فن

الليلة هوليوود تحتفل بالاوسكار ال89

إعلان

خاص ع المكشوف 

تقرير : أحمد سلامة

تختلف هوليوود الليلة عن لياليها السابقة في الأعوام الماضية،

فينتظر محبيين وعشاق الفن فى جميع أنحاء العالم الليلة بأحتمالية كسر رقم قياسي عمره 88 عاما

منذ احتفالية الأوسكار الأولى عام 1929،

فهناك عدد من النقاد حول العالم يعتبرون ان Lalaland الذي عادل رقم الترشيحات الأكبر بـ 14 ترشيحا

مع فيلمي «كل شيء عن حواء» و«تايتانيك» قد يصبح الليلة أول فيلم في تاريخ الأوسكار

ومن المحتمل ان يهزم أفلام «بن هور» و«تايتانيك» و«سيد الخواتم» الفائز

بـ 11 أوسكار ليسجل هذا الفيلم اسمه بتاريخ الفن السابع بأحرف من ذهب.

 

وسواء فاز الفيلم بتلك الأوسكارات أو لا، فالأكيد ان Lalaland تحول الى هوس سينمائي عالمي وظاهرة لافتة أعادت البريق للأفلام الاستعراضية.

وقد تكون الاحتفالية الليلة تاريخية ايضا باحتمالية فوز كل جوائز التمثيل الأربع لممثلين من أعراق مختلفة من أصحاب البشرة السوداء

وهو الأمر الذي لم يحدث مطلقا في تاريخ الأوسكار والذي يأتي بعد عامين من الانتقادات المتتالية للأوسكار «الأبيض».منافس Lalaland الأساسي الليلة

سيكون Moonlight والذي كسر النمط السائد عن أفلام «السود» في أميركا التي تتمحور دائما حول العبودية أو الحقوق المدنية ليتكلم عن صبي أسود يبحث عن هويته الجسمانية وسط أجواء من الترهيب وعالم المخدرات في ميامي.

 Moonlight فاز بجائزة فيلم العام من «معهد الفيلم الأميركي» المرموقة وجائزة «الكرة الذهبية» لأفضل فيلم درامي وغيرها من عشرات الجوائز البارزة، فيما فاز Lalaland بأهم جوائز الموسم على رأسها جائزة الكرة الذهبية لأفضل فيلم موسيقي وجائزة «نقابة المنتجين» التي تعتبر مؤشرا كبيرا نحو الفوز بالأوسكار كون نسبة كبيرة من المصوتين ينضوون تحت لواء النقابتين.

 

Hidden figures

الذي فاجأ الجميع بفوزه بجائزة «نقابة ممثلي الشاشة الأميركية» وهو أيضا مؤشر بارز على احتمالية الفوز بالأوسكار.

وفي جردة سريعة للأفلام الستة المتبقية نرى ان هناك 3 أفلام بعيدة عن احتمالية الفوز بجائزة أفضل فيلم وهي Fences، Lion، Hell or high water فهذه الأفلام ينظر اليها كأفلام مرشحة

وليست فائزة خاصة ان مخرجيها لم يترشحوا لجائزة أفضل إخراج وكذلك أفضل مونتاج وهما الجائزتان اللتان تشيران الى جودة الفيلم وتميزه،

اضافة الى خلو أرصدة هذه الأفلام من جوائز بارزة خلال هذا الموسم.

 

Lalaland

ورغم تفوقه بحظوظه الليلة الا ان زيادة عدد أعضاء الأكاديمية الأميركية للفنون بعد أزمة «الأوسكار للعرق الأبيض» تجعل التوقعات لهذا العام مختلفة عن سابقاتها حيث كانت تفضل الأكاديمية دائما الأفلام الإنسانية ذات الموازنات البسيطة والبعيدة عن البهرجة الا ان الليلة تبدو مختلفة في كل شيء.

فالسياسة الليلة ايضا ستكون حاضرة بقوة بعد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب واعتراض فناني هوليوود عليها عبر كل الاحتفاليات التي جرت من «غولدون غلوب» الى جوائز «نقابة المنتجين» وغيرها، ولن تشذ احتفالية الليلة عن تصويب سهامها على قرارات حظر السفر خاصة بعدما دعت تشرلي بون ايزاكس رئيسة المنظمة المسؤولة عن جوائز الأوسكار الى التنوع وحرية التعبير

وقالت ان على الولايات المتحدة عدم وضع العراقيل في طريق الفنانين من مختلف أرجاء العالم، معتبرة ان هناك صراعا عالميا اليوم بشأن حرية الفن يبدو أكثر إلحاحا من أي وقت مضى منذ خمسينيات القرن الماضي، في إشارة الى قوائم مناهضة الشيوعية في ذلك الوقت.

من أجل هذه الاعتبارات مجتمعة يمكن ان نسمي التصويت الذي جرى في الأسابيع الفائتة ونعرف نتائجه الليلة بـ «التصويت السياسي» خاصة بعد مقاطعة الحفل من قبل مرشحين بارزين كأعضاء الفيلم الإيراني «البائع» المرشح لأفضل فيلم أجنبي.

فعشاق الفن السابع يترقبون مجريات الحدث الفني الأكبر مع مقدم البرامج الحوارية الأميركي الساخر جيمي كيمل في أول مشاركة له في أهم ليلة في صناعة السينما.
MoonLight

 

المنافس الأبرز لـ «لا لا لاند» بجائزة أفضل فيلم وهي محصورة بالدرجة الأولى بين هذين الفيلمين، فالأكاديمية في السنوات الأخيرة نراها تفضل دائما الأفلام المستقلة ذات الميزانيات الصغيرة على الضخمة، كفوز «سبوتلايت» العام الماضي على «ريفينانت» وغيرها.
إحدى نقاط قوة الفيلم هي تلك الحوارات الساحرة المبتعدة عن التقلبات الدرامية المصطنعة في القصة والمؤثرات الخاصة التي قد تشتت المشاهد وتبعده عن التوغل في حياة ذلك الطفل الأسود الهارب من والدته المدمنة والباحث عن عاطفة يجدها عند التاجر الذي يزود والدته بالمخدرات.

هي ليست قصة بالمعنى التقليدي للكلمة، بل تتبع حياة البطل «شيرون» من الطفولة وحتى الرجولة بثلاثة فصول وهي «ليتل»، «شيرون» «بلاك» وفي كل مرحلة عمرية يؤدي الشخصية ممثل مختلف بتناغم تام دون ان نشعر بأن هناك انفصالا بين المؤدين ولو للحظة واحدة.
وصفته الصحافة الأميركية بأنه «الماستربيس» لعام 2016 السينمائي، واعتبرت بعض الأقلام ان هذا الفيلم يحمل كل مقومات انتزاع الجائزة الأهم الليلة «أفضل فيلم»، وأكدت بعض التحليلات ان فوز «مونلايت» الليلة هو الأرجح ليكون أول فيلم يرصد الحياة العاطفية لشابين من الأميركيين الأفارقة بتلك الحرفة السينمائية التي نجح فيها المخرج باري جينكنيز.

Manchester by the Sea
يقف هذا الفيلم على حافة النخبوية والشعبية، فما ناله الفيلم من ثناء نقدي كفيل بتصنيفه أحد أبرز أهم أفلام العام، وما لقيه من احتفاءات عبر مواقع التواصل منذ عرضه الأول في مهرجان «صندانس» واحتلاله المركز 229 في قائمة أفضل 250 فيلما في العالم يؤكد جودة صنعه واتقانه.
في مقياس المنافسة هو «فرس السباق» وان كان من مفاجأة مستحقة بهذه الليلة فستكون مفاجأة فوزه بأوسكار أفضل فيلم.
فيلم عن الموت وفجيعاته، عن ألم الفقد ومصائبه، عن عذابات النفس الإنسانية وتخبطاتها في الحياة، فيلم عن كيف تحيا وانت ميت كجسد بلا روح، فالفيلم يتمحور حول الأب كيسي افليك الذي وبسبب إهماله يموت أطفاله الثلاثة محترقين لتبدأ رحلته مع الذنب الذي يصر على تحمله وعدم غسل روحه منه ولا يجد حلا في التطهر منه إلا بقتل نفسه أو الاكتفاء بالعيش على هامش الحياة.

وهو أيضا أحد الأفلام التي ستطبع في ذاكرة «السينفيليين» وكذلك في مسيرة المخرج الأميركي «كينيث لويزغن» الذي دخل عبر هذا الفيلم قائمة المخرجين الوازنين في عالم الفن السابع.
بـ 98 جائزة فاز بها في مهرجانات العالم يدخل الفيلم الليلة الأوسكارية بـ 6 ترشيحات في فئات أساسية وهي أفضل فيلم، أفضل أداء تمثيل رئيسي وثانوي، وأفضل اخراج وأفضل نص اصلي.
La La Land

فيلم العام السينمائي ومكتسح الجوائز، ومحطم الأرقام القياسية، صانع البهجة،

هو الفيلم الذي تحول الى ما يشبه الهوس السينمائي والشعبية النقدية الكبيرة، فمنذ فيلم «أفاتار» لم نر فيلما كان محور البحث والجدال كفيلم «La La Land» الذي نال زخما نقديا وجماهيريا وجوائزيا مهولا أوصله لأن يكون أكثر فيلم في التاريخ نال ترشيحات أوسكارية بلغت 14 ترشيحا متقاسما المركز الأول مع «كل شيء عن حواء» عام 1950 و«تايتانيك» عام 1997.
قصة بسيطة مفعمة بالأمل والبحث عن السعادة حول شاب عازف جاز وفتاة عاشقة للتمثيل تبحث عن فرصة ليصطدما بالواقع وصعوبته ولكن يلتقيان على حب الفن والموسيقى ولتتطور علاقتهما من خلال خمسة فصول تحمل اسماء فصول السنة شتاء وربيع وصيف وخريف، ثم الشتاء مرة أخرى.
وتكمن فرادة الفيلم في تقديمه تحية «نوستالجية» عابقة بالجماليات لهوليوود الزمن الجميل في أفلامها الاستعراضية التي تحولت الى كلاسيكيات عالمية، حاول المخرج المبدع داميان شازيل ان يحاكي حتى صورتها، حيث أصر على تصوير الفيلم على طريقة «السينما سكوب» المتبعة في ذلك الزمن، بالإضافة الى حرصه على تقديم صورة مدينة «لوس انجيليس» بأبهى لحظاتها، الأمر الذي وصفته الصحافة الأميركية بأنها «أفضل اللقطات للمدينة في تاريخ السينما»..

في يناير الماضي، فاز «لالا لاند» بالترشيحات السبعة كاملة في «الغولدن غلوب» ليصبح الفيلم الأول في تاريخ الجائزة الذي يفوز بكل الترشيحات، الليلة هل سيفعل الفيلم الأمر نفسه مع الـ 14 ترشيحا، أو أقله هل سيزيح أفلام «بن هور» و«تايتانيك» و«سيد الخواتم» عن عرش اكثر الأفلام التي فازت بالأوسكارات بـ 11 جائزة.. الليلة نعلم الجواب.

 

ArrivaI

 
أحد أهم أفلام الخيال العلمي في السنوات الأخيرة، حظي بتقدير نقدي عال وبجماهيرية واسعة، يروي الفيلم قصة عالمة لغات تتم الاستعانة بها لفهم ما تريده مخلوقات فضائية هبطت على الأرض.
يتعدى الفيلم الظاهر ويغوص في مفهوم التواصل وأهميته في السلام بين المخلوقات، ولعل مشاهد التواصل الصامت بين ايمي ادامز وتلك المخلوقات توحي بأن اللغة هي بطل الفيلم والصمت سيد رهبة تلك اللحظات.
وقد يبدو للوهلة الأولى أنه مجرد فيلم خيال علمي تقليدي ولكن مع الابحار في تفاصيله ستشدك شاعريته ومحاولته صوغ فيلم عن مفهوم الزمن المستقبلي فما تراه من تطورات «فلاش باك» ليس عن احداث ماضية جرت للبطلة «لويز» ولكن ما سيحدث لها لاحقا لتكون تلك نقطة قوة الفيلم وأهميته وفرادته لتخليه عن المكان والمخلوقات الفضائية لصالح الزمن ومفهومه، ولعل الجملة التي تلخص الفيلم تأتي في النهاية عندما تسأل البطلة شريكها: لو كنت تعرف المستقبل هل كنت ستتخذ ذات الخيارات؟.

منذ طرحه الأول في الصالات في نوفمبر الماضي والترشيحات والجوائز تتقاطر عليه والليلة يدخل الفيلم بثمانية ترشيحات ابرزها افضل فيلم والذي يحمل حظوظا قليلة نسبيا لانتزاع الجائزة لوجود متنافسين أقوى قد يظفرون بتلك الجائزة.

 

Lion
منذ عرضه الاول في مهرجان «تورينو» السينمائي والاطراءات النقدية تتوالى على هذا الفيلم الذي يقدم رسالة انسانية بالغة الاهمية حول فقدان الاطفال وضياعهم ومسيرهم ومصيرهم بعد الضياع.
توليفة انسانية شاعرية تدور حول سارو، طفل في الخامسة ينفصل عن اسرته بصورة مأساوية بعد ان يستقل قطارا يبعده مئات الأميال عن قريته وينتهي المطاف به في ملجأ للأيتام في كالكتا ينقل منه إلى زوجين في استراليا، يلعب دوريهما نيكول كيدمان وديفيد وينام. وبعد 25 عاما يستخدم سارو خدمة غوغل إيرث في محاولة للعثور على والديه.
هو فيلم يجدد السؤال عن الامومة، وذلك الصراع النفسي للأبناء حول الأم التي وضعت أو التي ربّت وانشأت.

فيلم عن الذاكرة الاليمة المدقعة في الفقر والواقع الحالي المترف بكماليات الحياة، هو فيلم القرار والمصير الذي يحدد الحياة وهل نحن كبشر مؤهلون لانجاب المزيد من الاطفال في هذا العالم او التوجه نحو مساعدة طفل ضائع او لقيط أتى إلى هذه الحياة ويحتاج الى الرعاية.
عمل متميز خاصة في ساعته الأولى التي ترصد ضياع الطفل للحظة ذهابه للام البديلة «نيكول كيدمان» التي قدمت اداء خارقا اعاد لها الألق الفني الذي افتقدته في ادوارها الاخيرة وذلك لرغبتها الكبيرة باداء الدور خاصة انها تبنت اطفالا في حياتها.
يدخل الفيلم الليلة بـ 6 ترشيحات قد يخرج منها خالي الوفاض لشراسة المنافسة مع أفلام اخرى.

Hell or high water
عادة ما يحرص منتجو الأفلام البارزة على طرحها في أواخر العام للفت انتباه اعضاء الاكاديمية ونيل حظوة الترشح للاوسكار، فيلم «hell or high water» شذ عن القاعدة وتم طرحه في الصالات في اغسطس الماضي الا ان جودة وتميز الفيلم لم يطوها مرور الوقت. فكافأته الأكاديمية بالترشيح لـ 4 جوائز أساسية، وهي أفضل فيلم وأفضل اداء كممثل ثانوي، وأفضل نص اصلي وافضل مونتاج.
يتناول الفيلم قصة اخوين يخططان لسرقة عدد من البنوك الصغيرة لانقاذ ارضهما التي ورثاها عن والدتهما من مصادرتها من قبل البنك بسبب تراكم الديون ويحرصان خلال العمليات على الابتعاد عن الأوراق النقدية الكبيرة خشية من الإيقاع بهما.
فيلم سوداوي مميز يضرب بسياطه النقدية عالم البنوك والمال والجشع بعيدا عن الوعظ والمباشرة، فمثلا عندما يلمّح المحامي للمدين

بقوله: سدد دين البنك من امواله، اي «اسرقه» بطريقة غير مباشرة، أو في اللقطة الأجمل عندما يتسامر «البرتو» وهو من السكان الاصليين مع «الشرطي» بقوله كانت هذه ارض اجدادي فأتيتم وسرقتموها، ثم اتى هؤلاء اصحاب البنوك وسرقوها منكم.
فيلم ذكي، كل كلمة فيه ذات مغزى من نوع «الويسترن الحديث» الذي افتقدناه في ترشيحات السنوات الاخيرة، تميز ايضا بمشهد بديع للحظة مطاردة احد الاخوين وقتله. ولكن تبقى حظوظه الاساسية باحتمال انتزاع اوسكار افضل سيناريو بعيدا عن احتمالية فوزه بأفضل فيلم.
Hacksaw Ridge
بعد أكثر من عشرين سنة على ملحمة «قلب شجاع» يثبت المخرج ميل غيبسون انه لايزال قادرا على تقديم فيلم هوليوودي ملحمي فيه الخلطة «الغيبسونية» من انسانية ممزوجة بإيمان ووحشية حروب مفرطة تفوح منها رائحة الدماء المتناثرة.
رغم الأهمية الكبيرة لفيلميه السابقين «آلام المسيح» و«أبو كاليبتو»، الا أن الاكاديمية اشاحت النظر عنهما ربما لمواقف غيبسون المثيرة للجدل الا انه اليوم وبعد 21 سنة يعود غيبسون ليدخل ابواب الاكاديمية ممنيا النفس بحمل اوسكار افضل فيلم او افضل مخرج.
يروي «هاكسو ريدج» القصة الحقيقية لناشط رافض للحرب وذي توجهات سلمية يدعى ديزموند دوس (يجسد شخصيته اندرو غارفيلد) يرفض رفضا مطلقا حمل السلاح وارتكاب فعل القتل تنفيذا للوصايا السبع.

وقد خدم هذا الرجل، الذي كان ينتمي لطائفة بروتستانتية تُدعى «الأدفنتست» أو «السبتيون» بجسارة خلال الحرب العالمية الثانية، في اطار سلاح الخدمات الطبية التابع للجيش الاميركي، رغم رفضه لأن يحمل أي سلاح حقيقي.
يبرع الفيلم بتصوير المعارك ووحشيتها رغم بعض المبالغات التي شكلت حرجا للمخرج نفسه كمشهد ركل القنبلة الطائرة وردها لراميها بالإضافة لتسطيح الشخصيات المتمحورة حول البطل في الفيلم خاصة رفاقه الجنود مع انتقادات اخرى مثل التساؤل حول اظهار البطل بمظهر يقترب من الحماقة اكثر من الإيمان والتسليم بالقدر.
5 ترشيحات ابرزها افضل فيلم وافضل مخرج وافضل ممثل رئيسي ومونتاج وصوت الا ان حظوظه تبقى ثانوية في انتزاع الجائزة الاكبر «أفضل فيلم» ومن المرجح اكتفاؤه بالجوائز التقنية.

 

fences
بين الحواجز والأسوار المحيطة بالمنازل والحواجز التي تحيط بالإنسان يدور فيلم «fences» في الفناء الخارجي لمنزل محاط بالأسوار، سكانه رجل وزوجته «دينزل واشنطن» و«فيولا ديفيز» يكشفان عن تفاصيل حياتهما الماضية واللاحقة والمصاعب والعثرات والاخفاقات وقتل الطموحات بسبب التمييز العنصري الذي كان سائدا في خمسينيات القرن الماضي ومحاولة الأب محترف «البيسبول» لمنع ابنه من احتراف اللعبة لانه لن يستطيع ممارستها.
عن نص مسرحية كتبها «أوغست ولسون» وتم عرضها لأول مرة في نيويورك في الخمسينيات يتصدى المخرج دينزل واشنطن لهذا العمل معتمدا على الحوارات الطويلة والمكثفة ما قد يشعر البعض بالرتابة ولكن ذكاء الحوارات وقوة الأداء خاصة من واشنطن وديفيز يزيلان تلك اللحظات خاصة مع تعمد المخرج الخروج من فضاءات المسرحية المكتوبة ليلتقط نبض الشارع في أحايين كثيرة. توليفة مميزة محملة بالأسلوب الساخر والمضحك الممزوج بالألم والحسرة، خاصة في لقطات شقيق البطل الذي يعاني من اصابة بالدماغ لاصابته في الحرب العالمية الثانية. بـ 4 ترشيحات كأفضل فيلم وافضل اداء رئيسي لدينزل واشنطن واداء ثانوي لفيولا ديفيز وأفضل نص مقتبس، يدخل الفيلم الليلة ولكن تبقى حظوظه في انتزاع افضل فيلم بعيدة مقابل حظوظه الأكبر التي تتمثل في انتزاع اوسكار افضل ممثلة ثانوية لفيولا ديفيز.
Hidden figures
مفاجأة العام السينمائية، الفيلم الذي يرد الاعتبار للدور المسكوت عنه للنساء في غزو الفضاء، والأكثر دخلا بين الأفلام الـ 9 المتنافسة الذي استطاع التفوق على «لا لا لاند» في المداخيل في الولايات المتحدة رغم كل الهوس الإعلامي المصاحب له.
يرصد الفيلم حياة ثلاث نساء أميركيات كن العقل المدبر وراء البعثات الأميركية الأكثر أهمية لوكالة ناسا.
تلعب تاراجي هنسون دور كاثرين جونسون، العبقرية في مجال الرياضيات،

والمسؤولة عن حساب مسارات الصواريخ التي نقلت أول أميركيين الى الفضاء وتؤدي اوكتافيا سبنسر وجانيل موناي دور العالمتين دروثي فون وماري جاكسون، وقد عملت جميع هؤلاء النساء في مركز أبحاث لانغلي بولاية فرجينيا التي كانت تطبق في ذلك الوقت سياسة الفصل العنصري.
يضيء الفيلم برهافة عالية على آفة التمييز العنصري دون المباشرة الوعظية،

ولعل أحد أبرز مشاهد الفيلم عندما يتم تحطيم لافتة «الحمّام» في ناسا والتي تحظر على الأشخاص الملونين دخولهرغم ترشيح الفيلم لثلاث جوائز فقط كأفضل فيلم وأفضل أداء ممثلة مساعدة وأفضل نص مقتبس،

إلا ان حظوظه بانتزاع الجائزة لا تبدو مستبعدة كغيره من القائمة، خاصة بعد فوزه المفاجئ كأفضل فيلم من قبل «نقابة ممثلي الشاشة» الأميركية، متغلبا على «مونلايت» و«مانشستر على البحر».
أفضل مخرج

 

بسرعة مذهلة
حجز المخرج داميان شازيل مركزا بارزا في قائمة أهم المخرجين في أميركا برصيد 3 أفلام بعمر 32 عاما فقط، في حال فوزه الليلة بالجائزة الحلم لأي مخرج فسيكون أصغر الفائزين بتاريخ الجائزة، وكذلك أصغر مخرج على الاطلاق بترشيح فيلمين من أفلامه لأوسكار أفضل فيلم.. معظم التكهنات تصب في صالح شازيل صاحب التحية «النوستالجية» الأجمل برائعته «لالالاند» لكن هناك رائعة إخراجية أخرى تنافسه الليلة بشراسة وهو المخرج باري جنكينز عن Moonlight والذي أيضا سيكون حال فوزه أول مخرج أسود يفعلها بعد الاكتفاء بترشيح 3 مخرجين ملونين قبله.

ورغم ان احتمالية الفوز لن تحيد عن الاسمين السابقين الا ان جودة الأعمال الأخرى قد تصنع المفاجأة وإن كانت مستبعدة فهناك كييث لونيرغان عن Manchester by the Sea الذي قدم تحفة إنسانية مليئة بالمشاعر في ثالث أعمال هذا المخرج الفذ. وكذلك الأمر مع المخرج ميل غيبسون العائد الى المنافسة الأوسكارية بعد 21 عاما على رائعته «قلب شجاع» مع «هاكسو ريدج» الذي غازل فيه البطولة الأميركية وإنجازاتها الإنسانية في الحرب العالمية الثانية!
يبقى المخرج دينيس فيلينوف عن فيلم Arrival وهو الاحتمال الأبعد رغم وصف فيلمه بأنه فيلم الفضاء الأذكى منذ سنوات طويلة.

المخرج الذي سيفوز: داميان شازيل
المخرج المنافس بقوة: باري جنكينز
أفضل ممثل

 

تبدو المنافسة منحصرة في هذه الفئة بين كيسي افليك الذي يقدم أجمل أدواره في «مانشستر على البحر» عن زوج مخمور أوصله اهماله لقتل أطفاله الثلاثة نتيجة احتراق منزله فيعيش حالة من الضياع النفسي ومحاولة الهروب من الذاكرة التي تحاصره دائما.

أما المنافس الأبرز له فهو دينزل واشنطن عن Fences والذي استطاع ان يأسر المشاهد بواقعيته وتلقائيته حول رجل أسود يحاول حصار عائلته داخل أسوارها النفسية والمادية، وما يزيد من حظوظ واشنطن فوزه على افليك كأفضل ممثل ضمن جوائز نقابة ممثلي السينما الأميركية. ثالث الأسماء المنافسة هو ريان غوسلينغ عن «لالالاند» حول أحلام وطموح عاشق لموسيقى الجاز وهو رغم أدائه الذي لم يرق لمستوى افليك واشنطن الا ان هوس «لالالاند» قد يقلب المعادلات. الاسمان المتبقيان لديهما حظوظ أقل وهما فيغو موريتنس في «كابتن فانتاستك» حول أب متمرد يجبر أطفاله على عيش حياة الغابات والبراري واندرو غارفيلد عن «هاكسو ردج» حول جندي يرفض حمل السلاح.
يبقى ان دينزل واشنطن حال فوزه سيكون ثالث أوسكار يفوز به، بينما الباقون لم يسبق لهم الفوز.

الممثل الذي سيفوز: كيسي افليك الممثل

المنافس بقوة: دينزل واشنطن
أفضل ممثلة

عام 2015 كان الأمل معقودا ان تحمل أوسكارها الأول كممثلة مساعدة عن دورها في فيلم Birdman وأفلت منها الا ان الليلة الاحتمالات تصب لصالحها في الفوز بأفضل ممثلة.

فما قدمته ايما ستون في «لالالاند» يعتبر نقطة مفصلية في تاريخها الفني فهاتان العينان الواسعتان الحالمتان بالمجد السينمائي قد تلمعان مجددا مع اعلان الفوز المرتقب. المنافسة الرئيسية لستون هي ناتالي بورتمان مع أداء بديع لشخصية جاكلين كنيدي تضعها على قدم المساواة في حظوظ الفوز.
الممثلة الفرنسية ايزابيل هوبير والتي لم يسبق لها الترشح للأوسكار أبدا لديها حظوظ أيضا بعد أدائها المميز حول امرأة تتعرض للاغتصاب في «Elle» وحال فوزها ستكون ثالث ممثلة في تاريخ الأوسكار تفوز عن دور غير ناطق بالانجليزية.
العملاقة ميريل ستريب رغم ابداعها في تأدية شخصية مطربة الأوبرا الفاشلة «فلورنس فوستر جوكنز» الا ان الترجيحات ليست في صالحها، وكذلك الأمر مع الممثلة روث نيغا في فيلم Loving حول أول أميركية سوداء تتزوج من رجل أبيض والعوائق والقوانين التي تمنع إتمام الزواج.

الممثلة التي ستفوز: ايما ستون

الممثلة المنافسة بقوة: ناتالي بورتمان
أفضل ممثل مساعد

 

يبدو ان الممثل ماهيرشالا علي يتجه الليلة ليحمل الأوسكار الأول من الترشيح الأول، فتاجر المخدرات الذي يأوي اليه طفل أسود يحاول اكتشاف نفسه بعيدا عن والدته المدمنة في فيلم Moonlight قد يجلب له الجائزة الأثمن بالنسبة لكل ممثل. منافسه الأبرز الليلة سيكون الممثل القدير جيف بريدجز عن Hell or high water بدور شرطي يلاحق لصين متهمين بسرقة البنوك في تكساس ولينال بريدجز حال فوزه اوسكاره الثاني طوال مسيرته الفنية.
الأسماء الثلاثة الأخرى ليست بقوة أداء الاسمين السابقين وان كان أفضلها ما قدمه مايكل شانون عن فيلم Nocturnal Animals كشرطي يحاول مساعدة زوج قتلت عائلته بعد اغتصاب زوجته وابنته.
الممثل البريطاني ديف باتل عن فيلم Lion ايضا قدم أداء مميز بدور شاب يحاول العثور على عائلته الأساسية بعدما تم تبنيه طفلا من قبل عائلة استرالية، وكذلك الأمر مع الممثل لوكاس هيدجز في Manchester by the Sea بدور قاصر يحاول التأقلم مع عمه بعد وفاة والده ومحاولاته الدائمة الهروب من تنفيذ وصية والده.

الممثل الذي سيفوز: ماهير شالا علي

 

الممثل المنافس بقوة: جيف بريدجز
أفضل ممثلة مساعدة

 

كل المؤشرات تدل على ان الممثلة فيولا ديفز ستحقق الجائزة الحلم الليلة وتفوز بأول أوسكار، فما قدمته بشخصية روز في Fences يرقى لأن يكون أحد أجمل أداءاتها على الشاشة الكبيرة حول الزوجة المتفانية التي تتحامل على خيانات زوجها وابتعاده عنها.
ستخوض ديفز المنافسة الرئيسية مع الممثلة أوكتافيا سبنسر عن دورها المتميز في Hidden Figures وقد سبق لها الفوز عام 2012 ومن المحتمل ان تكرر الأمر الليلة.
ميشيل وليامز في Manchester by the Sea والتي سبق ان نالت 3 ترشيحات دون أي فوز قد يوصلها دور الأم الحائرة بين عشقها لطليقها الذي تسبب بقتل أولادها وتحميله الذنب لأن تنال الأوسكار الذهب.
رغم ان نيكول كيدمان Lion استطاعت ان تستعيد تألقها السينمائي بأداء بديع لشخصية أم استرالية تتبنى طفلين من الهند الا ان حظوظها يبدو انها ستتحطم امام ديفز، وكذلك الأمر مع ناعومي هاريس في Moonlight التي يبدو انها ستكتفي فقط

بشرف الترشح الأول لها في الأوسكار.
الممثلة التي ستفوز: فيولا ديفز

 

الممثلة المنافسة بقوة: اوكتافيا سبنسر

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى