منوعات

الحَلَوِي

إعلان

خاص ع المكشوف

بعيدا عن اعطونا العادة، و الفرحة بالفوانيس، و رغم الفقر المقدع لأهل قريته، ما زال يبتسم لأربعين عام… ينظر إلى السماء الآن فلا يرى تلك النجوم التي اختبأت وراء ضجيج الأنوار.. تسطو عليه الذكرى عندما تنقطع الكهرباء… يضحكُ بصوت مرتفع.. يبدأ في سرد السبب لابنائه: كانت قريتنا بلا كهرباء، حكاوينا تُؤنس الليل، و حكمة الجدات تضيف للسهر بريق الدعابة، الأخلاقُ سلعتنا التي تقف أمام غول الغلاء.. ما جلستُ لتناولَ وجبة الإفطار باليوم الأول لرمضان إلا و أتذكره… الحَلَوِي، هذا الرجل من عائلة ترفض الاندماج مع غيرها.. خلفَ ذلكَ الكثير من الاعاقاتِ الذهنية بينهم… خرجتُ وراء أبي وجدي لنتناول وجبة الإفطار.. تحكمنا العادة طول الشهر الكريم بتناول وجبتي الإفطار و السحور بالمجالس المخصصة لاستقبال الضيوف، لا يستطيع أي رجل أو صبي تناول وجبته بخيمته.. كنتُ بالسادسة من عمري، خرجتُ وراء جدي الذي يُحبُّني كثيرا.. رفع الأذان و أقيمتْ الصلاة.. لا أحد يجلس أمام المائدة إلا أنا و الحَلَوِى… أخذ يلتهم لحم الضاني، وصرت أقلده، عندما اقترب جدي من صينيته، لم يجد إلا ’’ الفتة ’’ نظرَ إلى الحلوي مبتسما؛ فأمسك الرجل بحفنة من الرمال الصفراء، ألقاها ببقية الطعام و أسرع بالهرب.. باليوم التالي و أثناء الإفطار، لمح جدي الحَلَوِى يجلس بمائدة قريبة. تركنا وتوجه نحوه. قابل الحَلَوِي بجلسته، و بدأ يجهز عصاه… ابتسم الحَلَوي في وجه جدي قائلا: أنتَ عاقل يا سالم، كن عاقل يا سالم .. تصارعتْ ضحكات الرجال، و صارتْ عصا جدي تقهقه بعيدا عن جسده. استغل الحلوي فرحة القوم، فعاود فعلته و هربَ .
احمد منصور الخويلدي

13394201_1003902353034707_2669683930952396349_n

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى