مقالات

سنه جديده.. ولابد ان تكون بدايه جديده ايضا

إعلان

ع المكشوف  _اميره سعيد 


شغلتني كثيرا بداية هذه السنه.. ظليت افكر كيف لرقم ان يغير بنا.. احاسيس ومشاعر بل ويحدث في بعض الاحيان تغيير جذري بشخصيتنا و نظرتنا للامور.. قد يجعلنا نتخذ قرار في مواقف كثيره لم نستطع تحديد واجهتنا بها طوال السنه الماضيه.. نهاية علاقات قديمه او اعطاء فرص لعلاقات جديده.. لكن السؤال الذي يحيرني.. هل التغيير دائما مايجعل الانسان يسير في الطريق السليم!!! مع الاسف لم تكن الاجابه مطمئنه.. التغيير لا يجعلنا نسير في الطريق السليم في كل الاحيان.. يمكنه ان يفقدنا مشاعر عظيمه.. لم نتوقع يوما ان نفقدها.. او يزرع بنا مشاعر.. لم نتوق يوما ان نملكها..التغيير يمكن ان يؤدي الي “الوجع” و “الخوف” واحيانا “الفشل” ..لكن اي تغيير هذا الذي يمنحنا “لامبالاه” اي تغيير هذا الذي يجعلك متبلد المشاعر.. انسان صلب من شدة هشاشتك.. اهو التغيير المصاحب للصدمات!! ؟ نعم!  وعندما اقول صدمات فانا اعني قصة اغتيال يوليوس قيصر العظيمه.. انها تمثل اقوي تغيير حدث في تاريخ البشريه.. لقد كان أقرب الناس إلى قلب الامبراطور  “بروتوس” حيث لم يكن أي شعور معاد نحو قيصر وانما كانت حجته الوحيدة  لقتل قيصر هو شدة حبه لبلاده ويعترف أمام الجماهير الحاشدة حول جسد قيصر المطعون ” لقد قتلت قيصر ليس لقلَة حبي له, بل لأني أحب روما أكثر ” بينما كان الطرف الآخر المسؤول عن مقتل قيصر “كاسيوس” من أشد الناس الذين يمقتون قيصر ويحسدونه، فاتفقوا ان يوجه كل واحدا منهم الطعنات لقيصر علي ان يكون المسؤول عن مقتله عدة اشخاص ولا توجه التهمه لواحد فقط وبالفعل بعد مجئ قيصر تهاتف كل المتواجدين بالطعنات عليه، يطعن كاسيوس قيصر في رقبته ويطعنه باقي المتأمرون ولكن لم يمت قيصر بعد، يظل يقاوم ويقاوم، لم تؤثر به طعناتهم، فذهب مسرعا الي احب الناس الي قلبه “بروتوس” ظنا منه انه سينجده، لكن نظر بروتوس في عينه مباشرة وبكل جحود و دون تردد.. طعنه بشده، لقد كانت اخر طعنه وجهت لقصير، عندها قال  مندهشا حتى أنت يابروتوس؟ اذن فليمت قيصر.
ظللت افكر كثيرا في لحظه موت قيصر، بماذا شعر عندما ذهب مسرعا الي احب الناس اليه فطعنه! لكنه لم يشعر، لقد مات! او ربما مات من شدة ما شعر به،لقد عاش عمره كله واثقا ان بروتوس يبادله نفس الحب، لم يدرك قيصر للحظه ان موته سوف يكون علي يد هذا الذي وثق به واحبه، سوف يتأمر مع الد اعدائه للفتك به.. لم يمت قيصر من شدة الطعنات ولم يكن لرجلا قويا مثله ان يموت بسهوله بعد مائة طعنه لكن هناك طعنه مختلفه.. تلك الطعنه التي اصابت القلب في مقتله.. اصابت الروح.. حقا كيف لبروتوس ان ينسي كل لحظات الموده وكل الثقه التي يحملها له قيصر!! كيف استطاع مجرد التفكير في طعنه! وان افترضنا انه فعل، ماسبب كل القوه التي اتي بها وقام بطعنه  وجها لوجه!!  نظر في عينه بكل قسوه من اين اتي بها!!  اظن انها كانت بداخله لسنوات،، لن يستطع احد ان يقسو علينا فجاه،ان يتغير و ان يدر لنا ظهره و يمضي مالم يكن مقرر ذلك منذ البدايه،،  ان الانسان يمكنه ان يتحمل الاف الطعنات والجراح من الاف الاشخاص، الا ذلك الذي وثق به، الذي احبه، وهذا هو سر عذابنا والامنا الروحي، ان نستسلم لفكرة ان هذا الشخص ابعد مايكون عن ان يسبب لنا اي اذي، ان الاذيه لا تاتي سوي من المقربون، وهذه هي لحظة الادراك، عندما تدرك انك صفعت وبقوه ، وقتها سوف تترك كل الاشياء التي لطالما تمسكت بها، سوف “تتغير” اريدك ان تسأل نفسك وتفكر معي! هل لو استطعت ان تدرك الان حقيقة كل مايحدث حولك وكل المتواجدين بحياتك، سوف تستمر كما انت في طريقك!؟ ام سوف تسلك طريقا اخر!؟ هل لو ادركت حقيقة مكانك في قلوبهم سوف يكون ذلك سببا  في سعادتك اَم تعاستك!؟  ماذا يفعل الاخرون بحياتنا!؟
لو فقط نعطي لانفسنا فرصة الحصول علي مانستحقه وان نترك كل مالا يستحقنا، لكان في ذلك شفاءنا لكن الانسان يصر ان لا يري حقيقة ماهو عليه بل و يخاف ايضا ان يراها.. ان فكرة ان يكون كل ما حولنا مجرد وهم! سراب.. هي فكره مخيفه لا شك انا لا اتخيل ان اكتشف فجاه ان كل من حولي الذين اعرفهم منذ سنين انا في الحقيقه لا اعرف عنهم شئ.. كل الذين احبوني.. لم يكونوا في حقيقة الامر احبائي.. لذلك اود ان تبدا السنه الجديده بدون طعنات بدون الم او خوف، انت من اليوم شخصا اخر.. اقوي.. اصلب.. ماعادت الحياه تعنيك بكل ما يدور بها.. انت لنفسك.. يكفي كل الوقت الذي اضعناه في ان نكون الاخرين.. ان نكون حياتهم.. ان نكون رغباتهم.. وطريق يسلكونه لتحقيق احلامهم.. انها سنه جديده تخبرك انه حان الوقت ان تغير نظرتك للامور.. صدقني.. تغييرا للاسوا او للاحسن المهم ان تحدث فرق.. ان تتغير.. لقد حان الوقت ان تسير دون ان تلتفت وراءك وكن متاكدا ان ماتركته خلفك لو كان حقا يريدك سيذهب  مسرعا للحاق بك

مقالات ذات صلة

رأيك يهمنا شارك الان

زر الذهاب إلى الأعلى