بورصة الراي

عشوائيات الضمير

إعلان

بقلم د. مي مجاهد

 

 

للأسف يشهد مجتمعنا العديد من المظاهر السلبية والتي تفشت في البلاد ومن قبلها في الأنفس حينما غاب عنها الضمير .

 

 

والمحزن في الأمر وجود من يبارك ويهلل بل ويدافع باستماته عن المخطئ بينما يرمي بكل اللوم على مصحح تلك الأخطاء بكل تفاخر فبأي مقياس تزنون الأمور ؟.

ولا نجد خير دليل علي واقعنا الأليم من ما يصاحب نقل قاطني المناطق العشوائية بكل سلبياتها إلى مساكن بديلة يستشعر فيها الفرد بأدميته وهو ما ينادي به القاصي والداني في كافة الأبواق عن حقوقهم المسلوبة ، فنجد بعضهم بدلاً من الإسراع في النقل يحارب وبكل قوة وضراوة أجهزة الدولة بل واحياناً يقاتلها يسانده في ذلك الموقف المجّرم قانوناً والمتنافي مع كافة الأديان والمواثيق ، شلة الهتيفة على السوشيال ميديا وقنوات الخراب من منّ يملكون القدرة علي قلب الحقائق بإمتياز ليظهر المعتدي صاحب حق وتظهر الدولة بمغتصبة حقوق الغلابة وينقلب المواطن على نظام دولته لتحل الفوضى والدمار في مساعيهم المستمرة لإفشال الدولة المصرية .

 

 

وبينما يسارع المواطنين في التخلص من مرار العشوائية تجد اقوال الرافضين للنقل علي النقيض ومنهم مثلا قاطني الخرابة مول كما يطلقوا عليها بالقطامية وهي وحدات سكنية كانت مخصصة للمتضررين من زلزال 1992 أحتلتها الأهالي بدون وجه حق بكل بلطجة علي الرغم من عدم انتهائها أو توصيل مرافق بها وتم تحويلها لخرابة بكل ما تحويه الكلمة من معني لنرى مدى إنعدام الضمائر وتزييف الحقائق:

 

– إحدى قاطني المنطقة تقول: “أتيت إلي هنا لما الجيران أخبروني أن هناك شقق خاوية بالقطامية تعالوا اسكنوا ولا هتدفعوا إيجار ولا حاجة” منذ 8 سنوات، وبالتحديد منذ ثورة 25 يناير 2011 ، حيث إنتقلت من داخل شقة بحي الشرابية، إلي شقتين بالمساكن المهجورة حيث أقامت في واحدة، والأخرى أقام فيها نجلها وأسرته ( يا سلام على الفجر ).

 

 

– أحد سكان منطقة تعديات القطامية: “أنا جيت المكان مع أسرتي بعد ثورة يناير كان المكان مهجور ولا يوجد به كهرباء أو خدمات صرف صحي حيث بدأنا بتوصيل الكهرباء بأنفسنا علي أسطح العمائر من كبينة رئيسية علي الشارع العمومي خارج المساكن ، كما تمكنا من تنظيف البالوعات وتوصيل الصرف بأيدينا” ( الصراحة عداك العيب ).

 

 

وبينما أعلنت لجنة الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، بدء المرحلة الأولي في نقل ساكني عشوائيات القطامية لمساكن بديلة بحي الأسمرات تباري بعضهم وقاتلوا في التمسك بالمكان والإستماتة في الدفاع عن ما لا يملكون من الأساس، ناهيك عن حالة العقارات المزرية و أطنان القمامة التي تحاصرها والمتواجدة بشوارع غير ممهدة مازال بها آثار لعمليات الحفر والبناء ولكنها بإختصار ببلاش.

 

 

مشروع القطامية ليس الأوحد الذي يجسد وبوضوح إنفلات الأخلاق وتدني القيم التي كانت تميز هويتنا المصرية، وخاصةً في ظل الانفلات الأمني التي كانت تعيشه البلاد بعد ثورة 25 يناير والتي أفرزت وللأسف أسوأ مافينا ولازالت الدولة تعالج وتقوم آثارها حتي الآن التي أصابت الوطن وقاطنيه.

والسؤال
إذا ما كانت الحكومة مسئولة عن المواطن بإعتبارها المنوطة بتحقيق الأمن وتوفير حياة كريمة له فمن هو المسئول عن تقويم عشوائيات الضمير لمن غاب عنهم وبكل أسف مفهوم ومعنى كلمة وطن ؟.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى