منوعات

عنايات” عجوز ملوي .. عندما تعدم الانسانيه

إعلان

 

المنيا: احمد الازهرى

عندما تجعل الاقدار من نفسها مركبا دون شراع وبحرا للحياة بلا مرسى وحينما يبلغ الإنسان من الكبر عتيا.. يعيش كما لو كان ضيفا في هذه الدنيا ينتظر رحيله عنها إلى عالم لا ظلم فيه ولا هوان.. عالم تصبح فيه كرامة الجسد قدرا حتميا تحت الثرى.

ويبدو أن الموت ربما يتحول إلى حلم لدى من فقد في الحياة من يحنو عليه أو يربت على كتفه بعبارة طمأنة أو مواساة كأقل ما يجب تقدمه لإنسان تلخص عبارة ” الستر” كل مطالبه في الحياة..

لكن “عنايات عبد الحكيم”.. تلك السيدة الصعيدة ، والتي تجاوزت التعسين من عمرها.. تأبي كرامتها إلا ترديد عبارة : الحمد لله” شكرا لربها على حياتها تحت أي ظرف.. وفي مركز ملوي بالمنيا تجلس راضية بقضاء الله.. بينما تسطر تجاعيد وجهها عقودا طواها الزمن من عمرها.. فيما لم يتدخل مسئول لمجرد حتى سؤالها عن حالها الذي لا تخطئه عين.

ربما مر عليها وهي في الشارع تفترش الأرض مسئولو الوحدات المحلية والتضامن الاجتماعي مرور الكرام دون أن يقدموا لها ابسط أنواع الحياة الكريم.. فهذه المسنة لا تمتلك من حطام الدنيا سوي ” زجاجه بلاستيكيه.. وغطاء خفيف عساه يحميها من صقيع الشتاء القارص… كانت ترتعد بردا ، وسط اقمشة ممزقة في نهاية حارة صغيره.. والأشد ألما أنها تعاني أمراضا عديدة في هذه السن.

«الحمد لله.. ربنا كبير.. ربنا موجود.. الستر من عندك.. أنا نفسي أكل وأعيش مكرمه لحد ما أموت.. العمر مش فاضلة حاجة تانى» تلك الكلمات التي خرجت مصحوبة بالدموع.. كانت واقعا قاسيا، تعيشه سيدة ربما تسوق الأقدار إليها مسئولا ينظر بعين الرحمة قبل أن تفارق الحياة.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى