أخبار مصر

شمعة ميلاد الكاتدرائية الجديدة

إعلان

كتبت : مي مجاهد


لأنك أنت يا رب سوف تضيء شمعتي والتي بدأت متوهجه تريد أن تؤدي دورها التي وجدت من أجله شعارها المحبة والإخاء والتسامح أنارت وأستنارت بمن حولها تستمد طاقتها من باقي تلك الشموع التي حولها والتي لا يعلم سرها إلا الله وتمتمة أصحابها في خشوع .


شموع أضاءت في الظلام وسط تراتيل وترانيم واجراس الميلاد المجيدة حيث امتلأت الساحات بالأطفال يلهون في أمل وتفاؤل وتعالت ضحكات الجميع في سعادة قبل أن تبدأ الصلاة ليس فقط في الكنائس المعتادة بل أضاءت بالأمس لأول مرة في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة والتي شيدها من وقفوا أمامها منذ أيام يصلون لرب هذا الكون وخلفهم يعلوا الصليب تلك الصورة التي رأيناها جميعا لتعبر بكل بساطة عن الهوية الوطنية المتميزة لمجتمعنا المصري العريق وهم يتلون آيات الذكر الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم :
« إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ».


و بالأمس أقيمت الصلوات المقدسة بداخلها لأول مرة خارج أسوار العباسية منذ 52 عاماً ، لتعلو آيات الكتاب المقدس:
فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا ٌ».


اليوم ليس فقط تحدي الوطن الصعاب بل تفوق على نفسه ليثبت للكافة أن الشعب المصري رجال مهما كانت الظروف يواصل الليل بالنهار ليحقق الإنجاز، ويؤكد لمصر أن رجالها مسلميها و أقباطها قادرون على العمل والتحدى مهما كانت الصعاب.


إقامة القداس أمس ليس فقط درسا في الوفاء والعهد ولكنه كما قال قداسة البابا تواضروس
«إن الصلاة والوجود فى هذه الكنيسة فى هذا العيد يعد رسالة لكل العالم عن مصر، التى تتقدم نحو المستقبل بخطوات واثقة».
رسالة تعكس مدي تماسك المصريين، والتأكيد على فشل كل المحاولات الخبيثة للوقيعة بين الشعب المصري فهو يعي جيدا أن الطريق الوحيد لصد الإرهاب وقوفه صفًا واحدًا فى مواجهته وقد كانت أحداث حلوان الأخيرة خير تدليل على ذلك .


فبينما مر عام على إعلان السيد الرئيس بكل شموخ بناء أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط بل والصلاة بداخلها في قداس الميلاد المجيد الماضي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية كأول مرة في تاريخ مصر الحديث يحضر الرئيس بشخصه وليس مندوب عن الرئاسة المصرية وأنه أول المتبرعين لبناءها في مثال واضح للمواطنة و الإنتماء.


يومها انهمك المشككون والمغرضون وأهل الشر في التهكم والتقليل من الوعد والقطع بعدم قدرته على الوفاء به لكن أمس كان شاهدًا على الوفاء بما عهد كعادته ، بإقامة شعائر القداس المجيد فى كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة.


مبارك شعب مصر إحتفالاته التي ملأت جنبات الوطن في حماية قواته المسلحة والمدنية وهو ذاته والذي نزل يشارك ويحمي بيوت الله ويحتفل بميلاد السيد المسيح ويصلي للهِ فِي الأَعَالِي، وَ ليعم عَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى