مقالات

إعدام ضمير !!

إعلان

كتبت :ندى أبوخضرة

بداخل كل منا محكمة عادلة تقام  كل ليلة لكي نعقد مصارحة حرة مع أنفسنا  ونبقى دائما  علي يقظة لأحكامها , فبداخلنا صرح كبير كالمحكمه وهو الضمير , والمحام فهو انت , فكثير من الأحيان  تعترض المحكمة على المحام ولم تكتفى بتلك الأدلة المقدمة  فيعلو صوت القاضى (الضمير ) بداخلك ويصرخ بانه معارض جراء افعالك , فيضع لك كافة البراهين محاولا إقناعك , ويحدد لك المصير كى لا تضل طريقك وتزداد اخطائك بداخلك وتسير كالضرير ؛ فكلما تتبعت صوت الضمير فترضى نفسك ,  ويصبح طريقك منير ؛ وإن تتمرد وتعترض علي ضميرك  بتلك المبررات والادلة الكاذبة التى نختلقها احيانا لأنفسنا تهربا من المحكمة الداخلية  والتخلص من  صوت تأنيب الضمير….!!!
فلك ان تتخيل يوما ان تحيا دونه وتعيش فى هروب دائم كي تتخلص من محاكمة نفسك, وتعيش مطارد بين افكارك الشيطانيه وضميرك الذى اعدمته بداخلك , فالضمير هو إنسانيتنا التى تميزنا عن غيرنا من الكائنات , وموت الضمير نابع من فقدان الإرادة بداخلنا , بحيث يصبح بموت ضميره وفقدان إرادته إنساناً ضائعاً لا يعرف طريقه في هذه الحياة، منساقاً مستسلماً للطغيان .

 

وهنا يوجد الطغيان الذي فرض على ذوى الضمير الحي البقاء صامتين منعزلين , غير مبالين لما يحدث حولهم , ولكنهم لم يسلمو من الضمير بعد , فبداخلهم ضمير صامت يأنبهم ويتأكل يوما بعد يوم حتى اصبحوا مثل الجذور الميته , فهم حقا معترضون صامتون ,ولكن لم تأتي بعد لحظه صحوة ضميرهم فهم فى غفوة عن الحياة …..
فهل ستصحو يوما ما !؟.

 

اعدمت ضمائرنا ,وكانت النتيجة؛  انتزاع القيم الاخلاقية , التى تغاضينا عنها يوما بعد يوم ، حتى تلاشت مؤخرا , فنبدأ بتصنيع الاقنعة المناسبة وارتدائها لكي نموه بها حقيقتنا ونتعايش بالنسخ المزيفة,فكل قناع أقبح من سابقه وأكثر شروخاً منه, واكثر عرضة للسقوط, ويوجد قلة من أصحاب الضمير يعيشون غرباء وسط هؤلاء ، فاتمني ان احيا غريب منعزل ,لكي اسلم من هذا الوباء .
كل ما حدث بعالمنا الإنساني من معالم الفساد التي اصبحت تجري في الشريان وتداولها الكثير من وسائل الإعلام  من كوارث بشرية وازمات ومحن وحروب ومجاعات .

وكل هذا نابع من انعدام الضمير الانساني , وهو اشد خطر على بني الانسان ان تعيش بلا ضمير فانك ميت علي قيد الحياة , فصدق من قال “إن الموتى ليسوا هم موتى القبور , ولكن هم موتى الصدور “.

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى