما، وهو غياب دور المؤسسة النقدية الأدبية في نواحي ومجالات عديدة، وتوغلها بدارسة النص الأدبي من الناحية الشكلانية في كل مراحلها، وهي غافلة تماما عن دراسة النص الأدبي وعلاقته بالمجتمع والبيئة، وأسباب نشأته الشكلانية والمضمونية كفكر وثقافة مجتمعية، وهذا يعبر أشد التعبير عن قصر الرؤية والعلمانية الكاملة لدى الناقد الأدبي المعاصر، وأرى أنه لا يكفي أن تنصب رؤية الناقد وقراءته للنص الأدبي على مدى قدرة واحترافية النص الأدبي كجنس أدبي مكتمل العناصر في حدود الشكل والفكرة والموضوع، ولكن لابد أن يضع الناقد في اعتباره أنه مسؤول عن النص الأدبي بعد خروجه مسؤولية كاملة من نواحي عدة، وهي دراسة النص من ناحية تأثيره على المجتمع، وإلى أين يجرفه هذا النص بما جاء عليه من خلال أفكاره ولغته وشكله ومضمونه، ويكون الناقد له الحارس الأمين الرقيب المعلم المرشد، إذ أن الناقد الأدبي الحديث هو الإمام الفقيه الذي يرشد المصلي ويدله ويصلح ما إعوج من نهج عبادته، هو رقيب متخصص في الأدب، وهو رقيب يمثل ضمير المجتمع، ولا يجب أن ينفصل هذا عن ذاك، ولا يغفل أنه ضمير المجتمع بمعتقده وعاداته وسلوكه، وإن هذا من أولويات مهامه بما يجيزه علمه، وإلا ما دور الأدب في تأثيره الإيجابي على المجتمع، ولا يجب أن ننحدر بالأدب على أنه أداة للتسلية، أو أداة للتعبير الحر بلا ضوابط أخلاقية أو دينية أو معتقدية، وينحو نحو التعبير الشاذ عن المختلين عقليا وعرايا الأخلاق والدين، ولا ينبغي للمبدع أيا كان أن يغلق رؤيته على حدود هواه وهواجسه الخاصة الخاصة التي تطمس الرؤية عن أحوال المجتمع بشكل عام، لأنه يسجل مراحل الإنسان والتاريخ في عصر من العصور، ويرمز لبيئة بعينها وفكر سائد فيها، ولهذا ينبغي العودة إلى ترجمة وفهم الأديب بوصفه المعلم والحكيم والمميز في أمته بالإطلاع والحكمة، والمبدع الذي لا يرتقي بخلقه وعلمه إلى المعنى الذي أعنيه بمفهوم لكلمة أديب لم يكن مبدعا على الإطلاق، وإن ما وصلنا إليه من تردي من نصوص تدعي حرية الإبداع بتقيّؤها علينا بما في بطنها من خلاعة وإسفاف ولغة أهل الدعارة تجرفنا إلى تيار الإلحاد والكفر والمجون، وتفتقر إلى اللغة البليغة الأديبة، ما هو إلا تعبيرا عن جهل ثقافي ومعرفي، وجهل كتاب اليوم ومدعين الثقافة، والجري وراء “التوك شو” آفة العصر في حب الظهور وتسيد المشهد العام فيما نراه على التلفاز والميديا والجرائد والآن في الأدب والكتب الأدبية، هو تعبير عن مارثون لأكبر قدر من الفجاجة والخلاعة والجرأة وقلة الأدب، هو تعبير عن انحدار الإنسان
خلاصة القول أن من مهام الناقد الأدبي الحديث، دراسة بيئة النص ودراسة كاتبه وفق معيار ضمير مجتمعي.. وعلينا أن نأخذ هذا المثل: لو أن الطب الناقد لم يجرّم بيع الأعضاء البشرية لاختلت الموازين البشرية وأصبح الطبيب خالق، وتركت المسألة لأهواء وجنون الفاسدين فيه، وتجرّأ البعض ليخلق إنسانا بادعائه أنه الخالق، إذن العلم له حدود كما الإبداع له حدود وضوابط أخلاقية ودينية ومجتمعية، وهذا دور الناقد الرقيب.
بقلم الناقد / مختار أمين

صورة ‏احمد منصور الخويلدي‏.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى