مقالات

غياب القُدوة والحنين إلى الزمن الجميل

إعلان

 

كتبه / محمد رفعت زغابير

 

للأسف الشديد يُعانى مجتمعنا فى السنوات الأخيرة من غياب مُصطلح فى غاية الأهمية والخطورة وهو ” القُدوة ” . فإذا نظرنا من حولنا إلى كافة مجالات الحياة الآن سنجد أنها تفتقد إلى وجود القُدوة في معظم المجالات .

 

 

فى المجال الديني والثقافي والإعلامي والرياضي والفني ، وأشعر بالأسى والحزن لأنني عايشت فى فترة ليست بالبعيدة نماذج رائعة فى هذه المجالات وكانت تُشكل بالفعل روح المجتمع المصري ووجدانه بالكامل .

 

 

شاهدنا البرامج الدينية التى كنا نشعر معها بالراحة والهدوء النفسي نجلس نستمع ونشاهد ونتلقى العلم من شيوخ عظماء يقومون بتبسيط المعلومة بدون غلو أو تشدد .

 

 

ولنا في الشيوخ : الشعراوي – الباقوري – عبدالله شحاته – عطية صقر- أعظم مثال .

 

 

استمتعنا بالبرامج الحوارية التى تستضيف قمم الأدب والثقافة والعلم على سبيل المثال : يوسف السباعي – توفيق الحكيم – إحسان عبد القدوس – نجيب محفوظ – مصطفى محمود .. وغيرهم كثيرون ، وفي نفس البرامج استمتعنا بمُقدم برنامج يتمتع بالأدب والإحترام لضيف البرنامج أمثال : محمود سلطان – أحمد سمير – طارق حبيب – ليلى رستم وغيرهم وكنا نستمتع فى النهاية وننهل من بحر المعرفة والثقافة والعلم عكس مانراه الآن من تراشق بالألفاظ وغياب الإحترام المتبادل فى البرامج وأصبح فقط اللهث وراء الربح المادي من الإعلانات وإثارة المشاهد وعرض الفضائح هو هدف معظم البرامج إلا من رحم ربي للأسف الشديد .

 

 

 

شاهدنا الأخلاق فى الملاعب الرياضية ومباريات كرة القدم واستمتعنا بنماذج محترمة مُخلصة من اللاعبين يتمتعون بالأداء العالى والموهبة الفذة والأخلاق الرياضية أيضاً ،استمتعنا بالروح الرياضية بين جميع الأندية ، استمتعنا بصالح سليم وطه بصري وحماده إمام والشاذلي وعلى أبوجريشه والخطيب وحسن شحاته ورييع ياسين وأحمد الكأس وغيرهم كثيرون ، واستمتعنا أيضاً بمعلقين على المباريات من العيار الثقيل أمثال محمد لطيف وحسين مدكور وميمي الشربينى والجوينى وبكر.

 

 

أما ما نعيشه الآن للأسف الشديد لا يمُت بالرياضة والروح الرياضية بأدنى صلة .

 

نرى فقط سباب وتراشق بالألفاظ طول الوقت نرى تعصب أعمى واحتقان بين الجماهير نرى قتلى للأسف الشديد منها ضحايا بورسعيد، والدفاع الجوي فى المدرجات نرى أشباه لاعبين يلهثون وراء المكسب المادى فقط نرى منظومه رياضية في منتهى السوء للأسف الشديد .

 

 

استمتعنا بالفن الراقي سواء فى المسرح أو الدراما التليفزيونية أو على شاشات السينما أو على مستوى الغناء والموسيقى .

 

 

استمتعنا بأداء يوسف وهبي الراقى ومحمود مرسي والمليجى وفريد شوقي وحسن عابدين ، وضحكنا من القلب على الإبداع الكوميدى لكل من : نجيب الريحانى واسماعيل ياسين وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي .

 

 

كنا نُبحر فى كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي وموسيقى عبد الوهاب الراقية .

 

 

استمتعنا بإحساس عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وإبهار فيروز الغنائي ..وغيرهم كثيرون .

 

 

أما الآن وللأسف الشديد فلا نرى ولانسمع إلا كل ماهو مُبتذل فالإسفاف يُسيطر وبقوة على كل شئ والنماذج السيئة هى التى تتصدر المشهد على مختلف الأصعدة والكل يلهث وراء مكسب مادى رخيص ولا أحد يهتم بالفن الراقي إلا النادر جداً .

 

 

أشعر بحنين شديد إلى الزمن الجميل بكل ماتحمله الكلمة من معنى . أشعر بحنين إلى القُدوة فى مجتمعنا الآن .

 

 

أفتقد بشدة لكل ماهو راقي وجميل لكل ما يمس الوجدان والقلب لكل مايبعث على الراحة النفسية والهدوء فى ظل الصخب الشديد الذي يدور من حولنا في حياتنا اليومية .

 

 

افتقد لقيمة كبيرة تقول كلمة ” عيب ” لكل مايدور حولنا .
وأنا اتساءل من المسئول الحقيقي عن غياب القُدوة فى حياتنا ؟ واترك لكم الإجابة .

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى