العرب والعالم

أزمة تتصاعد وعناء يتجدد

إعلان

خاص ع المكشوف

كتب/سامح فارس

لا زال الغزيّون يعانون من تفاقم الأزمات التي رافقتهم عبر العصور،، ابتداءً من الاحتلال وانتهاءً بانقلاب حماس على غزة ، وفض ما تبقى من غشاء بكارتها ، على يد المجرمين والمنقلبين. المواطن الغزّي الذي عانى على مر العصور من ويلات الاحتلال والحصار الدائم ونقص المواد التموينية و الغذائية واختفاء الوقود، حوصر أيضاً من حكومة حماس المنقلبة على غزة، والتي لم تستطيع حتى الآن توفير احتياجاته من ماء وكهرباء وعمل لآلاف الخريجين وغيرها من المستلزمات التي تضمن له أدنى درجات الكرامة والحياة الكريمة. ولم نسمع منها سوى الوعود الرنانة ، واللامتناهية ، لحل المشاكل والأزمات والقضايا وخاصة الكهرباء – التي لا زال يعاني منها المواطن في غزة وعلى أرض الواقع لم نرى منها شيء، بل نجد الظلام يعم القطاع، ونلاحظ أن الأهالي في غزة يتسحّرون ويفطرون على الشموع والمصابيح. وكان مدير دائرة المعلومات في سلطة الطاقة بغزة أحمد أبو العمرين قد تعهد في وقتٍ سابق، بالعمل على تحسين ساعات توصيل الطاقة للمواطنين خلال شهر رمضان بالإمكانيات المتاحة، وتوفير الكهرباء في كافة أرجاء غزة، ولكننا لم نجد أي تحسن بل على العكس ازداد الأمر سوءا ومرار. مواعيد الكهرباء كانت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة قد أعلنت في 9 يوليو أي قبل رمضان بيوم- عن أوقات تشغيل التيار الكهربائي وفصله في شهر رمضان المبارك، لتصبح عند الساعة 7 صباحًا والـ3 عصرًا والـ11 ليلًا، ولاحظنا انقطاعها في أوقات متأخرة من الليل قد تستمر حتى شروق الشمس، دون أن تلتزم في المواعيد المحددة، فانقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين في شتى أرجاء القطاع تعدى هذه الساعات، بل ولا زال الظلام يهيمن على القطاع في الكثير من الأوقات الأخرى. هذا وتزامن اصدار الجدول الجديد لانقطاع التيار الكهربائي، في ظل ازمة الوقود والسولار والبنزين واغلاق المعابر، وهدم الجيش المصري للأنفاق الحدودية الفاصلة بين مصر، والقطاع، ما أدى الى تزايد حدة الأزمة على المواطن الغزي، بتوقـّف معظم عمل المولدات الكهربائية، دون أن يكون هناك بديلاً للتيار. انقطاع المياه ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )، ان انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلق أزمة أخرى تمثلت في انقطاع المياه، حيث أدى انقطاع التيار الكهربي الى انقطاع المياه في أغلب مناطق القطاع، خاصة في المناطق الريفية، والأبراج السكنية. يذكر أن المناطق العالية تحتاج الى “موتور ماء” لسحب المياه الى الخزانات العلوية، ومن ثم ضخها الى البيوت، وفي حين انقطاع التيار الكهربائي لا يتم سحب المياه لأن موتور المياه يعتمد على الكهرباء في حين تشغيله. صرخات الصحة يعد القطاع الصحي من أكثر القطاعات تأزماً في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعاتٍ طويلة، ويأتي تزامن الأزمة مع نقص إمدادات الوقود الواردة، حيث لا يسد الوقود الذي يصل ربع احتياجات المستشفيات، ما يؤدي الى تعطيل عمل الكثير من الأجهزة الطبية وغيرها. وكانت وزارة الصحة في حكومة غزة قد حذرت كثيراً في وقتٍ سابق، من تفاقم الوضع في مستشفيات القطاع بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفير الوقود البديل في مخازنها، داعية الى حل هذه الأزمة حتى لا تتسبب في كارثة انسانية كبيرة يصعب السيطرة عليها في حال حدوثها.

13726610_696064217199794_636240925952475231_n

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى